ad a b
ad ad ad

ماذا وراء تهديدات «ترامب» لأوروبا بإطلاق «الدواعش المحتجزين»؟

الثلاثاء 27/أغسطس/2019 - 01:31 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الدول الأوروبية بـ«الدواعش المحتجزين» لدى قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، حال لم تتعامل الدول بجدية فيما يتعلق بإعادة مواطنيها المقاتلين السابقين في التنظيم، ما يكشف تصدعًا أكبر في علاقة واشنطن بدول أوروبا.


ماذا وراء تهديدات

وفي تصريحات للصحفيين بالبيت الأبيض مطلع الأسبوع الجاري، قال «ترامب»، إن إدارته ستطلق سراح آلاف المقاتلين الإرهابيين الأجانب من تنظيم «داعش» المحتجزين في سوريا إذا لم تقم الدول التي قَدِموا منها وعددها 50 دولة باستعادتهم.


وقال «ترامب»: «نحتجز الآلاف من مقاتلي داعش الآن، وعلى أوروبا أن تأخذهم، وإذا لم تأخذهم أوروبا، فلن يكون أمامي خيار سوى إطلاق سراحهم في البلدان التي أتوا منها، وهي: ألمانيا وفرنسا وأماكن أخرى».


ويأتي اقتراح «ترامب» أيضًا وسط خطط لتقليص عدد القوات الأمريكية في سوريا البالغ عددها ألفي جندي، ما زاد المخاوف من إشعال الحركة المتطرفة في جميع أنحاء البلاد وخارجها.


وفي ظل تحذيرات بشأن عودة التنظيم مرة أخرى من خلال إعادة مقاتليه الموجودين في الاحتجاز بسوريا، تترك مخيمات الاحتجاز وضعًا محفوفًا بالمخاطر بالنسبة لقوات سوريا الديمقراطية، التي تعتمد على وجود أفراد أمريكيين ولكنها تتحمل مسؤولية احتجاز الآلاف من السجناء في مرافق مؤقتة.


في حديثه مع الصحفيين في البيت الأبيض، ذكر "ترامب" على وجه التحديد فرنسا وألمانيا كبلدين، حيث يمكن التخلي عن مواطنيهما الذين انضموا لـ«داعش».


وتحتجز قوات سوريا الديمقراطية «قسد» 9 آلاف مسلح في سوريا منذ أبريل الماضي، وفقًا لمسؤولين عسكريين أمريكيين، كما قدر الجيش 1000 منهم من 50 دولة أجنبية.


ماذا وراء تهديدات

مظاهر توتر 


تمر العلاقات الأمريكية الألمانية بمظاهر توتر خلال الفترة الحالية، بسبب قائمة طويلة من القضايا العالقة بين الجانبين، وهناك الكثير من القضايا التي لا تتوافق فيها كل من ألمانيا والولايات المتحدة، وبينها حجم الإنفاق الدفاعي لألمانيا، إلى موقفها من إيران، ومقاومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لمحاولات منع الصين من المشاركة في مشروعات البنية التحتية الكبرى.


ويأتي الخلاف «الأمريكى ــ الألماني» سياسيًّا إلى جانب عدم التوافق شخصيًّا بين «ترامب» و«ميركل»، وهو ما يصفه جوزيف برامل، الخبير الأمريكي في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية، بأنه نتيجة أن «ترامب يرى نفسه القائد، يحدد أهدافًا واضحة ومطالب ومكافآت أو يمنح مرؤوسيه مزايا أو يعاقبهم إذا ما فشلوا في تلبية متطلباته»، وتابع: «لهذا السبب تتم معاقبة ألمانيا والدنمارك بالإهمال وعلى الجانب الآخر فقد تمكنت بولندا من نيل رضا ترامب واستحسانه بتقديمها تنازلات مادية في الوقت الحالي».


ووفقًا لتقديرات سابقة؛ فقد انضم ما يقرب من 1050 ألمانيًّا ونحو 1190 فرنسيًّا إلى «داعش» في الشرق الأوسط بعد عام 2013.


ماذا وراء تهديدات

وتحاول ألمانيا إيجاد آلية للتعامل مع العائدين من «داعش»، خاصة أن الحكومة الألمانية تواجه تحديًا قانونيًّا كبيرًا يتعلق بتقديم العائدين إلى المحاكمات من الأساس؛ إذ يتطلب القانون تقديم أدلة حقيقية وملموسة أو مصورة تفيد بتورط هؤلاء في أعمال عنف وليس مجرد اشتباه أو سفر، وبسبب عدم وجود تمثيل دبلوماسي في سوريا لم تتمكن الدولة من الحصول على أدلة حقيقية بشأنهم ما اضطر المحاكم لإسقاط القضايا.


وتنطبق هذه التوترات أيضًا على العلاقة بين باريس وواشنطن، وذلك نتيجة عدد من القضايا أبرزها الخلافات التجارية، ومناهضة «ترامب» لفكرة الجيش الأوروبي التي اقترحها الرئيس الفرنسي.


وفيما يتعلق بالعائدين من «داعش»، أصدرت فرنسا تشريعًا لإعادة الجهاديين الفرنسيين على أساس كل حالة على حدة، وتم نقل 12 طفلًا  إلى فرنسا، كما اعتبرت ألمانيا الأطفال «ضحايا» وسمحت لهم بإعادة توطينهم.

الكلمات المفتاحية

"