ad a b
ad ad ad

باحثون يكشفون مستقبل الخلايا الأمنية الداعشية في سوريا والعراق

السبت 20/يوليو/2019 - 03:25 م
المرجع
أحمد سلطان
طباعة

في نهاية مارس الماضي، سيطرت قوات سوريا الديمقراطية المعروفة بـ«قسد» على آخر معاقل تنظيم «داعش» الإرهابي في قرية «الباغوز فوقاني»، معلنة نهاية حقبة الخلافة المكانية للتنظيم الإرهابي.


وبعد أقل من شهر، خرج زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي في فيديو مصور بعنوان «في ضيافة أمير المؤمنين»، معلنًا بدء مرحلة جديدة من العمليات الإرهابية تحت مسمى الحرب الاستنزافية، ودعا في لقائه الذي بثته مؤسسة «الفرقان» الإعلامية الداعشية عناصر وخلايا التنظيم إلى ما وصفه باستنزاف المقدرات العسكرية والمالية والبشرية لأعداء داعش؛ حتى تنهار مقاومتهم، ويعود التنظيم الإرهابي للسيطرة على المدن من جديد.
باحثون يكشفون مستقبل
حرب داعش الجديدة
بعد انهيار خلافته المكانية، أعلن التنظيم عن تأسيس ما يُطلق عليه «الولايات الأمنية»، ملغيًا بذلك الولايات السابقة في مدن العراق وسوريا وليبيا، بعد أن دمجها تحت ما يُعرف بـ«الولاية الواحدة»، وتقلص عدد الولايات الداعشية من 36 ولاية في يوليو 2016، بحسب إصدار «صرح الخلافة» الذي كشف عن هيكل وعدد الولايات الداعشية وقتها، وصار إلى 11 ولاية فقط في الوقت الحالي، بالإضافة لعدد من البلاد التي ينشط فيها التنظيم بمسمى «جنود الخلافة».

وبحسب «إنفوجراف» للعمليات الإرهابية والفروع الداعشية نشره التنظيم الإرهابي في العدد 188 من صحيفة «النبأ» الداعشية فإن الولايات الحالية تشمل ما يُمسى بـ«ولاية العراق، وولاية الشام، وولاية اليمن، وولاية غرب أفريقيا، وولاية وسط أفريقيا، وولاية سيناء، وولاية الصومال، وولاية خراسان، وولاية القوقاز، بالإضافة لولايتين منفصلتين في الهند وباكستان وولاية أخرى في تركيا»، كما أعلن التنظيم عن وجود عناصر أخرى له في عدد من الدول من بينها «إيران، وأذربيجان، وتونس».

بقايا التنظيم تجدد بيعتها لـ«أمير الإرهاب»

عقب ظهوره الأخير، بدأت الأفرع والخلايا الداعشية تجديد البيعة لزعيم التنظيم الإرهابي أبوبكر البغدادي، مؤكدين أنهم مازالوا على ولائهم القديم، 

وأطلق التنظيم حملة أسماها «والعاقبة للمتقين»، تضمنت نشر إصدارات مرئية من ولايات داعش الأمنية التي تعهدت بالولاء للبغدادي.

واعتبر محللون أن الحملة الجديدة تأتي للتأكيد على ما يراه التنظيم «شرعية البغدادي» بعد الخلاف الذي حصل داخل التنظيم، بين تيار المناهجة المسمى بتيار تركي البنعلي-الأقل تشددًا-، وبين تيار الفرقان -الأكثر تشددًا.

وقال الباحث البريطاني أيمن جواد التميمي في تحليل نشره في 15 من الشهر الحالي: إن ما تبقى من تنظيم «داعش» في العراق وسوريا حاليًّا هو النواة الموالية لزعيم التنظيم، مؤكدًا أنه لا يمكن الحصول على معلومات دقيقة حول الخلايا الأمنية والقيادات الإرهابية المتبقية في التنظيم الإرهابي.
باحثون يكشفون مستقبل
موجات جديدة من الإرهاب

عقب خسارة التنظيم للباغوز، أطلقت فلول داعش حملة إرهابية باسم «غزوة الثأر للشام»، شنت خلالها عددًا من الهجمات الدامية في عدد من البلدان، كان أبرزها هجمات أحد الفصح في سيرلانكا، وعقب انتهاء «غزوة الثأر للشام» بدأت خلايا التنظيم في سوريا والعراق وليبيا وأفريقيا، وغيرها حملات أخرى من الإرهاب استهدفت القوات النظامية في تلك البلدان.


وتعقيبًا على تلك الحملة، أصدر عدد من المؤسسات المعنية بالشأن الاستخباري -من بينها صوفان جروب، ومعهد دراسات الحرب- تحذيرات من عودة داعش بصورة أخطر من الصورة السابقة؛ بسبب الأوضاع في سوريا والعراق.

