ad a b
ad ad ad

فقه بناء الدول.. مؤتمر الأوقاف يطرح رؤى عصرية لمجابهة الإرهاب

الإثنين 16/سبتمبر/2019 - 11:05 ص
 محمد سالم أبوعاصي
محمد سالم أبوعاصي
معاذ محمد
طباعة

قال الدكتور محمد سالم أبوعاصي، العميد السابق لكلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر: إن مواجهة الخطاب الإقصائي للجماعات المتطرفة، يتطلب دعم التعليم بكل صوره، والفكر الوسطى المستنير، والعمل على إعداد العلماء وتبنيهم منذ الصغر، منوهًا إلى أن الجراثيم لا تنتشر إلا في ظل بيئة مناسبة لنموها.


فقه بناء الدول

ودعا «أبو عاصي»، خلال فعاليات الجلسة الأولى لمؤتمر الأوقاف في دورته الثلاثون، ويومه الثاني، الاثنين 16 سبتمبر 2019، والذى ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، تحت عنوان «فقه بناء الدول.. رؤية عصرية»، إلى ضرورة تحمل الإعلام بكل صوره مسئولية التوعية بخطورة هذه الجماعات المتطرفة وضلال أفكارها، مشددًا على الجدية في حل هذه المشكلة، خصوصًا أن التطرف الفكري لم ينشأ بين عشية وضحاها، وإنما نتيجة تراكمات تجمعت على فترات زمنية، حتى أصبح ظاهرة تحتاج إلى مضاعفة الجهد وتكثيف العمل الجاد.

إشكاليات الطرح الديني

من جهته، أكد الدكتور أحمد إسماعيل أبو شنب، وكيل كلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر فرع طنطا، أن ممارسات الجماعات الإرهابية المتطرفة تسيئ إلى الدين الإسلامي، وتؤدي إلى تشويه صورته عند غير المسلمين، وتشيع الاعتقاد بعدم قدرته على ضبط المجتمع دينيًّا وفكريًّا واجتماعيًّا، وأنه يفقد القدرة على إحداث التوافق الاجتماعي والعيش المشترك بين أبناء الدين الواحد، فضلًا عن الأنسجة الاجتماعية المغايرة في الدين داخل كيان الدولة الواحدة؛ ما يفقدهم الثقة في مبادئه القيمية الإنسانية الهادية.


وأوضح «أبو شنب» في ورقة العمل التي قدمها تحت عنوان «إشكاليات الطرح الديني لدى الجماعات المتطرفة وأثرها على المفاهيم البنائية للدول والأوطان»، إلى المؤتمر الدولي الـ30، أن الفكر التبريري للعنف والإرهاب والغصب وإتلاف ممتلكات الدول ومقدرات المجتمع، والسطو القيمي على مقررات الدين ومبادئه، الذى تتبناه الجماعات الإرهابية، ما هو إلا نزوع هدمي لكيان الدول، وإشاعة الفوضى وانتشار الجريمة، وزعزعة الأمن والسلم الاجتماعي داخل الدولة الواحدة.


وشدد وكيل كلية أصول الدين، على أن تسويغ قتل المخالف للرأي والفكر السياسي باسم الدين، منطلق خطير لإرهاب المجتمع بالفتوى، وسلطة الرأي الغاشمة لسوق الناس إلى اعتناق رؤاهم الهدمية وتصوراتهم النفعية في نقض بنيان الدول، وتفتيت عرى الأوطان وأواصر الترابط الاجتماعي.


وأضاف الدكتور أحمد إسماعيل أبو شنب: «لا شك أن ثمة العديد من الآثار السلبية لإشكاليات الطرح العقدي لدى الاتجاهات الفكرية المتطرفة، تؤثر بقوة على المفاهيم البنائية للدول، منها الطرح الذاتي أحادي المنظور انقسامي النزعة، والذى لا يعبر إلا عن رأى اتجاه بعينه أو فئة بعينها، أو شريحة من شرائح النسيج الاجتماعي»، موضحًا أن هذا الأمر يسبب إقصاء بالغ التعسف للشرائح الاجتماعية المغايرة في الفكر، والتوجه لهذه الاتجاهات؛ ما يهدد بنى الدول اجتماعيًّا وثقافيًّا وفكريًّا ومفهوم المواطنة والانتماء الوطني.


وانطلقت فعاليات المؤتمر الدولي الثلاثين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، التابع لوزارة الأوقاف، تحت عنوان «فقه بناء الدول.. رؤية فقهية عصرية»، أمس الأحد، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمشاركة نحو 500 شخصية من مختلف دول العالم، من وزراء أوقاف ومفتين ورؤساء مجالس إسلامية، من 57 دولة، 20 منها أفريقية.

"