الفزاعة النووية.. لعبة طهران لابتزاز الغرب وإرهابه سياسيًا
أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، أن الخطوة الثالثة في تخفيض التزامات إيران في الاتفاق النووي «مصممة وجاهزة للتنفيذ»، لكنه استدرك قائلًا: «إنه إذا نجحت الجهود الدبلوماسية، فسوف يتم التراجع عن تلك الخطوات، ولن نصل إلى الخطوة الثالثة».
حقوق طهران والتزامتها.. موسوي يطمع
ووفقًا لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إيرنا، قال موسوي: إنه في نفس الوقت الذي منحت بلاده «الفرصة للدبلوماسية والتعاطي والحوار وفي سياق تنفيذ تعهدات الأطراف الأخرى المتبقية في الاتفاق النووي بالتزاماتها، فإنه تم تصميم وتنفيذ الخطوة الثالثة في تقليص التزامات إيران.. الخطوة الثالثة صممت وجاهزة وستكون أقوى من الخطوتين الأولى والثانية؛ من أجل إيجاد توازن بين حقوق والتزامات طهران في الاتفاق النووي»، على حد قوله.
وقد أعلن فيه وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، استمرار المفاوضات مع الأوربيين في إشارة إلى فرنسا وألمانيا وبريطانيا، مؤكدًا على إمكانية لتراجع إيران عن تنفيذ الخطوة الثالثة من تخفيض التزاماتها النووية، «إذا اتخذ الأوروبيون الخطوات اللازمة لتنفيذ تعهداتهم في الاتفاق النووي» مبينًا أنه: «تم تقديم مقترحات فيما يخص الخطوة الثالثة؛ لتقليص التزامات إيران بالاتفاق النووي ونحن في المراحل النهائية من اتخاذ القرار بهذا الشأن، وإذا لم يتخذ الأوروبيون الإجراءات اللازمة بحلول يوم الخميس المقبل، فسوف نبعث رسالة لهم للإعلان عن تنفيذ الخطوة الثالثة، وذلك بناءً على القرار الذي تم الإعلان عنه في 5 مايو، وتابع أن «مقترحات الحكومة بشأن الخطوة الثالثة واضحة وسأعلنها رسميًّا فور اتخاذ القرار النهائي في هذا الصدد».
تقارب إيراني أوروبي
وكانت إيران أعلنت في الثامن مايو، منح مهلة شهرين، تبدأ بعدهما تخفيض التزاماتها النووية، وهو ما تم؛ حيث أعلنت زيادة معدلات تخصيب اليورانيوم وبكميات تتجاوز ما تم الاتفاق عليه في الاتفاقية، التي أعلنت الولايات المتحدة الانسحاب منها.
وصباح اليوم، أشار متحدث باسم الحكومة الإيرانية في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي، إلى تقارب في وجهات النظر بين إيران وفرنسا في الملف النووي، خاصةً بعد مكالمات هاتفية بين الرئيس حسن روحاني ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، مضيفًا: «لحسن الحظ أصبحت وجهات النظر أقرب في العديد من القضايا، وتجري الآن مناقشات فنية بشأن سبل تنفيذ التزامات الأوروبيين.
جدير بالذكر، أنه منذ انسحاب الولايات المتحدة العام الماضي من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، تحاول الأطراف الأوروبية إقناع إيران بمواصلة الالتزام به من خلال التعهد بحماية مصالحها الاقتصادية رغم العقوبات.
مخاوف نووية
من جهته، قال الباحث المتخصص في الشأن الإيراني محمد علاء الدين: إن طهران تمارس الضغوط على المجتمع الدولي عبر اللعب على مخاوفه النووية؛ للحصول على أكبر قدر متاح من المكاسب؛ كي تستطيع إحداث أي اختراق في العقوبات التي أنهكت اقتصادها.
وتابع في تصريحات لـ«المرجع»، أن طهران تعيش أزمة كبيرة في ظل العقوبات، وهي الطرف الأحوج الى التفاوض مع الغرب؛ لكونها تعاني من ضغوط اقتصادية متزايدة، لكنها تظهر التمنع والتصلب؛ من أجل تخفيض سقف طموحات واشنطن قدر الإمكان وتقليل الخسائر المتوقعة في أي مفاوضات قادمة.
وشدد على أن تصريح ظريف إبان قمة السبع في فرنسا الأسبوع الماضي، بأن الطريق صعب، لكنه يستحق المحاولة، كان تأكيدًا على سعي طهران؛ لمواصلة التفاوض؛ للوصول إلى نتيجة ملموسة والخروج من الأزمة الحالية





