«هيئة الإغاثة الإنسانية».. ذراع تركيا لدعم الدوحة والجماعات الإرهابية
الأحد 08/سبتمبر/2019 - 04:50 م
نورا بنداري
تكشف إلى العلن مؤخرا علاقة «هيئة الإغاثة الإنسانية التركية» بالتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها «القاعدة» و«داعش»، فضلًا عن علاقتها الوثيقة بالنظامين القطري والإيراني الداعمين للإرهاب في المنطقة، إذ قال موقع «إنفيستيجتيف بروجكت» الأمريكي في 5 سبتمبر، إن «عباس برزيجار» مدير الأبحاث في مجلس العلاقات «الإسلامية ــ الأمريكية» «كير» الممول من قطر، عمل على دعم «هيئة الإغاثة الإنسانية» التي تتخذ من تركيا مقرًا لها لسنوات، والتي تكشف فيما بعد أنها قدمت دعمًا ماليًّا ولوجستيًّا وسياسيًّا للمتطرفين.
تأسست هيئة «الإغاثة الإسلامية التركية iHH» عام 1992، وتم تسجيلها رسميا عام 1995، وفي الوقت الحالي ترتبط الهيئة بعلاقات وثيقة مع حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا الذي يتزعمه الرئيس «رجب طيب أردوغان»، وأشار المسؤول السابق في الشرطة الوطنية التركية لمكافحة الإرهاب «أحمد يايلا»، أن الهيئة والرئيس التركي يشتركان في نفس الإيديولوجية ويعملان معاً لتحقيق نفس الأهداف.
ورغم أن عمل الهيئة من المفترض أنه يقتصر على جمع التبرعات والمساعدات الإنسانية، والقيام بأنشطة تطوعية لتقديم المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء العالم، فإن هناك دورًا خفيًّا تقوم بها يتمثل في دعم الجماعات الإرهابية، وظهر ذلك بعدما وجهت إليها تهم تؤكد ارتباطها بجماعات متطرفة، كـ«القاعدة وداعش»، إلى جانب دورها في تجنيد بعض من أعضائها، وإرسالهم إلى مناطق النزاع كالبوسنة وسوريا لاكتساب الخبرة القتالية، إضافة إلى تقديم المساعدات اللوجستية لعناصر الإرهاب العالمي في الشرق الأوسط.
القاضي الفرنسي جان لوي بروجيير
وفي عام 2003، تقدم القاضي الفرنسي «جان لوي بروجيير»، بشهادة أمام محكمة أمريكية أكد فيها دور الهيئة المحوري فيما عرف بمؤامرة «القنبلة الألفية»، التي استهدفت مطار لوس أنجلوس الدولي بتدبير من تنظيم «القاعدة»، مُعلنًا أن الهيئة كانت بمثابة منظمة تغطية غير حكومية عملت على تجنيد إرهابيين، وتزوير وثائق، ونقل أسلحة للمتطرفين.
وفي يناير 2014، وجهت اتهامات إلى الهيئة نتيجة قيامها بتهريب أموال ومعدات طبية وأسلحة إلى إرهابيين على صلة بتنظيم «القاعدة» في سوريا، وذلك خلال تحقيق أجراه النائب العام في مدينة وان شرق تركيا، وكشفت بعض الوثائق الحكومية التي حصل عليها الصحفيون الأتراك، أن الهيئة كانت تقوم بإرسال هذه الأسلحة تحت ستار تقديم المساعدات للإرهابيين المرتبطين بتنظيم القاعدة.
وتوصلت التحقيقات إلى أن العضو البارز بالخلية التابعة للتنظيم «إبراهيم سن»، الذي كان مسجونًا في باكستان وسجن في جوانتنامو حتى عام 2005 قبل تسليمه إلى تركيا، وآخرين كانوا يرسلون أسلحة وأموالا إلى المجموعات التابعة لـ«القاعدة» في سوريا بمساعدة من وكالة الاستخبارات التركية، إذ استعان «إبراهيم سن» بالهيئة عندما أراد إخفاء عمليات شحن غير قانونية إلى الإرهابيين، لذا خلص النائب العام إلى أن الهيئة شاركت في هذا المخطط بعلمها الكامل، ولكن سرعان ما أسقطت كافة التهم الموجهة إليها عقب ما عرف بمحاولة الانقلاب على الرئيس «أردوغان».
