«الشباب» على قوائم الإرهاب الدولية.. معاناة كينية ومراوغة صومالية
وكانت الحكومة الكينية، تقدمت خلال الأسبوع المنصرم،
بطلب إلى مجلس الأمن الدولي لإدراج حركة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة
في قائمة الإرهاب الدولية.
وقالت مونيكا جومو، وزيرة
الخارجية: إن الهجوم الإرهابي الذي شنته الحركة على مدينة «كيسمايو» الصومالية يعد
تذكيرًا آخر للمجتمع الدولي بضرورة إدراجها في قائمة الجماعات الإرهابية.
وكان الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، اعترف في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأمريكية، بعدم قدرة بلاده على وقف هجمات حركة شباب على نيروبي، مضيفًا «نعلم جيدًا أن حركة الشباب تتقدم بشكل كبير داخل البلاد، وسأكون كاذبًا إن قلت لكم بأننا تجاوزنا المشكلة».
وتعاني كينيا خلال السنوات الماضية من إرهاب الحركة، ولعل أبرز عملياتها في يناير 2018؛ اذ أعلنت تدمير آليات عسكرية تابعة للقوات الكينية، كما تسببت في مقتل أكثر من 20 جنديًّا.
ويرجع خبراء السبب الرئيسي في تزايد العمليات الإرهابية من قبل «الشباب»، إلى أن الحركة المسلحة ترى أن القوات الكينية تتدخل في شؤون الصومال.
وخلال السبعة أعوام
الأخيرة، لم تتوان حركة الشباب عن محاولتها السيطرة على منطقة فحفحدون الحدودية الاستراتيجية، والتي كانت
تشهد دائمًا مواجهات عسكرية بين مسلحي
الحركة والجيش الكيني.
وتسعى حركة الشباب إلى
الإطاحة بالحكومة المركزية الفيدرالية الصومالية، على الرغم من أنها طُردت من العاصمة
مقديشو في عام 2011، ومن معظم المناطق المسيطرة عليها في أنحاء البلاد، ومنذ طردها
تتبنى الهجمات الانتحارية التي تستهدف مقرات الحكومة والأمنية في البلاد.
من جانبه، يرى ناصر مأمون
عيسى، الباحث في الشأن الأفريقي، أن الدولة الصومالية لا ترغب في تسعير عملية الاحتراب
الداخلي مع حركة الشباب، والتي باتت أقوى من الدولة في بعض الأماكن في البلاد.
وأكد في تصريح
لـ«المرجع» أن تأثر العلاقات بين كينيا والصومال يرجع إلى مشكلات النزاع
الحدودي، والتنقيب عن البترول والغاز في المنطقة البحرية الحدودية.
وأضاف الباحث في الشأن
الأفريقي، أن هذا الرفض الصومالي لقرار وضع حركة الشباب الصومالية على القوائم
الإرهابية، يأتي مخيبًا للآمال في إيقاف نزيف الدماء والأعمال الإرهابية التي
تنفذها الجماعات المسلحة في القرن الأفريقي، متوقعًا أن يكون هناك رد سريع من قبل
الاتحاد الأفريقي على هذا الرفض.





