2018 العام الأسوأ.. صراع «داعش وطالبان» يحاصر أطفال أفغانستان
زادت تضحيات الأطفال في الحروب التي اندلعت في منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الماضية، لكنها وصلت لأعلى مستوى خلال العام الماضي، خاصة في أفغانستان التي تحاصرها العمليات الإرهابية وسط صراع تنظيمي داعش والقاعدة على الأرض.
وأظهر تقرير الأمم المتحدة، تسجيل نحو ثلاثة آلاف ضحية من الأطفال في أفغانستان لتصبح أكثر الدول في معدل قتل الأبرياء خلال النزاعات، ونحو 1.8 ألف طفل في سوريا، ونحو 1.6 ألف طفل في اليمن، مع استمرار القتال في تلك المناطق.
ويأتي الإفصاح عن هذا التقرير، تزامنًا مع عودة تنفيذ هجمات عشوائية ضد المدنيين في أفغانستان، وهو ما أدانه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بشدة، في بيان صادر في 30 يوليو.
ووثق تقرير منتصف العام الحالي، الصادر عن بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) وقوع 3,812 ضحية مدنية (1،366 قتيلًا و2،446 جريحًا) بينهم أطفال في النصف الأول من عام 2019.
وكان المشاركون في الحوار الأفغاني الذي عقد في وقت سابق من هذا الشهر في الدوحة بقطر، قد صرحوا في الإعلان المشترك برغبتهم الموحدة في خفض عدد الضحايا المدنيين إلى الصفر، وهو ما أكدته الأمم المتحدة من خلال تاداميتشي ياماموتو ممثلها الخاص في أفغانستان ورئيس بعثة يوناما، الذي حث «جميع الأطراف على مراعاة هذا الواجب، والاستجابة لدعوة الأفغان إلى اتخاذ خطوات فورية لتقليل الضرر الفادح الذي يحدث».
صراع داعش وطالبان يحاصر المدنيين
أخذ الصراع في أفغانستان، بعدًا مختلفًا وأكثر عنفًا منذ أعلن تنظيم داعش عن وجوده في أرض الإرهاب الأولى في 2014، وبدلًا من القتال بين الحكومة الأفغانية المدعومة من الويات المتحدة الأمريكية، توجه جزء من الحرب إلى مواجهة عناصر داعش في إطار الحفاظ على إرث أسامة بن لادن.
وخلال النصف الأول من العام 2018، أعلنت الأمم المتحدة، أن أفغانستان سجلت أسوأ حصيلة من حيث عدد القتلى المدنيين رغم تطبيق وقف لإطلاق النار لثلاثة أيام في يونيو الماضي، في اعتداءات نسبت إلى تنظيم «داعش»، بين الأول من يناير ويونيو، فيما كانت «طالبان» مسؤولة عن 40%.
وقالت الأمم المتحدة إن هذه الفترة هي الأكثر دموية منذ أن بدأت الأمم المتحدة بإحصاء القتلى المدنيين قبل 10 سنوات.
وبحسب التقرير الأممي، فإن السبب الأول في هذا، هو العمليات الانتحارية والهجمات المعقدة (التي ينفذها انتحاريون، ويليها احتلال للمواقع المستهدفة وتبادل لإطلاق النار)، ثم في المرتبة الثانية، تأتي الإصابات في صفوف المدنيين بين قتيل وجريح، في تراجع بـ18% خلال الفترة نفسها.
وتتصدر أفغانستان قائمة الدول الأكثر تعرضًا للإرهاب بواقع ست عمليات إرهابية أسبوعيًّا، ويعود ذلك لحالة التنافس الكبير بين «طالبان» و«داعش» للسيطرة على الساحة الأفغانية، ومحاولة كل منهما الاستحواذ على مساحة أكبر من الأراضي، إضافة إلى قرب حلول الانتخابات البرلمانية، ومحاولة كل منهما إفشال تلك العملية واستهداف المواطنين بالقرب منها، بحسب تقرير سابق لمرصد الإفتاء.
ويقول محمد صادق إسماعيل، رئيس المركز العربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية، في تصريحات لـ«المرجع» إن «داعش» يحاول السيطرة على أغلب المناطق الاستراتيجية الموجودة في أفغانستان.
وأشار إلى أن «داعش» يحاول في الوقت الحالي، إعادة تنظيم صفوفه في عدة مناطق متفرقة من العالم، بعد تلقيه خسائر متلاحقة في سوريا والعراق واليمن والشرق الأوسط بصفة عامة، ويسعى لتحقيق هيمنة معنوية على حساب حركة طالبان في أفغانستان.
وتأتي هذه المحاولات وسط توقعات بانضمام مقاتلين في حركة طالبان، إلى صفوف تنظيم داعش.
وأظهر تقرير الأمم المتحدة، الصادر نهاية شهر يوليو المنصرم، أن أكثر من 12 ألف طفل قُتل وشُوّه خلال صراعات مسلحة العام الماضي 2018، فيما رصد التقرير أكثر من 24 ألف إساءة للأطفال، من بينها العنف الجنسي.
وقالت «الأمم المتحدة» إنها رصدت مقتل وتشوه الأطفال خلال العام الماضي، بشكل غير مسبوق منذ أن بدأت الأمم المتحدة تجمع بيانات عن ضحايا الصراعات المسلحة بين الأطفال.
وسجلت «الأمم المتحدة»، إجمالًا، أكثر من 24 ألف إساءة للأطفال، من بينها العنف الجنسي والاعتداء على مدارس ومستشفيات أو تجنيد الأطفال، حسب تقريرها السنوي.
وقال أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إنه يشعر بـ«الإحباط» والذهول جراء هذا التقرير.
وبحسب إحصائيات سابقة، للأمم المتحدة، بلغ عدد الأطفال الذين قتلوا أو شوهوا جراء الصراعات المسلحة عام 2017 أكثر من 10 آلاف طفل، ورصد الخبراء المعنيون أكثر من 21 ألف حالة اعتداء على أطفال، مقابل نحو 8000 حالة وفاة أو تشوه بين الأطفال عام 2016.
وطلب مجلس الأمن عام 1999 ولأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة، إعداد هذا التقرير السنوي.
وقال التقرير، إن هناك «زيادة مقلقة» في الانتهاكات التي تنفذها جهات أخرى غير الجماعات المسلحة في مناطق النزاع، وبالإضافة إلى القتل، فإن جرائم أخرى ارتكبت بحق الأطفال، حيث أُجبر أكثر من 7 آلاف طفل على التجنيد خلال العام 2018، خاصة في الصومال التي تتصدر قائمة هذا التجاوز، يليها نيجيريا وسوريا.