وفي نفس السياق، أصدر «منتدى الشرق الأوسط» - مركز بحثي أجنبي معنى بشؤون الجماعات الإسلامية- قبل يومين، تحليلًا عن الأوضاع في سوريا والعراق، محذرًا من خطورة الأوضاع الحالية في سوريا والعراق على أمن البلدين.

وقال المنتدى إن داعش أعد خلاياه للعمل في ظل الظروف الجديدة، مضيفًا أن القيادات الأمنية الفاعلة في التنظيم، لاتزال موجودة، وأن هذه القيادات قادرة على إعادة تأسيس التنظيم من جديد، وأشار إلى أن الحرب الطائفية بين السنة والشيعة ستستمر؛ بسبب التدخلات الإيرانية في المنطقة، موضحة أن التنظيم سيستغل هذه الحرب للبقاء والانتشار.
الباحث في شئون الإرهاب
الباحث في شئون الإرهاب الدولي، علي بكر
مستقبل الخلايا الأمنية

وأكد منتدى الشرق الأوسط فى تحليله أن محاولات تنظيم داعش لاستغلال مظلومية السنة، والاستمرار في العمل الأمني قد تواجه عددًا من المشكلات، من بينها أزمة المقاتلين الأجانب في عمليات حرب العصابات التي يشنها التنظيم حاليًّا، ولفت إلى أن داعش يتحول أكثر نحو الاعتماد على العناصر العراقية والسورية، بينما يقل الاعتماد على العناصر الأجنبية، رغم أنها كانت إحدى عوامل تأسيس ما يُعرف بدولة داعش المنهارة.


ويواجه المقاتلون الأجانب الذين قدموا من أوروبا وآسيا وأفريقيا مشكلات في العمل ضمن خلايا العصابات الداعشية؛ بسبب اختلاف مظاهرهم عن السكان المحليين في سوريا والعراق، بالإضافة لعدم إتقان بعضهم اللغة العربية، وهو ما يجعلهم محل شك من القوات الأمنية والأهالي، ويعيق عملهم الإرهابي.

وبحسب المنتدى فإن القوات الأمنية في سوريا والعراق ستسعى لتعقب الخلايا الداعشية، وهو ما بدأ بالفعل مع عملية «إرادة النصر» العراقية، موضحًا أن القوات العراقية على سبيل المثال كان لديها 30 ألف مشتبه به قبل بدأ معركة تحرير الموصل في 2016، ضبطت منهم حوالي 6 آلاف متهم بالإرهاب.

ومن المتوقع أن يستمر الصراع بين تنظيم داعش والمجموعات المسلحة الأخرى؛ بسبب الخلافات السابقة، والحرب التي شنها التنظيم على الفصائل في سوريا والعراق، ومن بينها تنظيم القاعدة الذي ينافس داعش على قيادة ما يُسمى بـ«الجهاد العالمي».

كما سيفقد «داعش» القدرة على الحفاظ على خلاياه وقيادته الأمنية في سوريا والعراق، كما حدث سابقًا مع تنظيم دولة العراق الإسلامية -نواة داعش- بسبب الحرب الدولية ضده، وسعي عدد من الجهات للقضاء على عناصره.


ووفقًا للمنتدى، فإن التنظيم الإرهابي سيواجه مشكلات مع الحاضنة الشعبية السنية له، بعد أن جلب الدمار إلى المدن العراقية والسورية السنية التي كان يدعى أنه يسعى للحفاظ عليها، بالإضافة إلى أن شعار التنظيم «باقية وتتمدد» بدأ يفقد بريقه؛ خاصةً أن التنظيم كان ينسب هذا التمدد لـ«عون إلهي».

واعتبر منتدى الشرق الأوسط، أن فكرة العون الإلهي لن تكون بنفس البريق؛ خاصةً بعد الهزائم التي تلاقها التنظيم في سوريا والعراق، والتي توحي لمناصري التنظيم بفكرة أن العناية الإلهية لم تعد بجانبهم، على حد تعبير المنتدى.

كما سيواجه زعيم التنظيم الإرهابي «أبوبكر البغدادي» مشكلات في الهرب والتخفي عن أعين الأجهزة الاستخبارية، في سوريا والعراق وغيرها من الدول؛ خاصةً بعد إعلانه الحرب على تركيا التي تساهلت مع التنظيم في وقت سابق، ويتوقع منتدى الشرق الأوسط ألا يلجأ البغدادي إليها بعد التوترات الأخيرة بين الجانبين.


ومن جانبه، اعتبر الباحث في شؤون الإرهاب الدولي، علي بكر، في تصريح لـ«المرجع» أن التنظيم في سوريا والعراق يسعى حاليًّا للحفاظ على خلاياه الأمنية المنتشرة هناك بعد خسارته للأراضي التي كان يسيطر عليها، مضيفًا أن التنظيم سيسعى لمواصلة الهجمات الإرهابية بأسلوب حرب العصابات، ولن يسعى خلال الفترة الحالية للسيطرة على الأرض؛ خاصةً أنه فقد جزءًا كبيرًا من قوته خلال السنوات الماضية.

الكلمات المفتاحية

"