ad a b
ad ad ad

«قطر الخيرية».. ذراع الإخوان الطولى في كندا

الأحد 15/سبتمبر/2019 - 12:35 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

تواصل الدوحة العمل على تقوية أذرعها الإخوانية المنتشرة في كل مكان بالعالم، بتقديم الدعم، كي يتمكنوا من تنفيذ أهدافها ومخططها الرامي إلى السيطرة.


وتعمل على تقوية ودعم الإخوان في كندا، وهو ما كشف عنه الصحفي الكندي «دانيال بوردمان» 10 سبتمبر الجاري على القناة الإخبارية الكندية «TAG tv»، أن جمعية «قطر الخيرية» قامت بدفع رشاوى لسياسيين كنديين لدعم الإخوان، ولذا فإن كبار زعماء البرلمان الذين يتلقون أموالًا من الجمعية الخيرية القطرية، يجب أن يتم اكتشافهم، ومن بينهم «باتريك براون» عمدة برامبتون الزعيم السابق لحزب أونتاريو التقدمي المحافظ.


كما أوضح الكاتب الكندي «توم كويجن» عضو شبكة خبراء الأمن القومي الكندي في تقرير نشر على موقع «the foreign code» في 30 أبريل الماضي، أن هناك وثائق تثبت تمويل الحكومة القطرية لمنظمات تابعة للإخوان في كندا.


وأشار «كويجن» إلى أن جميعها منظمات خاصة بالمراكز الثقافية الإسلامية والمساجد والمدارس الإسلامية في جميع مقاطعات كندا، مبينًا أن هذه المنظمات لا تنفي أبدًا علاقتها بالإسلام السياسي داخل وخارج كندا، وتدعو من خلال مواقعها الرسمية باللغة الإنجليزية للإسلام المتطرف، وتحرض على قتال غير المسلمين.


وتشير الوثائق إلى أن هناك سياسيين كنديين متورطين في الحصول على تمويلات من تنظيم الحمدين، وينتمون للأحزاب السياسية الثلاثة الكبرى، وهي الحزب الليبرالي الحاكم، وحزب المحافظين المعارض، والحزب الديمقراطي التقدمي.


وتتعدد أنشطة الإخوان في الأراضي الكندية تحت مسميات كثيرة، ولكن إدارتهم لها متوارية، خشية الملاحقة الأمنية، ومن هذه الأنشطة: اتحادات الطلبة المسلمين، ومؤسسات مجتمعية، وجمعيات خيرية، ومدارس إسلامية، ودور تحفيظ القرآن الكريم، وإدارة مساجد في المدن الكندية.


وتعود تجربة الإخوان في إنشاء جمعيات ومؤسسات تجمع تبرعات وتقدم خدمات خيرية في كندا، إلى أواخر القرن العشرين؛ إذ زادت في عقدي الثمانينيات والتسعينيات هجرة أفغانيين ولبنانيين وفلسطينيين وسوريين وصوماليين وعراقيين، هاربين من بلدانهم.

«قطر الخيرية».. ذراع
لماذا كندا؟
تعمل جماعة الإخوان على الانتشار والتوسع في دول أمريكا الشمالية عامة وفي كندا بشكل خاص، التي  ينظر لها قيادات الجماعة باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من المشروع الإخواني الهادف للسيطرة على صناعة القرار في الجانب الغربي، ومن ثم يسعى تنظيم الإخوان للتوغل في المجتمع الكندي، تحت مسميات وأنشطة مختلفة، تصطبغ بالشكل الإسلامي، رغم ما تخفيه من بذور التطرف ونشر الفتنة.


وواجه التنظيم العديد من المصاعب خاصة بعد فشل مشروعه في مصر، إذ هرب بعض أعضاء الجماعة إلى كندا بعد 30 يونيو 2013، وسعت للتوغل بشكل أكبر داخل المجتمع هناك، واستغلال ذلك التمدد في تشويه الدولة المصرية.


كندا تواجه

في سبتمبر 2017، توصلت تحقيقات أجرتها هيئة الدخل الكندية إلى وجود جمعية خيرية بالبلاد على صلة بمؤسسة في قطر، موضحة أن مراجعة جرت حول نشاط «الجمعية الإسلامية لكولومبيا» البريطانية، التي تدير مسجدًا في مدينة «فانكوفر»، لها علاقة بـ«مؤسسة عيد القطرية»، التي تقدم دعمًا للإرهاب.


وقد وضعت «مؤسسة عرفان الخيرية» أحد أذرع الإخوان المالية في كندا على قوائم المنظمات الإرهابية عام 2014، بعد ثبوت تمويلها حملات لصالح جماعة الإخوان داخل البلاد.


وفي أغسطس الماضي أوقفت الشرطة الكندية إمام مسجد مركز «كيلارني» المجتمعي «شعبان شريف ماضي»، إثر شكاوى من استخدامه خطاب الكراهية في خطبه، وعلى الإنترنت، وإعلانه تأييد جماعة الإخوان، ومهاجمة الرئيس «عبدالفتاح السيسي» عبر صفحته على موقع التواصل فيس بوك.

هشام النجار
هشام النجار
تعزيز الحضور الإخواني

يوضح هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن الدعم القطري للإخوان في الخارج وتحديدًا كندا، يرجع إلى سببين، الأول، أن هناك حرصًا من الإخوان وداعميها على تعويض أزمة الجماعة بالمنطقة العربية، إذ تم حرمانها من مواردها ومصادر دعمها، ولذلك يرى التنظيم الدولي والقوى الداعمة له ضرورة تكثيف النشاط، والدعم والنفوذ، انطلاقًا من مراكز الجماعة بأوروبا.


وأشار «النجار» في تصريح لـ«المرجع» إلى أن السبب الثاني، يتمثل في أن هناك مراكز نفوذ تقليدية تحرص الجماعة على تنميتها، وتضاعف نشاطها ونفوذها بها، كمراكزها في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وألمانيا، وترى قطر وقادة التنظيم الدولي للإخوان أن تعزيز الحضور الإخواني في هذه المراكز يحول دون محاولات إقناع حكومات هذه الدول بوقف تلك الأنشطة لارتباطها بعمليات تمويل الإرهاب والتطرف في العالم.

الكلمات المفتاحية

"