بإجراءات رقمية صارمة.. فيسبوك تتحدى الإرهابيين وتعطل قدراتهم على التواصل
تضاعف شركة فيسبوك- بالتعاون مع منصات تويتر وجوجل وميكروسوفت- إجراءاتها الأمنية لمواجهة انتشار المحتوى الإرهابي بين المستخدمين، مع شكاوى من استمرار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد الإرهابيين في صفوف المتطرفين.
وتتعرض جميع منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية المنتشرة عالميًّا، لضغط متزايد في الأشهر الأخيرة بسبب عجزها عن تقليص المحتوى والمشاركة التي تعزز النشاط، خاصة بعد الهجمات التي وقعت في وقت سابق من هذا العام في مسجدي كرايستشيرش بنيوزيلندا الذي تم إذاعته في بث حي.
«التواصل» وقمة الـ20
في قمة مجموعة العشرين المنعقدة في أوساكا الشهر الماضي، اقترحت أستراليا بيانًا ووقعت عليه جميع الدول الأعضاء، «يحث المنصات على الإنترنت على تلبية توقعات مواطنينا بأنهم يجب ألا يسمحوا باستخدام برامجهم لتسهيل الإرهاب والتطرف العنيف الذي يفضي إلى الإرهاب» .
وقبل أيام، حكمت محكمة في أبو ظبي على رجل فلبيني بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة «الترويج لإيديولوجية المنظمات الإرهابية» من خلال قنوات التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها فيسبوك، حيث تضمنت التهم «إنشاء حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي وتشغيلها»، بما في ذلك حساب على تويتر يسمى «أبو زبير»، وخمسة حسابات على فيسبوك بأسماء مختلفة وحساب ساطع على تيليجرام، ليحث الشباب على الانضمام إلى الجماعات الإرهابية وتقديم الدعم المالي لأعضائها في جميع أنحاء العالم.
وعندما يسيء استخدام الإرهابيين استخدام الإنترنت، غالبًا ما يقومون بتحميل نفس المحتوى على منصات متعددة لزيادة وصولهم إلى أقصى حد.
أدوات لمواجهة التطرف
أسست شركة فيسبوك، بالتعاون مع يوتيوب ومايكروسوفت وتويتر، المنتدى العالمي للإنترنت لمكافحة الإرهاب (GIFCT) في 2017، بهدف تعطيل قدرة الإرهابيين بشكل كبير على الترويج للإرهاب ونشر الدعاية المتطرفة من خلال توحيد الجهود مع خبراء مكافحة الإرهاب في الحكومة والمجتمع المدني والصناعة الأوسع حول العالم.
وتركز استراتيجية المنتدى، على ثلاثة محاور، هي التكنولوجيا المشتركة، مشاركة المعرفة والابتكار، وإجراء البحوث والتمويل، ولمزيد من مواجهة التطرف، أضاف المنتدى ركنا رابعا ركز على الاستجابة للأزمة.
وتعني الاستجابة للأزمة، التي أعلنت عنها الشركة أمس، وضع بروتوكولات مشتركة لحوادث المحتوى للاستجابة للأحداث الناشئة أو النشطة مثل الهجوم الإرهابي المروع في كرايستشيرش بحيث يمكن تبادل المعلومات ذات الصلة بسرعة وكفاءة ومعالجتها والتعامل معها من قبل جميع الشركات الأعضاء.
بصمات رقمية لتتبع الارهابيين
كما أعلنت شركة فيسبوك، تطوير قاعدة بيانات مشتركة للصناعة تضم بصمات رقمية -تتيح مشاركة الصور الإرهابية المعروفة ودعاية الفيديو مع الشركات الشريكة بأمان، ما يمكن من تحديد المحتوى الإرهابي المحتمل على منصات التواصل الاجتماعي واتخاذ إجراءات ضده.
وخلال النصف الأول من العام الجاري رفعت فيسبوك، عدد البصمات الرقمية لتتبع المحتوى الإرهابي إلى 200 ألف علامة بصمة رقمية، مقابل 100 ألف فقط في 2018.
كما تسعى فيسبوك، وشركاؤها في المنتدى إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات لتوسيع قاعدة البيانات لتمتد إلى ما يتجاوز الصور ومقاطع الفيديو لتشمل رصد عناوين URL التي تؤدي إلى محتوى إرهابي متطرف وعنيف على الإنترنت.
وعقدت فيسبوك، بالشراكة مع (تكنولوجيا ضد الإرهاب) 11 ورشة عمل في تسع دول في أربع قارات مع 120 منصة تكنولوجيا، إضافة إلى توفير التمويل لتأمين موقع Jihadology.net للتأكد من أنه لا يزال بإمكان الباحثين الذين يدرسون الإرهاب الوصول إلى المواد البحثية الأساسية مع ضمان عدم تمكن الإرهابيين والأشخاص المعرضين للتجنيد من ذلك.
تحدي الأيديولوجية التكفيرية
وترى فيسبوك، أن مجموعة الأدوات المقدمة لمواجهة الإرهاب، ستساعد منظمات المجتمع المدني في تطوير حملات عبر الإنترنت لتحدي الأيديولوجيات المتطرفة مع إعطاء الأولوية لسلامتهم.
«نحن نعلم أن صناعة التكنولوجيا ليست أفضل أو أنسب رسل عندما يتعلق الأمر بدحر المتطرفين وهنا تكمن أهمية دعم منظمات المجتمع المدني التي تتمتع بالمصداقية والمعرفة للرد ومقاومة الترويج التطرف العنيف على الإنترنت» وفقًا لما قالته فيسبوك، في بيان وصفته بأنه أول تقرير شفافية.
وقالت الشركة إنه «لا يزال هناك اهتمام عام بحرمان المنظمات الإرهابية من الوصول إلى المنصات التي تستخدمها لتسهيل حملاتها، وبطبيعة الحال؛ لاستخدام هذه المنصات نفسها لتحديد الإرهابيين وشبكاتهم لوقفهم وتقديمهم إلى العدالة».
ويقول بهاء حسن، رئيس المؤتمر العربي لأمن المعلومات، لـ«المرجع» إن الإجراءات التي أعلنتها شركة فيسبوك جيدة لأنه في الغالب يمكن تتبع أي مادة على الشبكة العنكبوتية، لكن تطبيق هذه الإجراءات يجب أن يشمل التوصل إلى الجهة التي تبث هذه المواد المتطرفة وتقديمه للمحاكمة وليس فقط أن يكون الإجراء قاصرا على حذف المحتوى أو منع وصوله لجمهور معين.
وأضاف حسن، أنه على الدول المهتمة أيضًا بمكافحة التطرف والمحتوى الإرهابي تقديم المساعدة لهذه الجهود سواء من خلال تعريف وتحديد مصادر المحتوى المتطرف، أو الاستجابة لمحاكمة المتورطين.





