صراع محموم يهدد بتصدع «العدالة والتنمية» المغربي
ما زال قانون «فرنسة التعليم» يرخي بظلاله على الجناح
الإخواني في المغرب، بذراعيه الدعوية والسياسية، إذ أبدى بعض نواب حزب العدالة
والتنمية، امتداد جماعة الإخوان في المغرب، غضبهم من الحزب، بعدما تبين لهم أن القرارات السياسية
التي اتخذها الحزب مؤخرًا لا تنسجم مع الخط الإيديولوجي الذي يؤطر حركة «التوحيد والإصلاح»،
التي من رحمها خرج العدالة والتنمية.
ووجه عبدالرحيم الشيخي، رئيس منظمة التوحيد والإصلاح، سهام نقده إلى رفاقه في التنظيم الحركي، ومنهم عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية خالد الصمدي، كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، إثر دفاعه الذي وصفه «الشيخي» بالمتناقض عن مشروع قانون «فرنسة التعليم» المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي.
وشدد رئيس الحركة من لهجته، في مقالة مطولة تم نشرها عبر موقع حركة التوحيد والإصلاح، قائلًا: «إن مواقف "الصمدي" حول الموضوع متناقضة مع ما قدمه الحزب من اعتبارات ليفسر تصويته بالامتناع عن المادتين 2 و31، والذي سبق أن عبرت له عن رفضي له وعدم اقتناعي بصوابه»
واستأثر قانون «فرنسة التعليم» بحيز مهم من اجتماع الأمانة العامة لحزب العدالة يوم الأحد الماضي (25 أغسطس)، وقال النائب الأول للأمين العام للحزب، سليمان العمراني، إن الاجتماع كان مناسبة للتذكير بالاعتبارات التي حكمت موقف «البيجيدي» من المشروع، والتنويه بالانضباط العام لفريقي الحزب بالبرلمان.
فيما واصل أحمد الريسوني، رئيس ما يعرف بالاتحاد العالمي للعلماء المسلمين ( أحد أذرع الإخوان) هجومه على حكومة «العثماني» وحزب العدالة والتنمية، معتبرًا أن «البيجيدي» يقوم بذبح اللغة العربية، ثم يمدحها أمام الناس.
وأوضح «الريسوني» في مقال بعنوان «حول أكذوبة فشل التعريب» أن نواب العدالة والتنمية يتحدثون عن فشل التعريب، الذي أدى بدوره إلى فشل التعليم، وإلى البطالة والتخلف عن ركب الحضارة، متهمًا الحكومة التي يرأسها الإخوان بأنها السبب في فشل التعليم في المغرب.
في السياق ذاته، يعيش الحزب حالة غليان كبير، على إثر الاستقالة التي قدمها مصطفى نجاح قبل أيام من منصب نائب رئيس مقاطعة المعاريف، الوجه البارز على مستوى العاصمة الاقتصادية، إذ يتساءل كثيرون عن السبب في إقدامه على هذه الخطوة وهو الذي يشغل نائًبا ثالثًا لعمدة الدار البيضاء.
ورجحت العديد من المصادر من داخل «العدالة والتنمية» أن يكون تقديم نجاح استقالته من منصبه، مع الاحتفاظ بعضويته في مجلس المقاطعة، راجع إلى خلافات بعض القيادات داخل الحزب؛ مما يضاعف أوجاع إخوان المغرب ويزيد من انقساماتهم.





