ad a b
ad ad ad

صراع القوى في تركيا.. سلسلة أحزاب مناهضة لـ«أردوغان»

الأحد 15/سبتمبر/2019 - 03:05 م
المرجع
طباعة
في عام 2016 عين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أحمد داود أوغلو رئيسا للوزراء، إلا أن النزاع احتدم بينهما، وبلغت الصراعات بينهما أشدها؛ بسبب اعتراض «أوغلو» على سياسات «أردوغان» وتمويله للجماعات الإرهابية، وهو ما دعا الرئيس التركي إلى طرده من حزب العدالة والتنمية الحاكم، قبل أن يعلن الأخير عن تأسيس حزب مناهض لحزب أردوغان.

ولكن، هل تنهار قوة أردوغان؟

الشواهد تقول إن أولى علامات التآكل بدأت تظهر على حزبه.

وكان «أحمد داود أوغلو» الذي يبلغ من العمر 60 عامًا أحد أبرز شخصيات حزب «العدالة والتنمية»، وشغل منصب رئيس الوزراء بين عامي 2014 و2016، وكان قبل ذلك وزيرًا للخارجية، لكن خلافات متعددة ظهرت بينه وبين الرئيس التركي بداية من عام 2016، وبصوت مرتعش أعلن عن تأسيس حزبه الجديد في مؤتمر صحفي عقد في أنقرة الجمعة 13 سبتمبر.

وقد أعلن أوغلو بدء الحرب على أردوغان قائلا: «هذه مسؤولية تاريخية، ولكنها أيضا ضرورة ملحة من أجل تأسيس حركة سياسية جديدة»، كما دعا كل من يخفق قلبه بحب تركيا والخوف على مستقبلها للعمل الجماعي؛ من أجل التخلص من براثن أردوغان.

وكان داود أوغلو رئيسًا لحزب أردوغان حزب العدالة والتنمية في الفترة من 2014 إلى 2016، ثم اختلف معه، وعليه تمت إقالته من منصبه في عام 2016 كرئيس للوزراء، والآن تم التطرق لفتح ملف عملية إقالته وملابساتها، الشيء الذي يخشاه أردوغان وقيادات حزبه خوفًا على مصالحهم، والعمل الخاص بهم.

وأعلن أوغلو في مؤتمر صحفي الجمعة 13 سبتمبر اتجاهه لإنشاء حركة سياسية جديدة، قائلًا: «نعلن استقالتنا من الحزب الذي خدمناه بجهود كبيرة لمدة سنوات، من مسؤوليتنا التاريخية، وواجبنا تجاه الأمة، أن نؤسس حركة سياسية جديدة».

انتقادات لاذعة
قال أحمد داوود أوغلو مرارًا وتكرارًا إن حزب العدالة والتنمية ابتعد عن مبادئه الأساسية في ظلِّ سياسات أردوغان، كما وصف المنهجية التي تتبعها قيادة الحزب بأنها «خيانة وعداء»، كما لم يعد يرى أي إمكانية لتطبيق المبادئ والأهداف الأساسية لحياة سياسية قويمة داخل حزب العدالة والتنمية، لذا كان لزامًا ضخ دماء جديدة، وهو ما دفعه للإعلان عن تأسيس حزبه.

ومن أبرز الأشياء التي طالتها انتقادات داود أوغلو اللازعة إبطال انتخابات مجلس مدينة إسطنبول بعدما فاز بها أكرم إمام أوغلو في شهر مارس، وبعد إعادتها فاز بها أكرم إمام أوغلو مجددًا وبأغلبية ساحقة، واتخذ من ذلك دليلًا على فساد حزب أردوغان، وعدم شفافية حكومته، وإلى جانب أوغلو استقال ثلاثة أعضاء آخرون بارزون من حزب أردوغان إيهان سيف أوستون، وسلجوق أوزداغ، وعبد الله باسكي.

المزيد والمزيد من خصوم أردوغان
وعلى مدى عدة أشهر يبدو أن حزب أردوغان يعاني أزمة حقيقية، إذ أشارت تقارير وسائل الإعلام مرارًا وتكرارًا إلى عدم رضا العديد من قيادات حزب العدالة والتنمية عن المسار الذي ينتهجه الرئيس، خاصة فيما يتعلق بتمويل الجماعات الإرهابية.

وبدوره أبدى أردوغان حنقه على معارضيه من داخل الحزب الذي يترأسه، وقال نصًّا: «من الصعب قبول الانتقادات التي يوجهها لنا أبناء جلدتنا أي أعضاء حزبنا»، كما قال في اجتماع للحزب عقد في نهاية شهر أبريل: «كل سيخضع للحساب عندما يحين الوقت المناسب».

وقد تردد شائعات أن الرئيس التركي السابق عبد الله جول يريد أيضًا تأسيس حزب معارض أو الانضمام إلى حزب جديد، علمًا بأن «جول» من مؤسسي حزب العدالة والتنمية، لكنه استقال من الحزب في عام 2007 ليصبح رئيسا للبلاد.

وفي شهر يوليو الماضي استقال نائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية من الحزب، معللا ذلك بوجود فجوة كبيرة بين الأهداف التي يوافق عليها أعضاء الحزب وبين السياسة الفعلية التي يتبعها رئيس الحزب، أو بالأحرى أن هناك تباينًا كبيرًا بين أقوال الحزب وأفعاله، وطبقًا لبعض التقارير يريد «باباجان» هو الآخر تأسيس حزب معارض جديد.

الكلمات المفتاحية

"