ad a b
ad ad ad

بالحوار مع روسيا.. «طالبان» تضغط على واشنطن لإعادة المفاوضات

الأحد 15/سبتمبر/2019 - 01:21 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

على إثر قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب الأحد، 08 سبتمبر الجارى، إلغاء المباحثات الجارية مع حركة «طالبان» الأفغانية، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، السبت 14 سبتمبر، أن وفدًا من قيادات طالبان أجرى محادثات في العاصمة موسكو مع مسؤولين روسيين رفيعي المستوى.


ونقلت وكالة الأنباء الروسية عن المتحدث باسم الوزارة أن زامير كابولوف، الممثل الخاص للرئيس الروسي لأفغانستان، استضاف عددًا من قيادات الحركة دون تحديد موعد لهذه المحادثات، بينما أكدت وسائل الإعلام أن متحدث الوزارة أشار إلى رؤية الجانب الروسي حول ضرورة إعادة المفاوضات بين الولايات المتحدة والحركة مرة أخرى.

سهيل شاهين
سهيل شاهين
لعبة الضغط

من جهته، قال المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان في العاصمة القطرية الدوحة، سهيل شاهين: إن الوفد أجرى مشاورات مع «زامير كابولوف»، في الوقت الذي تطلع فيه الحركة إلى تعزيز التعاون والدعم الإقليمي، كما أن الجولات الخارجية ستشمل أيضًا الصين وإيران ودول آسيا الوسطى.


وأشار «سهيل» إلى أن الأهداف الأخرى من الزيارات هو إطلاع قادة هذه الدول على نتائج محادثات السلام، وقرار الرئيس «ترامب» بإلغائها في وقت كان فيه الطرفان قد حلا جميع القضايا المعلقة، وكانا على وشك التوقيع على الاتفاق.


وفي هذا الصدد، لفتت صحيفة «جارديان» البريطانية في تقرير لها الأحد 15 سبتمبر إلى أن أحد قيادات طالبان –رفض ذكر اسمه- صرح لها بأن الغرض من الزيارات ليس محاولة إحياء المفاوضات مع الولايات المتحدة مجددًا، ولكن تقييم الدعم الإقليمي لإجبار الجانب الأمريكي على مغادرة أفغانستان.


الاهتمام الروسي

وكانت التكهنات قد تصاعدت حول إتمام الاتفاق بين طالبان والولايات المتحدة حول الانسحاب العسكري للأخيرة من أفغانستان، مقابل ضمانات تقدمها «طالبان» بعدم توظيف الأراضي الأفغانية لمهاجمة مصالح الولايات المتحدة، والتخلي عن مساندة تنظيم «القاعدة» الإرهابي، ولكن الرئيس دونالد ترامب فاجأ الجميع بتغريدة على صفحته الشخصية بموقع «تويتر» بقراره تعطيل المفاوضات، وإلغاء اجتماع سري كان سيعقد بينه وبين قادة طالبان في كامب ديفيد بواشنطن.


وقد أثار هذا الإلغاء غضب «طالبان» التي لم تكف عن إصدار البيانات التهديدية والتوعد للجانب الأمريكي وقواته بالاستهداف، إلى أن وصلت الحركة إلى بحث تعاون إقليمي مع الدول التي قد تكون لديها مصالح معاكسة مع الولايات المتحدة مثل روسيا والصين وإيران.


وحول هذا الأمر يقول الكاتب المختص في الشأن الروسي، محمد فراج أبو النور في تصريح لـ«المرجع» إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب رفض في السابق تدخل روسيا في المفاوضات مع الحركة، لكن روسيا مهتمة جدًّا بإنهاء الصراع في أفغانستان، وإنهاء الوجود الأمريكي هناك أيضًا.


ومن وجهة نظر «أبو النور» تكمن الأسباب في تحول أفغانستان لنقطة جذب كبيرة للإرهابيين العائدين من سوريا والعراق وغيرهما من المناطق الساخنة، كما أنها نقطة انطلاق جغرافي للنشاط الإرهابي في آسيا الوسطى، فضلًا عن دورها في الاتجار في المخدرات والسلاح، ووجود عصابات الجريمة المنظمة بها.


فيما أشار الباحث إلى أن روسيا لديها علاقات لا بأس بها مع «طالبان» التي ستحاول بالطبع استغلال هذه العلاقات لتحسين موقفها، بالتوازي مع رغبة «ترامب» أيضًا في إنهاء خسائره المادية والبشرية في أفغانستان.

بالحوار مع روسيا..

احتمالات العودة

ويبقى التساؤل محتدمًا حول الخطوات التي يتخذها الجانبان من أجل السلام في المنطقة، فهل ستعود «طالبان» والولايات المتحدة مجددًا لطاولة المفاوضات رغم الاتهامات المتبادلة، وسعي الحركة لتشكيل نقاط ضغط دولي على الجانب الأمريكي.


وفي حديث له مع «المرجع» لفت علي بكر، الباحث المختص في شؤون الجماعات الإرهابية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن المفاوضات بين الطرفين حالة خاصة، فقد توقفت المحادثات بينهما؛ لأن طالبان لم تبد حسن النية تجاه الاتفاق، ولم تلتزم بوقف إطلاق النار، بل كانت تشن العديد من الهجمات أثناء سير المحادثات، ومن بينهم هجوم بالقرب من السفارة الأمريكية؛ ما أدى إلى مقتل العديد من الأشخاص منهم جندي أمريكي.


وأكد الباحث أن الأسباب الأخرى لتعطيل التفاوض تكمن في وجود تيارات داخل القوى السياسية الأمريكية ترفض هذا الأمر، وتعارض الجلوس مع قيادات الحركة، باعتبار أن الجلوس معها مكافأة لها.


وعن توقعاته حول مستقبل المفاوضات يرى الباحث المختص في شؤون الجماعات الإرهابية، أن المباحثات ستستأنف مرة أخرى لأن الولايات المتحدة لم تغلق الباب بشكل كامل، كما أن وزير خارجيتها مايك بومبيو صرح بأن الدولة تريد التزاما من طالبان بوقف إطلاق النار؛ حتى تكون المفاوضات جدية، وأن المتحدث باسم طالبان أكد رغبة الجماعة نحو إعادة التفاوض مجددًا رغم انتقاده توقفها.

الكلمات المفتاحية

"