ad a b
ad ad ad

إجهاض «إخوان موريتانيا».. المعارضة تزاحم «تواصل» وتُعري مخططاته

الثلاثاء 30/يوليو/2019 - 08:54 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة

بصورة مغايرة لما رسمها حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية «تواصل»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان في موريتانيا، لمع نجم المناضل الحقوقي، بيرام أعبيد، في الوسط السياسي الموريتاني؛ لينهي بذلك ما يردده الإخوان بشأن شعبيتهم الزائفة، لا سيما أن المرشح المدعوم من «تواصل»، محمد ولد بوبكر، حلّ ثالثًا في الانتخابات الرئاسية الموريتانية التي عقدت في يونيو الماضي.



بيرام أعبيد
بيرام أعبيد
وبرز اسم «أعبيد» من خلال النضال الحقوقي ضد العبودية ومخلفاتها في موريتانيا، منذ عام 2007 قبل أن يدخل غمار النشاط السياسي عبر بوابة الانتخابات الرئاسية الأخيرة ويحتل صدارة المشهد زعيمًا للمعارضة؛ ما أقصى الحزب الإخواني المنهك في التصدعات والانشقاقات التي لحقت به مؤخرًا.

وبعد الصعود السياسي الذي حققه المعارض الحقوقي، حاول تنظيم الإخوان الاستفادة من شعبيته، إذ كشف أعبيد في تصريح لإحدى القنوات الموريتانية المحلية محاولة الإخوان استغلال نضاله الحقوقي من أجل الحصول منه على دعم لأنشطتهم التخريبية خلال فترة ثورات الربيع العربي.

وأشار إلى محاولة القيادي في التنظيم، الذي كان معتقلًا قبل أيام على خلفية قضية أعمال شغب، أحمد ولد الوديعة، ترتيب لقاء بينه وبين الزعيم الروحي للتنظيم في موريتانيا محمد الحسن ولد الددو، من أجل الحصول على فتاوى تدعم الخروج على الحكام.
وتوالت خلال الأشهر الأخيرة الانشقاقات التي دبت في التنظيم بعيد إعلان «تواصل» دعم المرشح المهزوم في الانتخابات الرئاسية المنصرمة محمد ولد بوبكر؛ الأمر الذي تسبب  في تمرد العديد من القيادات المؤسسة للتنظيم والأطر الشبابية والكتل الانتخابية عن الحزب والتحاقها بالرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني غداة ترشحه للرئاسيات.

وكان آخر انشقاقات التنظيم مغادرة عضو مجلس شورى الحزب ورئيس لجنة الرقابة المهندس أحمد سالم دكلة، وقبله كتلة «راشدون» السياسية التي يقودها سيناتور التنظيم السابق الشيخ عمر الفتح، الذي كشفت تصريحات أخيرة له عن حقيقة الإخوان وامتهانهم ممارسة التدين المغشوش واحتكار الدين.
إجهاض «إخوان موريتانيا»..
رهان خاسر

راهن الحزب الإخواني قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة على توحيد المعارضة؛ بهدف ضمان عدم تفتيت الأصوات، أملًا في نجاح «بو بكر» ووصوله إلى الرئاسة، إذ لجأ قيادات «تواصل» للحوار مع المعارضة بعد استشعار خطر إقصاء الجماعة، لاسيما أن الانتخابات البلدية والجمهوية الأخيرة، أبرزت ضعف القاعدة الشعبية للإخوان في موريتانيا؛ لذا حاولت الجماعة ترتيب أوراقها من خلال الانضواء تحت لواء أحزاب أخرى أكثر شعبية.
 
ولم تنجح المحاولات الرامية إلى الاتفاق على مرشح وحيد يمثل المعارضة، خاصة في ظل انشقاق عدد كبير من الشباب والقيادات التاريخية للحزب الإخوان، وآلت الأمور في النهاية إلى إحراز «أعبيد» للمركز الثاني في الانتخابات الرئاسية وتراجع مرشح الإخوان؛ ليؤكد ذلك ضعف القاعدة الشعبية للجماعة في موريتانيا.

وفي هذا الصدد، قال «بيتر إيان» الباحث السوداني المتخصص في الشؤون الأفريقية، إن المشهد السياسي الموريتاني وما آل له من إفرازات الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والجهوية السابقة، وفشل حزب تواصل من الحصول على نسب تمكنه من الحصول على مقاعد، حتى في معاقله التصويتية، وخسارة مرشحه الرئاسي يعكس عدم وجود تأييد له وسط أبناء الشعب الموريتاني؛ ما يسهل ويؤكد نجاح الدولة في التضييق عليها مستقبلًا.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«المرجع» أن الانخراط ضمن المعارضة المورتانية من قبل الإخوان يتطلب بعض التنازلات، منها: تغيير وإصلاح التوجهات السياسية، والخروج من عباءة الإخوان، وهي أمور لن يتنازل عنها «تواصل».

 
"