ad a b
ad ad ad

كيف يدير الإعلام أزمات «الإرهاب» دون الترويج له؟

الأحد 11/أغسطس/2019 - 04:25 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

وسط ما يعانيه العالم من تصاعد للعنف بمختلف توجهاته، وما يستحوذ عليه الإعلام من تأثير وقوة إقناعية، بات الطرفان متغيرين ذوا تأثير ثنائي متبادل في معادلة التطلع إلى السلام والأمان، وتقليل الخسائر المحتملة من الهجمات الإرهابية.


كيف يدير الإعلام

فمع بروز التنظيمات المسلحة ذات الفكر التوسعي الجغرافي، أصبحت الهجمات لا تقتصر على نطاق جغرافي محدد مرتبط بمشاكل سياسية ومجتمعية، وإنما انتشرت العمليات في أنحاء مختلفة من العالم، كما استطاعت استقطاب ذوي الهويات المضطربة لداخلها، وإلى جانب تطورها تصاعدت على الطرف الآخر جماعات يمينية متطرفة، تهوى الاستبداد بالعرقية واللون والجنس، وترفض تبادل الثقافات والإنماء الحضاري، وتفضل العزلة المعيشية لجنس واحد غير مختلط.


وفي هذا الزخم السلبي، يبرز دور الإعلام المهم في تخفيف الاستقطاب المتطرف وتعديل الأيدلوجيات المشوهة، وطرح الحقائق الموضوعية؛ لتفكيك الطلاسم التي تقوم عليها هذه التيارات الفكرية، سواء كانت دينية أو عرقية، إلى جانب الدور الأبرز في إدارة الأزمات الإرهابية، وكيفية التعامل مع الشائعات التي تترافق مع الحوادث المتطرفة ومعالجة التطورات إلى جانب التعامل المهني مع ملابسات الواقعة بعد حدوثها، وهو الأمر الذي أضحت وسائل الإعلام الأمريكية تناقشه عن كثب بعد الحوادث الأخيرة المتعاقبة.


مقدمات أساسية

يُنتظر من الإعلام، أن يجتهد لمنع تبني الشباب للأفكار المتطرفة، أو الانخراط في تنظيمات دموية، وفي هذا الصدد ذكرت دراسة بعنوان «وسائل الإعلام والإرهاب»، نشرها المركز البحثي الكرواتي «hrcak»، أن وسائل الإعلام عليها، أن لا تخلط المعاني ببعضها، وتعالج قضايا الإرهاب بحرفية دون التركيز على التنظيم بتناول يمنحه انتشار عالمي؛ لأن ذلك هو ما يريده التنظيم الإرهابي.


فطبقًا للورقة البحثية، يجب أن يهتم الإعلام بنشر القواعد الفكرية السليمة وتمرير الفرصة على المجموعات الإرهابية؛ لاستخدام هذه الوسائل كدعاية مجانية لأيدلوجية الجماعة؛ إذ تدفع الدراسة بأن غالبية الهجمات التي تقع يتم تنفيذها على وجه التحديد؛ من أجل لفت انتباه وسائل الإعلام الدولية، والاستحواذ على أكبر قدر ممكن من تسليط الأضواء.


كما لفتت الدراسة إلى أن هدف الإرهابيين، هو الظهور في البرامج الأكثر شعبية؛ من أجل كسب الدعاية الجماهيرية وزيادة الترويج لأنشطتهم، ولذلك يجب الحرص الشديد في معالجة القضايا ذات البعد المتطرف.


معايشة منضبطة

وأما أثناء وقوع الهجمات، فالدراسة أكدت أهمية التعامل مع الشائعات التي تحيط بكل عملية إرهابية؛ إذ إن السرعة في التعاون بين الحكومات وأجهزة وسائل الاتصال، تلقي بظلالها على تقليل حجم المخاطر التي قد تحدث جراء المعلومات الخاطئة.


وفيما يخص عمليات الخطف واحتجاز الرهائن، فإن الإعلام يمثل سلاح شديد الحدية في إمكانية الترويج لمدى قوة التنظيم مقابل سيطرة الدولة، ما يضفي مزيد من الخلل على المشهد ويخدم أهداف التنظيم، وبناء على ذلك، يجب التعامل مع عمليات احتجاز الرهائن بمسؤولية أمنية رفيعة، وتحري الدقة في نقل البيانات.


بينما قالت دراسة أخرى لمركز حماية البنية التحتية الوطنية الأمريكي معنونة بـ«إدارة الأزمات المتعلقة بالحوادث الإرهابية»: إن وسائل الإعلام عليها أن تتبنى خطط ممنهجة ومدروسة للتعامل مع الحوادث الإرهابية، على أن يكون ذلك أساسيًّا في برنامجها، كما ينبغي لها أن تتعاون مع أجهزة الشرطة وتستقبل جميع بياناتهم، وتتحفظ إذا مس الأمر شؤون الأمن القومي للبلاد، وتعالجه بحرفية حتى لا يتأثر المتلقي ببيانات خاطئة.


وفي ذات الصدد، نشرت الباحثة هويدا مصطفى، كتابها المسمى بـ«الإعلام ومواجهة الإرهاب.. دليل الممارسة المهنية»، وذكرت خلاله، أن بناء وتنمية شبكة اتصال، توفر معلومات صحيحة وفعالة للجمهور، لها الأفضلية في تنمية وعي الرأي العام بالقضايا الحساسة، وخلق توجه عام موحد يقلل من المخاطر المحتملة للإرهاب، وأشارت في مخطوطها إلى أن وجود شبكة من المراسلين بالقرب من الأحداث المشتعلة، يعطي صورة أدق للهجوم وتبعياته وينفي الشائعات.

"