«أبو شعيب المصري».. من عضو بارز في حزب النور لـ قيادي في «هيئة تحرير الشام»

فصلت «هيئة تحرير الشام» (جماعة إرهابية في محافظة إدلب شمالي سوريا)، القيادي في صفوفها، «طلحة الميسر»، المعروف بـ«أبو شعيب المصري».
ونشرت الهيئة عبر قناتها على موقع التواصل الاجتماعي «تيليجرام» بيانًا، قالت فيه: «إنه تم فصل أبو شعيب المصري بسبب عدم التزامه المتكرر بسياسة الهيئة».
وأشار البيان: «إلى أنه بعد رفع الأمر إلى اللجنة المكلفة
من قبل لجنة المتابعة والإشراف العليا في قرارات الفصيل، أُقر فصل طلحة الميسر من صفوف
هيئة تحرير الشام وإحالة ما يتعلق بكلامه على الجماعة إلى القضاء المختص».

من هو؟
يعد طلحة المسير، المكنى بـ «أبو شعيب المصري»، أحد المرجعيات الشرعية الجهادية، التي خرجت من رحم «حزب النور»، لأنه كان عضو فيه، وذلك وفقًا للمعلومات التي تداولتها الأجهزة الأمنية السورية، عن القيادات المصرية البارزة والتي آتت إلى سوريا للقتال.
والمصري، هو نجل الدكتور «محمد المسير»، أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وعضو اللجنة العلمية الدائمة للعقيدة والفلسفة في الجامعة، وهو المستشار السابق لوزير الأوقاف المصري عام 1992، وكان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة، ووافته المنية عام 2008، ودفن بقرية «كفر طبلوها» مركز «تلا» بمحافظة المنوفية.
تخرج المصري، من كلية دار العلوم جامعة القاهرة، وخلال تلك الفترة كانت له علاقات قريبة مع أعضاء وشباب حزب النور السلفي؛ إضافة إلى أنه كان على صلة بـ«ياسر برهامي»، ولكن بعد ذلك ساءت العلاقة بينه وبين برهامي بسبب اختلاف الأفكار، لدرجة أنه أصدر كتابًا حمل اسم «سياسة الخبال... جنايات العمل السياسي لسلفية الإسكندرية»، هاجم فيه البرهامي.

وعام
2013 هرب إلى سوريا وبالتحديد إلى محافظة حلب، واشترك في المعارك الدائرة هناك مع
فصيل يُسمى بـ «أحرار الشام»، وذلك فقًا للبيانات الإخبارية التي كانت تنشرها
الحركة الإرهابية عبر مواقعها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ووفقًا
لما نشرته عدة مواقع إخبارية سورية معارضة منها «أخبار بلدي» و«ووكالة الشام»، كان
أبو الشعيب المصري، في بداية الأمر لا يخرج عن طوع المكتب الشرعي لحركة «أحرار
الشام»، واستلم العديد من الملفات الشرعية داخل الفصيل، خاصة في مسائل الغنائم
الخاصة بالمعارك، وبدأ بعدها بالتفرد في آرائه وتذمر على المكتب الشرعي، حينها.
وفي
سبتمبر 2016 انشق عن حركة أحرار الشام، وانضم إلى «هيئة تحرير الشام»، وعمل مسؤول
شرعي، وأرفق بيان حينها عقب انشقاقه يوضح من خلاله سبب الانشقاق قائلاً: «أنصح
الصادقين بشمال حلب أن يجتمعوا في فصيل جديد لا إفراط فيه ولا تفريط، وليحذروا
ظلمات التنسيق ضد الخوارج مع تركيا والائتلاف وأمريكا»، ذلك وفقًا لنفس المواقع.
جاء ذلك على خلفية إصدار المجلس الشرعي في حركة «أحرار الشام»، فتوى تجيز التنسيق مع الجيش التركي، من أجل قتال تنظيم داعش شمال حلب، وأعلن انشقاقه بسبب عملية «درع الفرات»، حيث أصدرت الحركة قبل انشقاقه بيان أعلنت من خلاله فصل أبو شعيب المصري، من مكتب الإرشاد والدعوة التابع لها، معلنة أن آراءه الشرعية لا تمثل الحركة، وأنه فرد عادي في صفوفها.
كان المصري، من الذين يحرمون خروج النساء من حلب عندما فتح الطريق تجاه المناطق التي تم تحريرها من التنظيمات الإرهابية، الأمر الذي دفع العديد منهم إلى الانحياز للمناطق التابعة للرئيس السوري بشار الأسد.
وفي أبريل 2017، وقعت مناظرة شهيرة بين «أبو شعيب المصري»، و«أيمن هاروش»، المقرب من حركة أحرار الشام، وتناظر الطرفان حول عدة قضايا، طلب فيها هاروش من المصري تفنيد اتهامه السابق له بأنه يخالف النص ويتطاول على أقوال العلماء، واحتد النقاش بينهما.
والآن هو يحاكم بسبب آراءه من قبل هيئة تحرير الشام.

«هوكر» السبب في فصله
ووفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء السورية الوطنية «سانا» حدثت صراعات
وخلافات عديدة داخل الهيئة بين شرعييها، بسبب قضية تسليم الطفل الأيزدي «هوكر»،
الذي أفضى لخروج أحد أبرز مشرعيها.
وقضية هذا الطفل أنه اعتنق الإسلام وعاش فيه خلال سنوات حياته الأولى
مع اسرته، وهذه القضية، ينظر إليها المشرعون في الهيئة على أنها في خانة المرتدين
عن الدين.
وعلى غرار قضية الطفل الإيزيدي، قررت الهيئة فصل أبو شعيب المصري من منصبة كشرعي واحالته إلى التحقيق.