ad a b
ad ad ad

«المواقع السلفية».. بين مطالب الحجب وسرعة الانتشار

الأحد 15/سبتمبر/2019 - 07:26 م
المرجع
أسماء البتاكوشي
طباعة

بعد خفوت نجم شيوخها على الفضائيات، عقب زوال حكم جماعة الإخوان الإرهابية من مصر، غيرت الجماعات الإسلامية من خطتها للسيطرة على عقول الشباب، فلجأت إلى شبكة الإنترنت، وغيرت تكتيك المناورة بإطلاق عشرات المواقع والبوابات الإخبارية، التى تبث من خلالها أفكارها وفتاويها الأصولية وآرائها، وتصدرها للعامة على أنها رأى صحيح الدين.


وانتشرت في الآونة الأخيرة العديد من المواقع السلفية، ما جعل المطالبات بحجب تلك المواقع تزداد؛ لما تمثله من خطورة على المجتمع.
عمرو حمروش
عمرو حمروش

وتقدم «عمرو حمروش» النائب بالبرلمان، مطلع سبتمبر الجارى بمشروع لـ«تنظيم الفتاوى»؛ للتصدي لفوضى الفتاوى الدينية الشاذة والمتطرفة.


ويحظر القانون الفتوى الدينية إلا إذا كانت صادرة من هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أو دار الإفتاء المصرية أو مجمع البحوث الإسلامية أو الإدارة العامة للفتوى بوزارة الأوقاف، ويعاقب من يخالف بالحبس مدة لا تزيد على 6 أشهر وغرامة لا تزيد على 5 آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، وفى حالة العودة تكون العقوبة هي الحبس وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه.


وقال الدكتور عمر حمروش، أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب: إن قانون تنظيم الفتوى العامة، والذى سيناقش في البرلمان خلال دور الانعقاد المقبل، سيقضي على فتاوى غير المختصين من الجماعات الدينية والسلفية، خاصة أن هناك العديد من الفتاوى التى تصدر من حين لآخر وتثير الكثير من الأزمات والخلل لدى المواطنين.


وتابع أن تجديد الخطاب الديني ووعي الناس يبدأ بمواجهة المواقع المتشددة ومحاربتها، مطالبًا المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام باتخاذ إجراءات قوية وصارمة ضد المواقع السلفية، التي تنشر الفتاوى والمقالات والفيديوهات المختلفة لمشايخ السلفية لأنها لا تقل خطرًا عن القنوات التي تبث السموم من تركيا وقطر.


وأوضح «حمروش» أن المواقع الإلكترونية تحمل أغراضًا خبيثة، وهي نشر الأفكار التابعة لهم، وتمثل خطرًا على البلاد، ولابد من حجبها على الفور، لما ينشر فيها من مادة تحرض على العنف والتطرف.

ويتوافق الشيخ أحمد البهي الداعية الأزهري، مع هذا مؤكدا فى وقت سابق أن هناك ضرورة لأن يسرع البرلمان في إصدار مشروع قانون ينظم الفتوى؛ من أجل منع ظهور شخصيات تصدر فتاوى شاذة ليس لها علاقة بالإسلام؛ إذ أن القانون سيواجه فوضى الفتاوى.

القيادي الإخواني
القيادي الإخواني المنشق إبراهيم ربيع
صناعة البيئة الحاضنة للإرهاب

ويرى القيادي الإخواني المنشق إبراهيم ربيع أن السلفية في مصر ظهرت مع ظهور جماعة أنصار السنة المحمدية، وشقيقتها في المرجعية السلفية الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة، في أوائل القرن العشرين الميلادي.


وتابع «ربيع» في تصريح لـ«المرجع»، أن السلفية هي التزام منهجي باستدعاء مرحلة زمنية سالفة، واعتبارها دينًا، والعيش وفق عاداتها وتقاليدها ومعاييرها الثقافية والاجتماعية، حتى وإن لم تتناسب تلك العادات والمعايير مع عصرنا الحاضر، حتى وإن لم تتفق مع الدين نفسه.

وأوضح القيادي المنشق أن المسألة ليست في حجب المواقع السلفية بل تكمن في صناعة وعي بالحالة نفسها وليست بالأدوات، لأنه إذا حجب موقع سيفتحون موقعًا غيره، لكن المسألة كلها تكمن في فهم الشعب أن موضوع السلفية والدين الموازي هي مشكلة يجب أن نواجهها.


الداعية السلفي سامح
الداعية السلفي سامح عبدالحميد حمودة

الإغلاق العام جريمة


من جانبه قال الداعية السلفي سامح عبدالحميد حمودة: إن هذا يعتبر إغلاقًا لحرية الرأي وحكرًا عليه؛ ما يمنعه القانون، خاصة أن الدعوة السلفية لها حق في حرية التعبير وممارسة حقوقهم الوطنية كمواطنين.


وتابع «حمودة» في تصريح لـ«المرجع» أنه إذا كانت هناك بعض المواقع تنشر فتاوى شاذة مثيرة للجدل، فعلى الجهات المعنية ان تقوم بغلقها، أما الإغلاق العام فيعتبر جريمة وغير قانوني.

وأوضح الداعية السلفي؛ أن السلفية تعتبر فصيلًا وطنيًّا، أثبت أنه ضد العنف والإرهاب، وضد الأخطاء التي تتم ممارستها ضد مصر، مشددًا على أن من يطالب بالإغلاق، لابد أن يطالب بإغلاق من يهاجم السنة وثوابت الدين، فهذا هو الأولى.


يدفعون من أجل الانتشار

من جانبه قال المهندس محسن تركي، المختص فى إنشاء المواقع ومحركات البحث، إن هناك طرقًا عدة للانتشار على محركات البحث، أهمها الدعاية ودفع الأموال؛ إذ يدفع الموقع مبالغ مالية لمحرك بحث مثل جوجل؛ استهدافًا لبلدان معينة أو فئات سنية، وقد يدفع ليستهدف الفتيات أو الشباب فى سن معينة، أو أتباع دين معين، فالموقع يختار بالتحديد من يستهدفه ليظهر في مقدمة عمليات البحث التى يجريها الشخص المستهدف، والتصدر عبر الدفع هو الأغلب الآن في عالم الإنترنت.


ولفت إلى أن هذه المواقع يتم الإنفاق عليها بسخاء وتهتم بالأمور التقنية، وتضع خريطة للموقع تشمل العديد من مجالات البحث على الإنترنت وهو ما يقوي مركزها ويجعلها تتصدر عمليات البحث.

الكلمات المفتاحية

"