ad a b
ad ad ad

الدعاية النووية.. وسيلة أردوغان الجديدة لاستعادة شعبيته الضائعة

الخميس 05/سبتمبر/2019 - 06:54 م
أردوغان
أردوغان
نورا بنداري
طباعة

في تطور غريب لما يحدث في السياسة التركية؛ أعلن الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» في 4 سبتمبر  الجاري، ضرورة امتلاك تركيا صواريخ نووية، رافضًا التعنت الدولي الرافض لعدم امتلاكه سلاحًا نوويًّا مثل باقي الدول، ويأتي هذا في الوقت الذي تعزز فيه بلاده علاقاتها الدفاعية مع روسيا على حساب الولايات المتحدة.

الدعاية النووية..

تلويح تركي

وأوضح «أردوغان» أنه لا يقبل منع بلاده من امتلاك صواريخ نووية، مُقترحًا في كلمة ألقاها في منتدى اقتصادي في مدينة سيفاس بوسط البلاد؛ حصول بلاده على هذا النوع من الصواريخ إسوة بالدول الغربية والمتقدمة، قائلًا بعض الدول تمتلك صواريخ نووية، ليس واحدا أو اثنين، ولكنهم (يقولون) أنني يجب ألا أمتلك صواريخ نووية.. أنا لا أقبل هذا.

 

وأصر «أردوغان» على أن كل الدول المتقدمة تقريبًا لديها صواريخ نووية، وأشار إلى رئيس دولة سابق تمتلك دولته 7500 صاروخ نووي، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة وروسيا لديهما ما يتراوح بين 12500 و15000 رأس نووي، ومضيفًا أن «إسرائيل، القريبة من الحدود التركية لديها صواريخ نووية، وهي تخيف الدول الأخرى بامتلاكها لهذه السلاح، ولا يستطع أحد أن يقرب منها، ولهذا فهو يرغب في أن تحصل تركيا على الحماية المتوفرة لإسرائيل»، وأكد أنه يواصل العمل بشأن ذلك.

 

وأشار «أردوغان» إلى أن تركيا حرمت في وقت سابق من صفقات الأسلحة، قائلًا: «طلبنا قنابل ذكية من الرئيس الأمريكي السابق «باراك أوباما»، أخبرناه أننا في الحاجة إليها، لكنه رفض، قدمنا الطلب نفسه لـلرئيس الحالي «دونالد ترامب» دون جدوى.

 

يذكر أن تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) قد صدقت على معاهدة حظر الانتشار النووي والمعاهدة الشاملة لحظر التجارب النووية، ومن ثم فإن تركيا لا تمتلك أي سلاح نووي وهي ملتزمة بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية منذ عام 1980، وبينما تمتلك تركيا ثاني أكبر جيش في حلف الناتو، فقد لاحقتها في السنوات الأخيرة تساؤلات عن التزامها بالحلف الغربي.

الدعاية النووية..

أبعاد خارجية وداخلية

وعن سبب تلويح الرئيس التركي «أردوغان» برغبته في امتلاك بلاده لسلاح نووي، أوضح «محمد عبد القادر» الباحث المختص في الشؤون التركية بمركز الأهرام للدراسات السياسة والاستراتيجية، في تصريح للمرجع، أن وراء هذه الرغبة، بعدين، البعد الأول خارجي، حيث إن «أردوغان» أميل في سياسته إلى محاكاة سياسات بعض الدول خاصة التي تمتلك سلاح نووي مثل إيران، وروسيا، كما أنه يعمل على استخدام أسلوب المقايضة مع القوي الغربية، خاصة بعد أن حصل على منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس-400" التي اشترتها أنقرة من روسيا.

 

وبعدما أعلنت واشنطن أنها لن تسلمه «أف 35»  لوح  «أردوغان» أواخر أغسطس أن بلاده قد تشتري مقاتلات أخرى من روسيا بعد أن رفضت الولايات المتحدة إعطائه مقاتلات «إف-35». 


وعن البعد الداخلي، أضاف الباحث التركي أن الحديث عن امتلاك تركيا سلاحًا نوويًّا في الفترة الحالية هو تحول دراماتيكي في عقلية الرئيس التركي في إدارة مصالح تركيا؛ حيث إن المشاركة في مشاريع عملاقة مثل برامج نووية، وبناء محطات للطاقة النووية، وامتلاك سلاح نووي يمكن توظيفهما واستخدامها في الساحة المحلية،  فالرئيس التركي يحاول العمل على تماسك حزب العدالة والتنمية الحزب الحاكم في تركيا الذي يواجه توترات وانقسامات عدة خاصة بعد خروج «أحمد داود أوغلو » من الحزب.


إضافة لذلك، أكد «محمد عبد القادر» أن الرئيس التركي يعمل على توظيف قضايا السياسة الخارجية بشكل مثالي لتعزيز شرعية النظام، ولحشد الجماهير حوله لتأييده خاصة في الانتخابات الرئاسية التركية المقبلة 2022، بمعني أنه يريد شغل الرأي العام الداخلي بنقاشات جانبية وهمية حتى لا يفكر بالأزمة الاقتصادية ومشاكل تركيا الحقيقية، فهو يريد أن يتجنب الإعلام أخبار زيادات الاسعار والبطالة وغيرها من مشاكل الفساد.

الكلمات المفتاحية

"