ad a b
ad ad ad

تشاد وتمديد الطوارئ.. حدود ليبية ملتهبة وصراعات قبلية في الداخل

الثلاثاء 17/سبتمبر/2019 - 06:11 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
بسبب حالة الإرهاب المتزايد من قبل التنظيمات المسلحة في منطقة الغرب الإفريقي، والنزاعات العراقية التي اجتاحتها، عملت دولة تشاد على تأمين نفسها من امتداد خطر الإرهاب من حدودها مع لييبا إلى الداخل التشادي؛ حيث صدق البرلمان التشادي، الخميس 12 سبتمبر 2019، على تمديد حالة الطوارئ في 3 محافظات شرق وشمال البلاد، لمدة 4 أشهر.

 الرئيس التشادي إدريس
الرئيس التشادي إدريس ديبي
جلسة النواب
وتعهدت الحكومة التشادية، التي حضرت  الجلسة البرلمانية من جانب 5 وزراء بـ«فتح ممرات على الحدود للسماح لسكان المحافظات الثلاث الحدودية بالخروج والحصول على الإمدادات الضرورية فما بين السودان وليبيا».

وأعلن الرئيس التشادي إدريس ديبي، في أغسطس الماضي، حالة الطوارئ بـ3 محافظات بشرق وشمال البلاد، ودعا لنزع سلاح المدنيين، وذلك بعد أعمال عنف بين مزارعين ورعاة، خلفت عشرات القتلى.

وأعلنت السلطات في تشاد، غلق حدودها مع ليبيا والسودان، وأفريقيا الوسطى، بعد فرض حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر في محافظات الحدود، وصرح- حينها- وزير الأمن التشادي محمد أبا، في تصريحات صحفية خلال زيارته لمنطقة الحدود المشتركة مع ليبيا، في 24 أغسطس الماضي، أن المنطقة أصبحت غير خاضعة للمراقبة؛ بسبب المهربين وتجار المخدرات والجريمة المنظمة، والتنظيمات الإرهابية التي تستغل تلك المنطقة لتنفيذ عملياتها في منطقة الساحل والصحراء الإفريقية.

اشتباكات قبلية
في أغسطس الماضي، وخلال مؤتمر صحفي بالقصر الرئاسي في نجامينا، احتفالًا بالعيد الوطني للبلاد، قال الرئيس التشادي، إدريس ديبي: «إن سبب الاشتباكات القبلية، هو عمليات تهريب السلاح من ليبيا عبر بوابة بلاده ودول الساحل الإفريقي، متوعدًا بخوض حرب شاملة ضد عصابات السلاح والمسؤولين عن مقتل هؤلاء الأشخاص».

وأوضح ديبي، أنه بصدد إطلاق حوار اجتماعي شامل؛ من أجل وضع حد للاشتباكات القبلية التي شهدت انتشارًا متزايدًا، مشيرًا إلى أن المنطقة لن تنعم باستقرار والهدوء في ظل الأحداث الجارية بليبيا.

وكان أعلن ديبي في وقت سابق، تصدي الجيش الليبي لهجمات المعارضة التشادية والمرتزقة، التي تنشط داخل الأراضي الليبية بكثرة.
ناصر مأمون عيسي،
ناصر مأمون عيسي، الباحث في الشأن الإفريقي
استغلال أحداث ليبيا
حولت ميليشيات مسلحة تشادية مناهضة للنظام الحاكم، منطقة الجنوب الليبي الحدودية مع تشاد، إلى منصة تلاقي للتنظيمات الإرهابية المتنقلة عبر الحدود من إفريقيا جنوب الصحراء أو الشرق الأوسط، واستغلت هذه التنظيمات حالة انعدام الأمن، إبان انفجار الأوضاع في ليبيا، في الدخول إلى البلاد عام 2012، وشكلت تلك الميليشيات باستقرارها في منطقة الجنوب الليبي القريبة من منطقة الساحل والصحراء، أزمة أمنية كبيرة للحكومة التشادية؛ حيث شنت عملياتها الإرهابية ضد الجيش في الجنوب من جهة، وضد قوات الجمهورية التشادية من جهة أخرى، وضد المدنيين في منطقة الساحل الإفريقي.

تمديد الطوارئ
وفي تصريح خاص للمرجع، يرى ناصر مأمون عيسى، الباحث في الشأن الإفريقي، أن إعلان الحكومة التشادية تمديد حالة الطوارئ يرجع إلى تدهور الوضع الأمني على الحدود الشمالية للبلاد؛ بسبب النزاعات العراقية وليس لأفعال قامت بها الجماعات الراديكالية أو الإسلاموية، في الوقت التي تعاني فيها تشاد من نشاط مكثف لتلك الجماعات وبخاصة جماعة بوكوحرام الموجودة في الجنوب التشادي .

وأكد ناصر، أن تشاد تعتبر «منطقة ملتهبة»؛ حيث الصراع القبلي في منطقة الشرق، فهناك قبائل تنتمي إلى العرب تتقاتل مع قبائل تنتمي إلى الهوية الإفريقية، مشيرًا إلى أنهم جميعًا ينشطون في منطقة أقصى شمال تشاد، حول حدود ليبيا والنيجر وفي جبال تبستي.
"