«ذئاب الليل».. استراتيجية عراقية لمواجهة «الدواعش» القادمين من سوريا
الخميس 25/يوليو/2019 - 06:59 م
تكتيك ذئاب الليل في تعقب خلايا داعش
آية عز
رغم استعادة الحكومة العراقية جزءًا كبيرًا من أراضيها من قبضة تنظيم داعش، إلا أن هناك مؤشرات قوية بشأن عودة التنظيم من جديد، وهو ما أشارت إليه صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية مؤخرًا، وأن عددًا كبيرًا من العناصر الداعشيه استطاعوا التسلل إلى الأراضي العراقية من جديد عبر سوريا، عددهم يتجاور الألف.
وأكدت الصحفية الأمريكية، أن هؤلاء الدواعش يواصلون أنشطتهم بوتيرة منخفضة
وسط وشمال العراق.
ولهذا السبب لجأت الأجهزة الأمنية العراقية إلى أسلوب استراتيجي جديد لمحاصرة ومطاردة العناصر الداعشية القادمة من سوريا، ويُسمى هذا الأسلوب بـ«ذئاب الليل».
وقال العميد «غالب العطية»، الناطق الإعلامي باسم الشرطة العراقية: إن القوات المنتشرة في حوض حمرين ومحيطها، اعتمدت مؤخرًا على تكتيك ذئاب الليل في تعقب خلايا داعش داخل ثلاث مناطق في منطقة تلال حمرين.
وأضاف في تصريحات إذاعية له، أن ذئاب الليل تكتيك جديد من ناحية نصب الكمائن، واستدراج العدو لقتله أو إلقاء القبض عليه.
وأشار إلى أن التكتيك الجديد أصبح هاجسًا مرعبًا يطارد الدواعش؛ خاصة بعد نجاحه في تحقيق نتائج إيجابية خلال الفترة الماضية.
وبحسب دراسة حديثة أعدها مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عن مستقبل المناطق المحررة من داعش بعنوان: «سوريا والعراق.. مستقبل المناطق المحررة من داعش»، إنه في حال تمكن تنظيم داعش من إعادة شن هجمات نوعية على بعض الجيوب العراقية التي يُسيطر عليها، عن طريق انتهاج أسلوب حرب العصابات، سيؤدي ذلك إلى إعاقة عملية فرض الأمن والاستقرار على المدى الطويل في المناطق المحررة.
وأشارت الدراسة، إلى أن العراق من أكثر البلدان التي يستطيع داعش العودة والتمركز فيها من جديد، بسبب توافر بيئات محلية خصبة تعاني من اضطهاد طائفي وعرقي؛ ما يمثل وقودًا محفزًا مثاليًّا للطائفية والفوضى والانفلات، وهو المناخ النموذجي الذي يحسن داعش استغلاله ليتغلل في النسيج العراقي.
وتوضح الدراسة، أن هزيمة تنظيم داعش في العراق لن تعني القضاء على فرص عودته، بل ستؤدي إلى انحسار عملياته فقط، أي أنه سيفقد وجوده ككيان جغرافي، لكنه في هذه الحالة سيتجه إلى المناطق التي فقدها، وسيظل يعمل كجماعة مسلحة لا ترتبط بمنطقة مركزية معينة.
وفي تصريح خاص لـ«المرجع»، قال كتاب الميزان، المحلل السياسي العراقي: إن تكتيك ذئاب الليل الذي استخدمته الأجهزة الأمنية العراقية، كان ضمن الاستراتيجيات المستخدمة في عملية «إرادة النصر» ضد عناصر داعش.
وأكد الميزان، أن هذا التكتيك أسهم بشكل كبير في ألقاء القبض على عدد كبير من عناصر التنظيم، وقتل عدد منهم آخر، إضافة إلى أنه حاصرهم في بعض المناطق الذي تعمدوا التسلل والوجود فيها مثل منطقة «تلال حمرين» ومحافظة «ديالي».
وأشار المحلل السياسي العراقي، إلى أن ذئاب الليل عبارة عن أسلوب أمني يهدف إلى نصب الكمائن في الجبال والمرتفعات التي قد يهرب إليها الدواعش، إلى جانب عمل دوريات أمنية وعسكرية ليلة في مناطق العراق المختلفة بالأخص المحافظات التي تسلل إليها الدواعش من سوريا، وكذلك شن هجمات عسكرية بالطائرات.