وفي يناير الماضي، كشفت صحيفة «واشنطن إكزامينر» الأمريكية، عن دعم الاستخبارات التركية أحد أفراد تنظيم القاعدة في سوريا، بعدما كان حلقة الوصل بين أنقرة وحركة الشباب الصومالية الإرهابية، موضحة أن «إبراهيم شين»، المعتقل حاليًّا في باكستان بتهمة الانتماء للقاعدة، كان يعمل جنبًا إلى جنب مع مسؤولين في الاستخبارات التركية للإشراف على مجموعات إرهابية مسلحة في سورية، موضحًا أنه نقل 600 ألف دولار إلى حركة «الشباب الصومالية» عام 2012.
دفع هذا بالصحفي التركي «عبدالله بوزكورت»، إلى القول إنه يجب على المسلمين أو غير المسلمين على حد سواء أن يكونوا قلقين للغاية بشأن مؤسسة الإغاثة الإنسانية ومؤيديها، لأن هذه الهيئة بمثابة حزام ناقل لوجهات النظر الراديكالية التي تروج لها الجماعات الجهادية المسلحة.
الهيئة تدعم جمعيات قطرية
ترتبط هيئة الإغاثة الإنسانية التركية بعلاقات وثيقة مع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية «كير» المدعوم من قطر، ففي السنوات الأخيرة، دعم قادة مجلس «كير» بشدة الرئيس التركي «أردوغان»، والتقى المدير التنفيذي للمجلس «نهاد عوض»، «أردوغان» العام الماضي عندما زار الأخير نيويورك.
وفي ديسمبر1997 حضر رئيس هيئة الإغاثة التركية «بوليند فهمي يلدرم»، حفل افتتاح مكتب «قطر الخيرية» في أنقرة، وبعدها بدأت السلطات التركية التحقيق حول نشاطات الهيئة جراء الاشتباه في تورط قياديين فيها في شراء أسلحة أوتوماتيكية من منظمات متطرفة، الأمر الذي دفع المحققون الأتراك لمداهمة مكاتبها، فوجدوا أنها قامت بشراء أسلحة أوتوماتيكية من الجماعات المتطرفة، وقرر المحققون أن أعضاء الهيئة يخططون للقتال في البوسنة وأفغانستان والشيشان.
ويرتبط رئيس الهيئة بعلاقات وثيقة مع رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان القطرية «علي صميخ المري»، ونتج عن هذه العلاقة إبرام العديد من اتفاقيات الشراكة مع عدد من المؤسسات القطرية المصنفة على قائمة الإرهاب للدول الأربع: (السعودية والامارات والبحرين ومصر)، من بينها مؤسسة "راف" القطرية، ومؤسسة عيد الخيرية القطرية، والهلال الأحمر القطري.
العلاقة مع إيران
إضافة إلى قطر، فإن رئيس هيئة الإغاثة التركية تجمعه علاقات وثيقة مع النظام الإيراني، الذي لعب دورًا في الإفراج عن رهائن إيرانيين احتجزوا من قبل الجماعات المسلحة بسوريا منذ العام 2011، وفي يناير 2013، لعبت الهيئة التركية دورًا في الوساطة مع الجماعات المسلحة في سوريا للإفراج عن 48 إيرانيًّا، كان من بينهم عناصر من الحرس الثوري.
وبحسب ما ذكرته «الإغاثة» حينها: فإن فريقًا دبلوماسيًّا برئاسة رئيس الهيئة نجح في الوصول إلى اتفاق مع السلطات السورية على صفقة تبادل للسجناء، تخلى بموجبها المعارضة السورية سبيل 48 إيرانيًّا، كما عمل رئيس الهيئة على عملية نقل الأسرى إلى دمشق برفقة مسؤولين إيرانيين وسوريين.





