ad a b
ad ad ad

حمم المادة «370».. بركان يتأهب للثوران في كشمير

الجمعة 16/أغسطس/2019 - 05:43 م
وزير الداخلية الهندي
وزير الداخلية الهندي اميت شاه
إسلام محمد
طباعة

جاء توقع وزير الداخلية الهندي أميت شاه، مطلع الشهر الجاري، على مشروع قانون إلغاء المادة 370 من الدستور التي كانت تمنح إقليم كشمير المتنازع عليه بين الجارتين الهند وباكستان، وضع خاص، بمثابة بداية فصل جديد من الصراع المعقد في تلك المنطقة.

عمران خان
عمران خان

وبموجب الوضع الجديد سيكون غير الكشميريين من كل أرجاء الهند قادرين على شراء العقارات في المنطقة، والحصول على وظائف حكومية أيضًا.


وقد استبقت الهند القرار بتعزيزات عسكرية مشددة في الإقليم تحسبًا لاندلاع العنف، فيما اتهم مسؤولون في الجيش الهندي، الجيش الباكستاني بمساعدة نشطاء حاولوا التسلل إلى منطقة «أوري» بالجزء الهندي من الإقليم، تحت غطاء نيران العسكريين الباكستانيين.


وقد حذر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الخميس 15 أغسطس، عبر حسابه على موقع التغريدات القصيرة «تويتر»، من تداعيات وردود فعل تدفع نحو ما وصفه بالتطرف والعنف، لافتًا إلى خطر تعرض سكان كشمير إلى «مجازر»، حسب قوله.


وقال «خان»: «هل سيشاهد العالم بصمت مذبحة جديدة وتطهير عرقي للمسلمين في كشمير المحتلة من الهند، مثلما حدث في مذبحة سربرنيتشا» في إشارة للمجازر التي وقعت ضد مسلمي البوسنة عام 1995.


وكانت زيارة خان للشطر الخاضع لباكستان من إقليم كشمير، الثلاثاء 13 أغسطس، تأكيدًا على قوة الدعم الرسمي للإقليم، ومن هناك توعد نيودلهي قائلا: إن جيش «إسلام أباد» لديه معلومات أن الهند تخطط للقيام بشيء في كشمير الباكستانية، وإن قواته سترد بقوة، وستقاتل حتى النهاية إن لزم الأمر.


واحتفت باكستان بعيد استقلالها، من مدينة مظفر آباد، عاصمة كشمير الباكستانية، وهي أول زيارة لرئيس الوزراء للمنطقة، منذ توليه مهام منصبه.

 الرئيس الهندى رام
الرئيس الهندى رام ناث كوفيند
ومنذ أن أصدر الرئيس الهندى رام ناث كوفيند، مرسومًا تنفيذيًّا مفاجئًا في 5 أغسطس الجاري، بإلغاء الوضع الخاص لكشمير، يشهد القسم الهندي من الإقليم تشديدات أمنية مكثفة، لا سيما في مدينة «سريناجار»، أكبر مدن الإقليم، مع فرض حظر تجول، وقطع خطوط الهاتف والإنترنت والتلفاز والمواصلات، فيما طردت باكستان السفير الهندي وأوقفت حركة التجارة الثنائية، وعلقت خدمات النقل عبر الحدود، وأوقفت التطبيع الثقافي، ورفعت الأمر لمجلس الأمن.
 شاه محمود قريشي
شاه محمود قريشي

ووصف وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، قرار الأمم المتحدة بالاستجابة للطلب الباكستاني، والدعوة لعقد اجتماع لمجلس الأمن بشأن كشمير، بأنه انتصار، مبينًا في مقابلة مع قناة «سماء تي في» المحلية أن رسالة بلاده التي تطالب مجلس الأمن بعقد اجتماع طارئ تم تسليمها إلى جميع أعضاء المجلس الخمسة عشر، وأشار إلى أنه تم اتخاذ قرار بالدعوة لعقد الاجتماع الجمعة 16 أغسطس.


نفوذ باكستان

 الصحفية هدى الحسيني
الصحفية هدى الحسيني
ترى الكاتبة الصحفية هدى الحسيني، في مقال لها بصحيفة «الشرق الأوسط» الصادرة في لندن، أنه بالرغم من رفض نيودلهي لتدويل النزاع هذه الأيام، فإنها في الأساس هي التي نقلته إلى أروقة الأمم المتحدة، لذلك فإن المزاعم الهندية اليوم بأن كشمير مسألة داخلية لا أساس لها على الإطلاق طبقًا للوقائع التاريخية.

وأضافت الحسيني أن السر في توقيت إنهاء الهند الآن للوضع الخاص لإقليم كشمير هو التغييرات الإقليمية التي ستنتج بعد اتفاق واشنطن مع حركة «طالبان» الأفغانية؛ ما يعطي لباكستان نفوذًا كبيرًا على حساب نفوذ الهنود، وهو ما سيترسخ خلال الأشهر القليلة المقبلة مع خروج القوات الأمريكية، وعودة الحركة للسلطة.

دعم غير مباشر
باكستان
باكستان
من جهتها، قالت الدكتورة نهى مصطفى محمود، الأستاذ بقسم اللغة الأوردية وآدابها بكلية الدراسات الإنسانيَّة بجامعة الأزهر: إن الجانب الباكستاني يحاول تهدئة الأمور ومنع تصاعدها، لكن لا نعلم مدى صبر «إسلام أباد» على الوضع، وقدرته على ضبط النفس، في ظل الاستفزازات الهندية المتزايدة.

وأضافت في تصريح خاص لـ«المرجع» أن أغلبية سكان الإقليم من المسلمين السنة، يتلقون دعمًا من الحكومة الباكستانية، وعلى الرغم من أن حكومة «إسلام أباد» تحاول ألا تتورط في الصراع العسكري بشكل مباشر، فإنها تمد الجماعات الكشميرية بالسلاح، وتوفر لها دعمًا متواصلًا بشكل غير علني.

الكلمات المفتاحية

"