ad a b
ad ad ad

سد الطريق.. سياسة أمريكية عراقية لمنع «داعش» من العودة

الجمعة 16/أغسطس/2019 - 06:45 م
المرجع
آية عز
طباعة

أعلنت القيادة المركزية الأمريكية في العراق، عصر الخميس 16 أغسطس 2019، تنفيذ قصف مدفعي ضد مواقع الخلايا النائمة التابعة لتنظيم داعش، قرب مطار «القيارة» في محافظة «نينوى» شمال البلاد.


وذكرت القيادة في بيان لها، أنه بالتنسيق مع الحكومة العراقية، قام جنود أمريكيون من الكتيبة الثانية بالمدفعية الميدانية، وجنود من اللواء القتالي الأول بالفرقة 101 المحمولة جوًّا، بمهمة ضد مواقع لداعش.


وأضاف البيان، أن المهمة تأتي ضمن جهود القضاء على الخلايا النائمة وضمان الهزيمة الدائمة لداعش.


وجاءت هذه الغارات والعملية العسكرية، عقب أن حذر الجيش الأمريكي، من أن داعش لا يزال يشكل تهديدًا قويًّا.

سد الطريق.. سياسة

سد الطريق

وبسبب خطورة الخلايا النائمة لداعش في العراق المختبئة في أماكن يصعب على الأجهزة الأمنية تحديدها، اتبعت القوات الأمريكية في العراق -بالتعاون مع حكومة بغداد- سياسة سد الطريق أمام عودة داعش، والتي تتلخص في تكثيف الضربات العسكرية الاستباقية، وجمع المعلومات الاستخباراتية؛ لتحديد تحركات ورد فعل التنظيم الإرهابي.


ملاحقة الفلول

وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء «تحسين الخفاجي»: إن هدف عملياتنا ملاحقة فلول التنظيمات الإرهابية في عدة مناطق عراقية، مؤكدًا أن المعركة مع داعش استخباراتية بحتة، وهي معركة تتميز بتحديد الأهداف من خلال الإجراءات الاستخباراتية، وبعدها التخطيط لتنفيذ العمليات النوعية.


وأوضح خفاجي، أنه جرى إطلاق 3 عمليات أمنية بناء على معطيات ومعلومات استخباراتية، وأن المعطيات المتوفرة تقول إن بعض الإرهابيين الذين تمكنوا من الهروب بعد عملية الباغوز حاولوا التأثير على الأمن الوطني في العراق.


وتابع: «هؤلاء الإرهابيون تمكنوا من الاختباء بين المدنيين، ثم حاولوا إعادة ترتيب أمورهم للتأثير على الرأي العام».


ويذكر أن كلا من أمريكا والعراق من خلال تلك العملية، فرضا السيطرة الكاملة على فلول تنظيم داعش في عمق الصحراء الغربية أقصى غربي العراق، ومنعا تسلل عدد من العناصر إلى محافظة صلاح الدين وديالي، بحسب ما جاء في أكثر من موقع إعلامي عراقي.

سد الطريق.. سياسة

خطر قائم

وفي سياق متصل، كانت صحيفة «تايمز» البريطانية قد نشرت، تقريرًا بعنوان «لم يمت بعد»، أكدت فيه، أن «داعش» واجه هزيمة عسكرية شاملة في العراق، لكنه ما زال يشكل خطرًا؛ لأنه أعاد بناء نفسه كشبكة إرهابية سرية في العراق، وله العديد من الخلايا النائمة المتخفية بين رعاة الأغنام والمواطنين.


وأشارت الصحيفة في تقريرها، إلى أن التنظيم في العراق خلال الثلاث سنوات السابقة كان يُسيطر على مساحة تعادل مساحة بريطانيا، وكان حينها يمتلك نحو 33 ألف عنصر تابع له.


وأضافت الصحيفة في تقريرها، أن التنظيم الإرهابي ما زال يمتلك ثروات مالية طائلة في العراق، تُمكنه من العيش لسنوات، وشن العديد من هجماته الإرهابية، واستمرار تدريبه لعناصره.


وفي تصريح لـ«المرجع»، قال كتاب الميزان، المحلل السياسي العراقي: إن داعش خلال السنوات الماضية زرع أعدادًا كبيرة من الخلايا النائمة في منطقة شمال العراق؛ لأنها هشة، وبها مناطق نزاع كثيرة مع كردستان.


وأكد الميزان، أن داعش يستغل أي منطقة عليها نزاع أو أي صراع قائم، حتى يفرض نفسه من جديد؛ لأن في ذلك التوقيت الجانب الأمني يكون ضعيفًا للغاية، والتنظيم يستغل هذه النقطة، ويتمركز في تلك المناطق.


وأشار المحلل السياسي العراقي، إلى أن داعش من المحتمل خلال الأيام المقبلة أن يتحرك نحو كركوك؛ لأنه يُسيطر على أجزاء كبيرة منها بالفعل، بسبب كثرة الخلايا النائمة الموجودة بها، إضافة إلى أنه استطاع أن يؤسس معاقل إرهابية بها، مستغلًا حالة الانفلات الأمني خلال الفترة الماضية.


وتابع، أن عناصر داعش حاليًّا متخفون بين المواطنين العاديين كأنهم أشخاص طبيعيون، وفي هيئة رعاة أغنام  وأصحاب محال تجارية، لكنهم ينفذون خططًا وعمليات إرهابية معينة بأمر من البغدادي، لذلك الحرب عليه تحتاج إلى جهد استخباراتي، وليس عسكريًّا فقط.

"