يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

الجمعيات الإخوانيَّة في فرنسا ودورها في الهجمات الإرهابية

الجمعة 18/مايو/2018 - 07:25 م
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
حور سامح
طباعة
يشير تكرار الهجمات الإرهابية في فرنسا إلى وجود العديد من المشكلات، التي تتسب فيها الجمعيات الإسلامويَّة فى البلاد؛ ويؤكد المفكرون والباحثون أن المنظمات التي تتخذ من الدين ستارًا لها والموجودة في فرنسا لها دورٌ كبيرٌ في نشر التطرف، ومسؤولة عن الهجمات الإرهابيَّة التي تحدث على الأراضي الفرنسيَّة، حتى وإن تولى مسؤوليتها تنظيم داعش.


الجمعيات الإخوانيَّة
يشار إلى أن وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب قال، اليوم الجمعة، إن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على شابين من أصل مصري كانا يستعدان لتنفيذ هجوم بواسطة عبوة ناسفة أو مادة الريسين السامة، فيما لم تُعلن «داعش» مسؤوليتها أو يتبين تبعية الشابين لأي من المنظمات الإرهابيَّة، مضيفًا أنه تم الإفراج عن أحدهما، بينما الآخر مازال رهن الاعتقال؛ حيث اعترف بتلقيه أوامر بتصنيع قنبلة.
الجمعيات الإخوانيَّة
وقال غالب بن الشيخ، رئيس المنتدى العالمي للأديان من أجل السلام، في حوار له: «إن المنظمات الدينية في فرنسا لها دور كبير في نشر التطرف، ومسؤولة عن الهجمات الإرهابية، التي تحدث في فرنسا، حتى وإن تولى مسؤوليتها تنظيم داعش، فإن الأفكار موجودة في فرنسا».

ويرى «غالب» أن الجمعية الإسلامية في فرنسا، وكذلك مسجد باريس والمجلس الفرنسي للديانة الإسلاميَّة، بعيدان كليًّا عن شؤون وشجون المسلمين في فرنسا، مضيفًا أن هذه الجمعيات تدعى أنها تُمثل المسلمين، وهي في الأصل تيار يتبع جماعة الإخوان كأيديولوجيا، وبالتالي هذه الجمعيات لا تؤدي دورًا مستنيرًا لتقديم خطاب منفتح عن الدين في فرنسا. 
الجمعيات الإخوانيَّة
وتشير التقارير الفرنسية لمكافحة الإرهاب بصعوبة التوفيق بين «الأصولية الإسلامية» الموجودة في فرنسا والتوافقية الفرنسية، فالأصوليون يدعون للقطيعة الثقافية والانفصال عن المجتمع الكبير، فهم يرون ألا نتقاسم إلا في الإيمان، أما التوافقيون فهم يرون أن المؤمن يمكن أن يتقاسم ثقافة وقيمًا مشتركة مع غير المؤمن.

ويعتبر اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا أحد أهم التنظيمات التابعة لجماعة الإخوان (تأسس عام 1983)، كما يعتبر أكبر تجمع للمسلمين فى فرنسا، ويعرف الاتحاد نفسه على أنه منظمة ثقافية وجامعة إسلامية تنتظم فيها مئات من المنظمات، وتتوزع على 28 قطرًا أوروبيًّا، وتضم هيئات ومؤسسات ومراكز في 30 دولة أوروبية، يجمعها الإيمان بمنهج الوسطية والاعتدال، الذي يُمثل سماحة الإسلام -حسب زعمهم. 

أُسِّسَ اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا على يد التونسي عبدالله بن منصور والعراقي محمود زهير، في إقليم مورت وموزيل، ويتكون الاتحاد من أكثر من 250 جمعية إسلامية على كامل أراضي فرنسا، ويشرف الاتحاد على عدة مساجد في المدن الكبرى في البلاد. 

شهد الاتحاد عددًا من الأزمات، بدأت بإدراجه كـ«منظمة إرهابية» من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة، في نوفمبر 2014، إلى جانب 81 مجموعة أو منظمة أخرى، بما في ذلك تنظيم القاعدة، وتنظيم داعش.

وبسبب القرار الصادر ضدها من الإمارات، وإقرار أن جماعة الإخوان منظمة إرهابية في أكثر من دولة، دفع الاتحاد لإعلان انفصاله عن «الإخوان» في مطلع عام 2017، ومع ذلك فإن إعلان الانفصال عن الجماعة في التوقيت الذي تلاحق فيه بتورطها في الإرهاب، يجعل الاتحاد محل شك، ومن المحتمل تورطه في تمويل الإرهابيين في فرنسا وأوروبا. 

وكان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، أكد مواجهة الإرهاب في فرنسا، محذرًا من تطور خطاب «الإخوان»، ومحذرًا من وجودهم ضمن الجمعيات الإسلامية في فرنسا، ونشر الخطاب الديني من خلالهم.
"