ad a b
ad ad ad

إيران والأكراد.. محاولات «التصفية» على وقع العقوبات الأمريكية

الإثنين 29/يوليو/2019 - 10:32 م
المرجع
إسلام محمد
طباعة

نفت 4 أحزاب إيرانية كردية معارضة، حدوث أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بينها وبين النظام الإيراني، مبينة أن ما ورد بهذا الشأن من قبل غير دقيق.


إيران والأكراد..

وكانت تقارير تحدثت عن انعقاد 3 اجتماعات بين الطرفين في العاصمة النرويجية أوسلو، وأن وفد الحكومة الإيرانية كان برئاسة، المستشار في الخارجية محمد كاظم سجاد بور.


ويأتي هذا بالتزامن مع اشتعال الوضع في مناطق الأكراد داخل إيران، فقد اعترف الحرس الثوري الإيراني بمقتل أحد عناصره وعددٍ ممن وصفهم بـ«المناوئين للثورة» في اشتباكات قرب الحدود مع العراق.


ونقلت وكالة أنباء فارس إن دورية من الحرس اشتبكت مع العناصر في «سرواباد» غرب البلاد، وأن الاشتباك أسفر عن تدمير كمية ضخمة من الأسلحة والذخائر التي كانت بحوزة المسلحين، فيما شنَّت الاستخبارات الإيرانية حملة اعتقالات جديدة ضد الأكراد القاطنين في مدينة مريوان وقرى تابعة لها، منتصف هذا الشهر، شملت كلًا من: علي رضائي، وأميد صالحي، ويادجار دلجو، وفاتح هوشمند، وجوران قرباني؛ ومن بين المعتقلين أيضًا عضوان في منظمة بيئية تنشط في مجال الدفاع عن الحياة البرية بالمنطقة ضد السلوك الجائر من المسؤولين الإيرانيين.


إيران والأكراد..

ويمثل الكرد نحو عُشر السكان الإيرانيين البالغ عددهم 81 مليون نسمة، وينتشرون في الأقاليم الشمالية الغربية مثل كردستان، وكرمانشاه، وأذربيجان الغربية، وإيلام، وتعاني تلك المناطق من الفقر والحرمان ويوجد بها أعلى معدل بطالة في البلاد، حيث يعمل نحو 80 ألفًا منهم كحمالين يقومون بنقل البضائع على أكتافهم على الجبال عبر الحدود الإيرانية – العراقية، ويتعرض الكثير منهم للموت برصاص الحرس الثوري.


وتشن ميليشيا الحرس الثوري الإيراني وقوات الجيش الإيراني بين حين وآخر هجمات على المناطق الحدودية داخل العراق بداعي وجود مسلحي الأحزاب الكردية الإيرانية الفارين إلي تلك المناطق، وفي الآونة الأخيرة حاولت طهران استمالة تلك الجماعات لمنع استغلالهم ضدها من جانب القوى الأجنبية.


وتنفي تلك الأحزاب وجود أي اتصال مع النظام الإيرانى، موضحة أن جهات أوروبية عرضت مفاتحة النظام في طهران، لبدء بمفاوضات مباشرة بين الطرفين.

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية عن حسن شرفي، النائب الأول للأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني - الإيراني، إن جهات دولية وأوروبية عرضت عليهم، بدء وساطة مع نظام طهران، مضيفًا: «أكدنا بأن النظام لا يؤمن إطلاقًا بحقوق الشعب الكردي القومية، ولا بحقوق الشعوب الإيرانية الأخرى، كما لا يؤمن بحقوق المرأة والمساوة وغير ذلك، لأنه نظام قائم على أيديولوجية ولاية الفقيه؛ لذلك لا يمكن خوض مفاوضات مع نظام بهذا الشكل.. لم ولن نكون مبادرين في طلب التفاوض، لكننا وافقنا على مقترح تلك الجهات الدولية والأوروبية، مبدئيًّا فقط لنثبت لها أن النظام غير جاد في أي مفاوضات سياسية، وأننا لم نلجأ إلى حمل السلاح من فراغ» ، وتابع ما يهم أحزاب المعارضة هو إقرار حقوق الشعب الكردي كاملة على أرضه، ولا يهمها شكل النظام في طهران.
إيران والأكراد..
وصرح فرزين كارباسي، عضو اللجنة المركزية، لحزب كوملة الكادحين الثورية، لنفس الصحيفة بأن حزبه يتخذ موقفًا مطابقًا لمواقف الأحزاب الأخرى، المنضوية ضمن جبهة المعارضة الكردية، والمتمثلة بعدم رفض التفاوض، متابعًا: «لم ندخل مرحلة المفاوضات مع النظام لكي نعرض عليه شروطنا أو بالعكس، لكننا نعتقد أن النظام يمر بأوضاع حرجة جدًا؛ لذلك فإن جنوحه إلى التفاوض، قد يكون محاولة لعبور تلك المرحلة، ورغم أننا لا نثق بمواقفه إطلاقًا، فإن أهدافنا السياسية تحتم علينا، التعاطي معه في ذلك الإطار، لكن قبل كل شيء ينبغي للنظام أن يثبت حسن نواياه تجاهنا».

أيضًا نفى زعيم حزب الكوملة الكردستاني، عمر أليخان زاده، حدوث اي اجتماعات قائلًا إن المعارضة، تلقت رسائل من إيران، لكن لم يتم إجراء أي اجتماع بين الطرفين حتى الآن. 

وأضاف: «اشترطنا على النظام عبر الوسطاء الاعتراف المسبق بالقضية الكردية والإعلان عن الرغبة في حلها حلًا جذريًّا، عبر ضمانات دولية قبل الشروع في أي مفاوضات، لكننا لم نتلق حتى الآن أي رد من النظام، الذي ما زلنا نسعى للقضاء عليه».


من جانبه قال الباحث المختص في الشأن الإيراني، محمد علاء الدين، إنه من الواضح أن الحركات الكردية نشأت كرد فعل طبيعي على القمع الإيراني والاضطهاد الذي يأتي على خلفيات عرقية ومذهبية وسياسية، بالإضافة إلى التمييز ضد مناطقهم وحرمانها من الخدمات .


وأضاف في تصريحات لـ«المرجع» أن الأكراد يمثلون اليوم نقطة ضعف للنظام الإيراني الذي يخشى انقضاضهم عليه حال بدت منه بوادر الضعف على وقع العقوبات الأمريكية واحتمال اشتعال مواجهة عسكرية بين طهران والقوى الغربية، ولذا تحاول طهران تصفية الملف الكردي بأي ثمن استباقًا لأي حادث.


وتابع الباحث المختص في الشأن الإيراني، أن حزب «الحياة الحرة» الكردي؛ قاد مواجهات مع حكومة طهران منذ أبريل 2004، قتل فيها المئات من الطرفين، استمرت حتى عام 2011، ومع ذلك لم تتوقف المواجهات حتى اليوم، إذ تشتعل من حين لآخر لأن الحرس الثوري يريد تصفية تلك الحركات واستئصالها بشكل كامل ومنع وجودها حتى خارج الحدود الإيرانية.

الكلمات المفتاحية

"