بعد اعتقال عدد من الجنود.. «الإرهاب الأبيض» يتمدد داخل الجيش الأمريكي
الإثنين 30/سبتمبر/2019 - 04:49 م
الجيش الأمريكي
أحمد سلطان
أعلنت الشرطة الفيدرالية الأمريكية F.B.I اعتقال جندي أمريكي من فورت ريلي التابعة لولاية كنساس، بعد تخطيطه لهجمات إرهابية كبرى، من بينها استهداف مقر شبكة CNN الإخبارية الأمريكية، واغتيال المرشح الرئاسي الأمريكي بيتو أوراك «رجل أعمال ينتمي للحزب الديمقراطي، وينوي خوض الانتخابات المقررة في 2020».
وقالت الشرطة الفيدرالية الأمريكية في بيان لها: إن الجندي يدعى جارت وليم سميث، مضيفةً، أنه خطط لاستهداف مقر شبكة CNN بشاحنة مفخخة، كما كشف «سميث» في حديث عبر الإنترنت مع عميل سري من الـ F.B.I بأنه يسعى لقتل «أوراك»، والسفر لأوكرانيا؛ للالتحاق بكتيبة آزوف والقتال معها.
و«كتيبة آزوف» هي إحدى المنظمات اليمينية المتطرفة التي تأسست للقتال ضد الانفصاليين الموالين لروسيا، لكن كانت لها ميول يمينية متطرفة؛ إذ أنشأت مكتب التواصل الغربي لتجنيد المقاتلين المقتنعين بأفكار اليمين المتطرف من خارج أوكرانيا، إضافةً لتأسيس معسكرات تدريب على السلاح للشباب وقاعات محاضرات؛ لترويج أفكارها.
وأكدت«صوفان جروب» وهي مؤسسة أمريكية متخصصة في التحليلات الاستخبارية وشؤون الأمن الدولي، أن «كتيبة آزوف» تتبع نفس تكتيكات الجهاديين في التجنيد، مشبهةً مكتب التواصل الغربي بمكتب خدمات المجاهدين الذي أنشأه عبدالله عزام في ثمانينيات القرن الماضي؛ لتسهيل وصول المقاتلين العرب إلى ساحات القتال في أفغانستان.
وأوضحت «صوفان جروب»، أن «كتيبة آزوف» تتمتع بميزة إضافية، وهي قدرتها على التنقل بسهولة داخل أوروبا، وهو ما مكنها من تجنيد المئات من الغربيين، والأمريكيين في خلال الفترة الماضية.
وبحسب تقرير جديد صادر عن المؤسسة الاستخبارية، فإن أوكرانيا تحولت إلى ساحة الجذب الرئيسية للإرهاب الأبيض في العالم.
واعتبرت «صوفان جروب»، أن الإرهاب الأبيض تمدد من أوكرانيا، إلى داخل الجيش الأمريكي، مؤكدةً أن هناك عدد من مذكرات الاعتقال التي صدرت بحق عناصر في الجيش الأمريكي؛ بسبب تورطهم في أعمال إرهابية مع المنظمات اليمينية المتطرفة.
وخلال الأسبوع الماضي فقط، أصدرت الشرطة الفيدرالية الأمريكية مذكرات اعتقال لاثنين من جنود الجيش الأمريكي هما «كريج لانج، وأليكس زوفيلهوفر»؛ بسبب تورطهم في مقتل زوجين في فلوريدا، ومشاركتهم في أعمال عنف مرتبطة بالمنظمات اليمنية المتطرفة.
والتقى لانج و زوفيلهوفر أثناء مشاركتهم في القتال في أوكرانيا، لصالح منظمة إرهابية تسمى بـ«القطاع الأيمن»، كما سافر الاثنان معًا في عام 2017 إلى جنوب السودان للمشاركة في القتال ضد حركة الشباب الصومالية، كما خططا للسفر إلى فنزويلا والمشاركة في القتال ضد نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
ووفقًا لمعلومات الشرطة الفيدرالية؛ فإن «لانج» كان أحد قدماء المحاربين الأمريكيين الذين شاركوا في حربي العراق، وأفغانستان، وهو «مرشد» جارت وليم سميث الذي خطط لنسف مقر CNN، واغتيال المرشح الرئاسي المحتمل بيتو أوراك.
كما ألقت الشرطة الفيدرالية القبض على براندون كلينت راسل أحد عناصر الحرس الوطني الأمريكي في ولاية فلوريدا «قوة عسكرية أمريكية احتياطية تتكون من فصيلين أحدهما تابع للقوات البرية للولايات المتحدة والآخر للقوات الجوية الأمريكية»، وأحد المنتمين لمنظمة «Atom waffen» اليمينية المتطرفة، وعثر في مسكنه على كمية كبيرة من المتفجرات.
كما تم اعتقال كريستوفر حسون وهو عنصر من قوات خفر السواحل الأمريكية خدم لمدة سابقًا 5 سنوات في سلاح مشاة البحرية الأمريكية «المارينز»، إضافةً لاثنين آخرين من المارينز وبحوزتهم 15 سلاحًا ناريًّا، وألف طلقة.
وبحسب «صوفان جروب»، فإن منظمة «Atom waffen» هي إحدى المنظمات اليمينية الأمريكية المتطرفة، التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع المنظمات اليمنية في أوروبا.
وأشارت المؤسسة المعنية بشؤون الاستخبارات والأمن الدولي إلى وجود منظمة أمريكية يمنية أخرى تسمى بـ«الصعود للأعلى» (R.A.M.) وهي منظمة كونها عدد من قدامى المحاربين في العراق وأفغانستان، وترتبط تلك المنظمة أيضًا بعلاقات مع المنظمات اليمنية المتطرفة في أوروبا، وسافر عناصر (R.A.M.) إلى ألمانيا، وأوكرانيا، وإيطاليا، ونظموا احتفالات بذكرى ميلاد الزعيم النازي أدولف هتلر.
وأكدت «صوفان جروب»، أن الإرهاب الأبيض يتمدد داخل الجيش الأمريكي، موضحةً أن هناك عدد من المحاربين السابقين في العراق، وأفغانستان من بين المنضمين للتنظيمات اليمنية المتطرفة.
وألمحت المؤسسة الاستخبارية إلى أن عناصر الجيش الأمريكي الذين انضموا للتنظيمات المتطرفة درسوا التكتيكات التي تسخدمها التنظيمات الإرهابية التي تتبنى الأيدولوجيا الجهادية وبخاصة «تنظيمي القاعدة، وداعش، وحركة طالبان»، وعملوا على الاستفادة منها في التجنيد والتمويل.





