ad a b
ad ad ad

«اليمين المتطرف» و«داعش».. وجهان لعملة الإرهاب الواحدة

الجمعة 09/أغسطس/2019 - 08:40 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

كشفت دراسة موسعة لمقارنة إرهاب الجماعات المتطرفة التي تتبنى أيديولوجية يمينية وتلك التي أسسها متطرفون إسلامويون قبل سنوات عديدة، أن الطرفين يملكان كثيرًا من التشابهات، في وقت تتصاعد فيه أعمال العنف حول العالم، بما يشير إلى أن الجميع دون استثناء أصبح يقتل الآخر.


وفي العالم بشكل عام، احتلت أخبار الجرائم الإرهابية حيزًا كبيرًا من الاهتمام، منذ أحداث 11 سبتبمر 2001، لكن فى عام 2018، توسعت أعمال العنف من منتمين لليمين المتطرف، ما يجعل مناقشة أمر نقاط التشابه في الفريقين محل نقاش من أجل التوصل إلى طريقة واعية لمواجهتهما.

«اليمين المتطرف»
وكانت الدول الأوروبية وضعت منهجًا للتعامل مع المتطرفين الإسلامويين، بأنها ستعمل على حرمانهم في المستقبل من الحصول على الأسلحة والمال والمنتديات لنشر أيديولوجيتهم، كما سيواجه ممولوها عقوبات، إلا أنها تجاهلت لفترات طويلة إرهاب اليمين المتطرف.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، حول دراسة أجرتها الصحيفة هذا العام، توصلت إلى أن ثلث القتلة المتطرفين البيض على الأقل منذ عام 2011 كانوا مصدر إلهام لآخرين ارتكبوا هجمات مماثلة.

وتشبه الجماعات الإرهابية اليمينية نظيرتها الإسلاموية، في أن كليهما «عابر للحدود ومترابط»، فجميعها تنتج من قواعد أيديولوجية واحدة «القومية البيضاء أو مشروع الدولة الإسلامية».

وبحسب تقرير للكاتب «فرانك جاردنر» نشر في مارس الماضي بموقع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، يتشابه الكثير من المتطرفين الإسلامويين واليمين المتطرف، فى الميل إلى الانخراط في جماعة تهيمن عليها الكراهية التامة والتعصب الأعمى لآرائهم ضد وجهات النظر الأخرى، فإرهابيو تنظيم «داعش» يعاملون الجميع كأعداء، حتى المسلمين الذين لم يتبنوا منهجهم باستخدام مفهوم «التكفير»، فإنهم يصفون غيرهم من المسلمين السنة بأنهم «غير مؤمنين» و«مرتدين»، وبالتالي فهم في نظرهم هدف مشروع للهجمات.

«اليمين المتطرف»
ويحدث نفس الشيء، في الدول الأوروبية، حيث يرى المنتمون لليمين المتطرف أن كل من يساعد في «هدم القومية» عدو، خاصة هؤلاء الذين سمحوا بتدفق المهاجرين من قارتى آسيا وأفريقيا، ففي عام 2011، نفذ المتطرف النرويجي «أندرياس بريفيك» هجومه القاتل في أوسلو، ولم يستهدف بأسلحته المسلمين أو المهاجرين، لكنه قتل أعضاء من الشباب في حزب سياسي اتهمه بالتسبب في تغيير المزيج العرقي في النرويج.

وحتى بعد تنفيذ العمليات الإرهابية، يتشابه الفريقان؛ اليمين المتطرف والاسلامويون؛ في تعاملهما مع المواد المصورة لهذه العمليات، فتنظيم «داعش» كان ينشر مقاطع فيديو لعمليات القتل والذبح التي ينفذها، إما من باب بث الرعب في نفوس الأعداء أو بهدف تجنيد مزيد من العناصر  الراغبين في ممارسة مثل تلك الجرائم.

وهذا الفعل لا يختلف كثيرًا في اليمين المتطرف، الذي يسعى المنتمون إليه إلى نشر مقاطع فيديو عنيفة، يمكن في الغالب تبادلها من خلال ألعاب الفيديو، لتجنيد أعضاء جدد، ويعتقدون أنه أمر لا مفر منه في صدام الحضارات المقبل، وهو ما ظهر في تعامل الإرهابي الذي نفذ الهجوم على مسجدين في نيوزيلندا، فبث الجريمة مباشرة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك».
"