مستغلًّا أحداث كشمير.. «داعش» يروّج لنفسه بزعم الدفاع عن مسلمي الإقليم
بموجب مرسوم رئاسي يدخل «حيز
التنفيذ فورًا»، أعلنت الحكومة الهندية إلغاء الحكم الذاتي
الدستوري في ولاية جامو وكشمير، علاوةً على ذلك اتخذت نيودلهي سلسلة من الإجراءات
الأمنية المشددة قبل الإعلان رسميًّا عن إلغاء الحكم الذاتي للولاية المتنازع عليها
مع باكستان، التي أعلنت رسميًّا رفضها للقرار.
وتضمنت الإجراءات وضع زعماء بالولاية قيد الإقامة الجبرية وتعليق خدمات
الهاتف والإنترنت، إضافة لنشر آلاف من القوات الحكومية.
داعش الهند وكشمير
قبل أسابيع عدة من قرار الحكومة الهندية بإلغاء الحكم الذاتي لكشمير، أعلن تنظيم داعش الإرهابي تأسيس ولاية أمنية جديدة في المنطقة باسم ولاية الهند.
ونشرت المنصات الإعلامية التابعة للتنظيم الإرهابي فيديوهات عدة لعناصر التنظيم الإرهابي في الهند أثناء تأديتهم ما تسمى البيعة لزعيم تنظيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي، وكان آخر تلك المقاطع المصورة بثه التنظيم في يوليو الماضي.
وخلال إصدار سابق لما يسمى بولاية خراسان، ظهر إرهابي يُدعى أبوطلحة الهندي زعيم تنظيم داعش في الهند وهو يتوعد بشن مزيد من الهجمات الإرهابية ضد الجيش والشرطة الهندية، انتقامًا لما قال إنها دماء المسلمين التي سُفكت.
وأكد أبوعبد الله الكشميري، وهو قيادي آخر بتنظيم داعش في منطقة جامو وكشمير أن التنظيم بدأ حملة جديدة من الحرب ضد قوات الجيشين الهند والباكستاني معًا؛ لأنه لا يعترف بترسيم الحدود ما بين البلدين، ويسعى لإقامة إمارة مستقلة تابعة له في المنطقة.
ودعا القيادي الداعشي أهالي كشمير لدعم التنظيم الإرهابي، والمشاركة في العمليات التي يقوم بها؛ لأنه يسعى للدفاع عنهم، على حد قوله.
وأعلنت وكالة «أعماق» الذراع الإعلامية للتنظيم الإرهابي في 10 مايو الماضي، أن عناصر التنظيم هاجموا تجمع للقوات الهندية في بلدة أمشي بورة التابعة لقضاء شوبيان في إقليم كشمير.
وبحسب تقرير سابق لـ«المرجع» فإن التنظيم الإرهابي يسعى لتحريض المسلمين المقيمين في تلك المنطقة على شن هجمات إرهابية، مستفيدًا من حالة التوتر والخلافات الموجودة بين أهالي الولاية والحكومة الهندية.
بدأ الحضور الداعشي في منطقة كشمير منذ عام 2016 تقريبًا لكن تحت اسم جنود الخلافة في الهند، وكان التنظيم في مراحله الأولى يتبع ما يسمى بـ«ولاية خراسان».
وبحسب مقال سابق لهارون زيلين الباحث الإنجليزي المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية فإن داعش دمج خلايا عدة تابعة له في تنظيم جنود الخلافة في الهند وكشمير، قبل أن إعلانه عن تأسيس ما يُسمى ولاية الهند.
وأشار «زيلين» إلى أن مؤسسة البرهان، وهي الذراع الإعلامية لداعش في الهند، نشرت كلمات صوتية لأحمد صوفي عمر القيادي بتنظيم داعش في الهند وهو يؤدي البيعة لأبي بكر البغدادي زعيم التنظيم الإرهابي.
الترويج بالدم
بحسب دراسة حديثة نشرها المركز الدولي لمكافحة التطرف فإن تنظيم داعش الإرهابي يحاول تقديم نفسه كمدافع وحامٍ لحقوق المسلمين في جميع أنحاء العالم.
وأوضحت الدراسة أن التنظيم الإرهابي يحاول استغلال أوضاع المسلمين والمشكلات التي يعانون منها في الترويج لنفسه، واستقطاب عناصر أخرى ناقمة على الأوضاع في بلدانها.
وأشار المركز الدولي لمكافحة التطرف إلى أن داعش سعى بعد هزيمته في قرية الباغوز السورية أواخر مارس الماضي، إلى استقطاب المجموعات الإرهابية في جنوب شرق آسيا والهند وباكستان ووسط أفريقيا، لإيصال رسالة للعالم أنه مازال باقيًا.





