أين يختبئ الإرهابي المذعور؟.. نظرية «داعش» والكهف الجديد لـ«البغدادي»
عاد الحديث من جديد عن زعيم تنظيم «داعش» أبي بكر البغدادي، وإمكانية اختبائه في ليبيا، بعد مرور أكثر من شهر على ظهوره في شريط فيديو بثه وهو مع عدد من أنصاره، متحدثًا عن ليبيا وموجهًا عبارات التشجيع لأنصاره بعد تنفيذهم عدة هجمات إرهابية، ثم عقب تجديد مبايعة أنصاره له في ليبيا خلال الأيام السابقة.
البغدادي ونظرية «داعش»
ففي خلال الساعات السابقة من صباح الإثنين 15 يوليو، رجح «باقر جبر الزبيدي» الوزير العراقي الأسبق، اختباء زعيم تنظيم داعش في ليبيا، إذ أكد في بيان له: «إن النجاحات الأمنية الأخيرة التي حققتها عملية ( إرادة النصر)، أكدت عدم وجود البغدادي في العراق، وهو بحسب المعلومات الواردة إلينا أنه في ليبيا حاليًّا، وسيقوم ببث خطاب من هناك يتضمن دعوته لخلاياه النائمة في العراق والشرق الأوسط للقيام بعمليات إرهابية جديدة والتوجه إلى ليبيا».
وأضاف، أن وجود البغدادي في ليبيا هو استمرار لنظرية «داعش» في القيادة، والتي ترتكز على ضرورة أن تكون قيادات التنظيم في مناطق نشاطهم، وسوف يحاول التنظيم السيطرة على أجزاء متفرقة من القارة الإفريقية منطلقًا من ليبيا باتجاه مصر وتونس، بحسب قوله.
معلومات أمريكية
وكان قد كشف التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في وقت سابق، عن مجموعة معلومات تؤكد وجود احتمالات كبيرة حول انتقال زعيم التنظيم أبي بكر البغدادي من سوريا إلى ليبيا.
وجاء ذلك تزامنًا مع لقاء قائد الجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، في أول لقاء يجمعهما.
وكانت صحيفة «ديلي إكسبريس» البريطانية، قد ذكرت في 13 مايو الماضي، أن بريطانيا ودولًا غربية أخرى تبحث عن زعيم تنظيم «داعش» أبي بكر البغدادي في ليبيا، بعد ورود أنباء عن احتمال انتقاله إليها.
وحسب نفس الصحيفة، فإن قوات التحالف الدولي فقدت أثر البغدادي في الأسابيع الأخيرة من «خلافته» المزعومة في سوريا في فبراير 2019، عندما فر من بلدة «الباغوز» شرقي البلاد، بعد محاولة اغتياله من قبل عناصر أجانب مقربين من دائرته الخاصة.
جاء ذلك تزامنًا مع رفع السلطات التونسية حالة التأهب الأمني؛ بسبب قلقها من وجود البغدادي في ليبيا، خاصةً بعد أن حذرت وزارة الخارجية الأمريكية، رعاياها في تونس من الاقتراب من مناطق الحدود مع ليبيا؛ بسبب زيادة خطر الهجمات الإرهابية المحتملة.
وفي الوقت الحالي تشهد الأراضي الليبية خاصةً الجنوب، تحركات مريبة لعناصر تنظيم «داعش»، من خلال مجموعة سيارات محملة بأسلحة ثقيلة وخفيفة، وبالتحديد في منطقتي «وادي عتبة» و«وادي الحياة».
وفي سياق متصل، قال النائب في مجلس النواب الليبي « إبراهيم الدرسي»: إنه يرجح إمكانية انتقال البغدادي إلى الجنوب الليبي، فوجود البغدادي وفراره من سوريا إلى ليبيا احتمال كبير؛ لأن هناك أسباب عديدة تؤكد وجوده في ليبيا منها الضعف الأمني؛ بسبب العملية العسكرية الحالية، والمساحة الواسعة في ليبيا وتميزها بالتضاريس الصحراوية الوعرة، وكذلك الصحراء الشاسعة والمفتوحة واحدة من أهم الأسباب التي تجعل منها مقصدًا للبغدادي القادر على التنقل فيها بحرية؛ لارتباطها بحدود مشتركة مع دول عربية وأفريقية مليئة بالجماعات المتطرفة، التي يميل بعضها إلى رؤية وفكر تنظيم داعش.
وفي تصريح لـ«المرجع» قال مجدي إسماعيل، المحلل السياسي الليبي الموجود في جنوب ليبيا: إن هناك شكوكًا أمنيةً كبيرةً في الوقت الحالي من قبل الأجهزة الأمنية، عن احتمالية وجود البغدادي في ليبيا، ليس فقط من أجل التصريحات الأمريكية التي تقول هذا الأمر، ولكن لأن السلطات السورية والعراقية لم تجد أي أثر له في بلدانهم، خاصةً عقب انتهاء معركة الباغوز وفراره إلى العراق.
وأكد إسماعيل، أن النشاط المتزايد لـ«داعش» في الجنوب الليبي يؤكد هذه المعلومة، ولكن للأسف في حال وجود البغدادي بليبيا سيكون صعبًا العثور عليه؛ بسبب المرتفعات والجبال والمناطق الوعرة التي تسهل عليه الهرب من أي مكان يريده، وتعتبر ليبيا حاليًّا مطمعًا كبيرًا لزعيم التنظيم؛ بسبب قربها من تونس والجزائر ومصر وعدد من الدول الإفريقية التي تتواجد بها جماعات إرهابية موالية لـ«داعش».





