نشرت صحيفة الإندبندت في مقال للكاتب جيرود ليبور، أن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بحرب سرية في الصومال، واصفة الحرب الأمريكية بأنها «مهزلة»، واعتبر ليبور أن حركة شباب المجاهدين أصبحت في الوقت الحالي لا تشكل خطرًا على الولايات المتحدة الأمريكية، ولا داعي لبقاء القوات الأمريكية هناك، حسب مقال الجريدة.
وفي السياق ذاته، قال موقع انترست، في تقرير نشره الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة الأمريكية كانت على علم بعدد من الهجمات المسلحة التي نفذتها حركة شباب المجاهدين، لكنها لم تتدخل لمنعها؛ لأنها لا تشكل تهديدًا على أمنها ولا خطرًا على مصالحها، وتساءل التقرير عن جدوى الحرب من هذا المنطلق؟
وأوضح الموقع أن حركة شباب المجاهدين وتنظيم داعش الإرهابي لا يشكلان تهديدًا للولايات المتحدة في الوقت الراهن، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة تكتفي بشن غارات جوية ضد معاقل التنظيمين الإرهابيين، إذا تعرضت القوات الأمريكية فقط لأي هجوم منهما.
الهروب من مستنقع الصومال
في يونيو 2016، قرر مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، بدء خفض الوجود العسكري لـ«أميصوم» (قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال، معلنًا نيته الانسحاب الكامل من البلاد بحلول نهاية عام 2020، على أن تتسلّم مسؤولية حفظ الأمن قوات الأمن الصومالية، والجيش الوطني الصومالي، من بداية من عام 2020.
وخلال الأيام الماضية، زادت الدعوات الموجهة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ للانسحاب من المستنقع الصومالي، والتوقف فورًا عن الحرب المصطنعة في الصومال.
وأعلن ترامب أن بلاده ملتزمة بتقليل مشاركتها في مناطق النزاع خارج الولايات المتحدة، مؤكدًا ضرورة سحب القوات الأمريكية من كل مناطق الصراع.
انسحاب وارد وحرب مستمرة
في تصريح لـ«المرجع» توقع ناصر مأمون عيسى، الباحث بجامعة القاهرة، أن أمريكا ستنسحب من الصومال، ولكن الحرب الأمريكية ضد حركة شباب المجاهدين ستستمر.
واعتبر "عيسى" أن الحرب ضد حركة الشباب في الصومال تعد من أطول الحروب، إذ زادت مدتها عن 13 عامًا، موضحًا أنها حرب بلا منتصر، وتعتبر من الحروب المُبهمة المعالم؛ نظرًا لعدم جدوى للوجود الأمريكي في الأراضي الصومالية.
وأكد الباحث أن وقف العمليات الأمريكية وترك الصومال لقوات الأمن المحلية هو أنسب سيناريو مطروح حاليًّا لخروج القوات الأمريكية من الصومال، في ظل ارتفاع وتيرة إرهاب حركة شباب المجاهدين، فالانسحاب الأمريكي سيعتبر خروجًا بشكل لائق يحفظ ماء وجه الولايات المتحدة أمام الرأي العام الدولي.
وأضاف «عيسى»، أن هذا الانسحاب لو تم فستوكل مهمة إدارة الشأن الداخلي للبلاد للحكومة الفيدرالية وقواتها، وهو ما يوجب عليها إعادة السيطرة على الصومال مرة أخرى، واستعادة المناطق التي تسيطر عليها حركة شباب المجاهدين وتنظيم داعش، وتوقع أن تستمر أمريكا بتقديم الدعم العسكري عن طريق التدريبات والدعم اللوجستي والمادي للصومال حتى بعد انسحابها.
وفي المقابل، قالت الدكتور أميرة عبدالحليم، الباحثة في الشأن الأفريقي: إن أمريكا لن تنسحب من الصومال.
وأضافت أميرة في تصريح خاص لـ«المرجع» أن أمريكا لا تشارك بقوات حقيقة في الصومال، ولكن تنفذ غارات من خلال القاعدة العسكرية الموجودة في جيبوتي.
وأوضحت الباحثة أن الولايات المتحدة الأمريكية ستحاول الحفاظ على المصالح العسكرية واللوجستية في الصومال، لذلك ترى أن انسحابها سيشكل تهديدًا حقيقيًّا على المصالح الموجودة في البلاد؛ خاصًة في ظل الوجود الصيني والروسي بقواعد عسكرية في منطقة القرن الأفريقي.