ad a b
ad ad ad

واشنطن تضع طهران في مأزق جديد.. دلالات مصادرة الناقلة «جريس 1»

السبت 17/أغسطس/2019 - 01:38 م
المرجع
إسلام محمد
طباعة
مثّل إعلان وزارة العدل الأمريكية، الجمعة 16 أغسطس، إصدار مذكرة لضبط ناقلة النفط الإيرانية «جريس 1» التي كانت محتجزة لدى سلطة «جبل طارق» ومصادرتها، صفعة كبيرة لإيران التي احتفت بشدة بقرار الإفراج عنها، في فرحة لم تتم، بسبب إصرار واشنطن على تفويت الفرصة على الإيرانيين لاستثمار هذا الموقف دعائيًّا.
واشنطن تضع طهران
وجاء التحرك الأمريكي بعد يوم واحد على إصدار قاضٍ في «جبل طارق» التابعة لسلطة التاج البريطانى قرارًا يسمح للناقلة بالإبحار، وجاء في مذكرة وزارة العدل الأمريكية أنه مصادرة ناقلة النفط يأتي لاتهامها بالتخطيط لدخول النظام المالي الأمريكي بطريقة غير قانونية، لدعم شحنات غير شرعية من إيران إلى سوريا.

وقالت المذكرة إن الناقلة وما تحمله من نفط وأموال تقدر بـ995 ألف دولار ستصادر طبقًا لـ«قانون الطوارئ الاقتصادية الدولية» لاتهامها بغسيل الأموال.

وكانت قوات البحرية الملكية البريطانية احتجزت الناقلة في الرابع من يوليو الماضي؛ للاشتباه في انتهاكها عقوبات الاتحاد الأوروبي التي تمنع نقل النفط إلى سوريا.

وكانت سلطة «جبل طارق» قد أنهت احتجاز الناقلة الخميس 15 أغسطس، لكن الأمر تعقد مجددا بعد أن قدمت الولايات المتحدة طلبًا قضائيًّا في اللحظات الأخيرة للإبقاء على احتجازها، ولم تستطع السفينة المغادرة لتفادي الاحتجاز؛ لأنها كانت تنتظر وصول طاقم جديد لتشغيلها، إذ أعلن ريتشارد ويلكنسون محامي القبطان والذي يمثل أيضا 3 من طاقم الناقلة أن موكله لم يعد يريد مواصلة العمل على متنها، وطلب من الإيرانيين أن يبحثوا له عن بديل، على الرغم من قرار سلطات جبل طارق بإطلاق سراحه.

وجاءت الخطوة الأمريكية بعد استفزازات إيرانية لواشنطن إذ اعتبر السفير الإيراني لدى بريطانيا حميد بعيدى أن الإفراج عن السفينة هو هزيمة نكراء للأمريكان، فيما قال مسؤولون إيرانيون إن هذا دليل على قوة طهران.

ونفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي الجمعة 16 أغسطس أن تكون بلاده أعطت سلطات جبل طارق ضمانات بأن «غريس 1» لن تتوجه إلى سوريا، قائلا: «وجهة الناقلة لم تكن سوريا وحتى إن كانت تلك وجهتها، فإن المسألة لا تعني أحدا»، الأمر الذي اعتبر تنصلًا من عهود مكتوبة تحدث عنها رئيس قضاة جبل طارق.
واشنطن تضع طهران
من جانبه، قال محمد عبادي، الباحث في الشأن الإيراني: إن القرار الأمريكي هو إحراج وفشل للسياسة الخارجية الإيرانية، إذ إنه وطوال يومين ماضيين اعتبر القادة في طهران قرار حكومة «جبل طارق» الإفراج عن الناقلة انتصارًا لإيران، وهزيمة للولايات المتحدة، وأن احتجازها من البداية كان خطيئة كُبرى تحاول لندن التملص منها، وبالتالي فإن احتجازها من جديد ينسف أدوات هذه الآلة الدعائية الإيرانية.

وأضاف الباحث في تصريح لـ«المرجع» أن القرار الأمريكي تم بموجب قانون قديم تم سنَة عام 1977، وتمت معاقبة إيران بموجبه مرتين قبل ذلك، مرة عام 79، وأخرى عام 95، واليوم تخضع الناقلة للعقوبة بموجب هذا القانون الفيدرالي لارتباطها بالحرس الثوري الإيراني المدرج على لوائح الإرهاب.

الكلمات المفتاحية

"