«الدوحة» تُسيِّس الحج.. قطر تحرم حجاجها من المناسك

قبل عدة أشهر، رفضت قطر التوقيع على اتفاقية الحج مع السعودية، رغم أن الأخيرة دعت المسؤولين في الدوحة كغيرهم في الدول الإسلامية لزيارة المملكة وترتيب مسألة قدوم الحجاج القطريين؛ ما تسبب في إضاعة الفرصة على شركات الحج القطرية وحرمانها من القدوم إلى السعودية للاتفاق مع مقدمي خدمات الحجاج في المملكة.

في الإطار ذاته، ساقت قطر سلسلة مزاعم في محاولة منها لتسييس الحج، بالادعاء بأنه لا توجد قنصلية تخدم الحجاج القطريين أثناء أداء شعائرهم، رغم أنه لا داعي لوجود هذه القنصلية؛ حيث توفر السلطات السعودية خدمات الحج إلكترونيًّا، إلا أن الحكومة القطرية حجبت المواقع المخصصة للتسجيل.

وفي الوقت الذي تقدم فيه السلطات السعودية تسهيلات كثيرة للحجاج كافة لإنهاء ترتيبات الحج سريعًا دون مواجهة أي عناء، تعمل قطر على فرض عقبات مستمرة أمام الحجاج لمنعهم من القدوم لأداء هذه الشعيرة الدينية؛ ما دفع وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية، إلى دعوة السلطات المعنيّة في دولة قطر إلى إزالة العقبات وتسهيل إجراءات قدوم القطريين الراغبين في أداء مناسك الحج.

وأكدت وزارة الحج والعمرة في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية «واس»، حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على تسخير الإمكانيات كافة لتسهيل قدوم الحجاج والمعتمرين من دولة قطر أسوةً بما تقوم به تجاه عموم المسلمين الراغبين في أداء مناسك الحج والعمرة، والذين بلغت أعداد من تم الاتفاق على قدومهم لأداء مناسك حج هذا العام 1440هـ إلى أكثر من مليون وسبعمائة ألف حاج، في حين أدى مناسك العمرة قرابة 8 ملايين مسلم من جميع دول العالم.

ورفضت وزارة الحج والعمرة الادعاءات الصادرة من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، بأن حكومة المملكة العربية السعودية تضع العراقيل أمام من يرغب في زيارة المشاعر المقدسة من قطريين أو مقيمين على أرض دولة قطر لأداء مناسك الحج والعمرة، وعدم السماح لحملات الحج والعمرة القطرية من الدخول للمملكة، مؤكدة أن هذه الادعاءات تنافي الحقيقة، حيث أطلقت وزارة الحج والعمرة عدة روابط إلكترونية لتمكين المواطنين القطريين والمقيمين في دولة قطر من حجز أماكن إقامتهم والتعاقد على الخدمات التي يرغبونها والقدوم عبر أي خطوط جوية غير الخطوط القطرية لأداء مناسك العمرة، وفي المقابل قامت الحكومة القطرية بحجب هذه الروابط عن المواطنين القطريين والمسلمين المقيمين في قطر، ولتمكينهم من أداء المناسك أعلنت المملكة العربية السعودية عن الترحيب بالأشقاء القطريين للقدوم إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة والتوجه لأداء العمرة والتعاقد على الخدمات التي يحتاجون إليها عند وصولهم للمملكة.

ووجهت وزارة الحج والعمرة الدعوة للمسؤولين عن شؤون الحج في دولة قطر هذا العام 1440هـ كغيرهم من المسؤولين في الدول الإسلامية للقدوم للمملكة لترتيب قدوم الحجاج القطريين، وعُقد الاجتماع معهم وبُحثت كل الأمور المتعلقة بتنظيم قدوم الحجاج والمقيمين من قطر لأداء مناسك الحج، ولكن الوفد القطري غادر دون أن يوقع على اتفاقية الحج، وبالتالي لم تمنح السلطات القطرية الفرصة لشركات الحج القطرية من القدوم للاتفاق مع مقدمي خدمات الحجاج في المملكة.

وشددت في الوقت ذاته على رفض المملكة التام لأي محاولة لتسييس الحج، واستنكارها لإقحام المواقف السياسية المقررة والمعلنة بين البلدين والتي لها ظروفها ومسبباتها السياسية في أمور الحج والعمرة، مؤكدة أنه يجب على وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر تمكين الحجاج والمعتمرين القطريين والمقيمين في قطر من القدوم لأداء المناسك من خلال جميع خطوط الطيران العالمية ما عدا الخطوط القطرية، وعدم منعهم، ومساعدتهم على أداء مناسك الحج والعمرة دون إقحامهم في الأمور السياسية.

وأكدت وزارة الحج والعمرة في بيانها، "ترحيبها المستمر بالأشقاء من دولة قطر للقدوم إلى المملكة لأداء مناسك الحج والعمرة وحرصها على تمكينهم من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة أسوةً بما تقدمه للحجاج والمعتمرين كافة من جميع أنحاء العالم، وتدعو المسؤولين عن شؤون الحج والعمرة في الحكومة القطرية إلى الاستجابة للتسهيلات التي توفرها حكومة المملكة لقدوم الحجاج والمعتمرين لأداء مناسكهم".

وأوضح بيان وزارة الحج والعمرة أن التسهيلات التي تقدمها المملكة للمواطنين والمقيمين في قطر مستمرة وتدعم رغبتهم في القدوم إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج والعمرة في أمان وراحة واطمئنان.

العقبات القطرية

بدوره، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، إن دعوة وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية الشقيقة دولة قطر إلى تسهيل إجراءات مواطنيها في أداء مناسك الحج واجبة وعاقلة.

وأوضح «قرقاش»، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «العقبات التي تفرضها قطر على حجاجها أهم سقطاتها في إدارتها لأزمتها، الأولوية أن لا تسيّس قطر الحج وهي تدرك ضعف منطقها وحجتها».

فيما قال المستشار السابق لتطوير الأعمال في وزارة الحج والعمرة السعودية، بسام فتيني: إن تسييس الدوحة لمسألة الحجاج القطريين، يأتي استمرارًا لنهج قطر بعد إعلان الدول الأربع: (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) مواجهة الدوحة والممارسات التي ترتكبها.

وأضاف في تصريحات له، أن محاولة قطر تسييس الحج ووضع العراقيل أمام حجاجها، يقابل بموقف سعودي واضح يرفض هذا الأمر ويشدد على ضرورة تقديم الخدمة لهؤلاء الحجاج أسوة بغيرهم.