ad a b
ad ad ad

خبراء يفندون أسباب تفجير الإرهابيين لـ«مقبرة الهواري» والوجه القبيح للجماعات المتطرفة بليبيا

الجمعة 12/يوليو/2019 - 05:17 م
المرجع
آية عز
طباعة

استهدفت جماعة إرهابية، جنازة اللواء «خليفة المسماري»، القائد السابق للقوات الخاصة الليبية أمس الخميس، الذي توفي قبل يومين بسبب مرض مزمن، وفجر الإرهابيون سيارة مفخخة في مقبرة الهواري، الواقعة بمدينة بنغازي شرقي ليبيا؛ ما أسفر عن مقتل خمسة من أفراد الأمن، وإصابة 25 آخرين.


وعقب هذا الحادث حمل اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الليبي، خلال مؤتمر صحفي له عقب نجاته من محاولة الاغتيال، المسؤولية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ لأن تركيا ترعى الإرهاب في المنطقة، خاصة في ليبيا، فخلال الفترة السابقة ساهمت في دخول كميات كبيرة من الأسلحة للجماعات الإرهابية هناك، إضافة إلى ذلك أنقرة تدعم حكومة السراج ضد حفتر.

خبراء يفندون أسباب
وقال المتحدث باسم الجيش الليبي: «كنت من بين الحاضرين في تشييع جنازة اللواء خليفة المسماري، وقد دخلنا المقبرة بعد صلاة الظهر، وتحديدًا في تمام الساعة الواحدة والربع بتوقيت بنغازي، وبعدها بـ5 دقائق وقع التفجير الأول بجوار المجموعة التي كانت تدفن بشكل مباشر، ثم بعد دقائق وقع تفجير ثانٍ ثم ثالث».


وأشار المسماري، إلى أن العملية كانت مدروسة بشكل جيد، وكانت تهدف لإحداث خسائر كبيرة؛ خاصة عند محاولة خروج المشيعين من المقبرة.


وعن الإجراءات الأمنية المتبعة في بنغازي، أكد المسماري أن المدينة تضم جهاز أمن داخلي، وجهاز استخبارات عسكرية، وغرفة حماية وتأمين للمدينة.


وتابع قائلًا: «في أول إجراء بعد الهجوم، كلف القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، رئيس الأركان العامة عبدالرازق الناظوري، بالتحقيق الفوري مع جميع الأجهزة الأمنية المسؤولة عن تأمين بنغازي».

خبراء يفندون أسباب
من جانبه، أوضح العميد خالد محجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي، أن هناك 3 دوافع رئيسية تقف وراء التفجيرات، وهما الدافع الأول محاولة الخلايا الإرهابية النائمة إثبات أنها لا تزال موجودة وقادرة على تنفيذ عمليات من هذا النوع في مدينة تم تأمينها مثل بنغازي.


وأوضح في تصريحات صحفية لإحدى الصحف العالمية، أن الدافع الثاني فهو قرب انتهاء معركة طرابلس وتحريرها من قبل الجيش الليبي، والدافع الثالث هو الزخم الشعبي الرافض لما حدث في مجزرة غريان.


وبالرغم من عدم إعلان كلٍّ من تنظيم «القاعدة» و«داعش» مسؤوليتهم عن العملية، إلا أنه من الواضح من أسلوب وتكتيك وتنفيذ العملية، أن تنظيم «أيمن الظواهري» هو من نفذ هذه العملية، وذلك لأكثر من سبب، الأول هو أن تنظيم القاعدة من أكثر التنظيمات البارعة في زرع المتفجرات واستخدام السيارات المفخخة، السبب الثاني هو أن مدينة بني غازي تخرج منها عدد كبير من العناصر الإرهابية التابعة للقاعدة، لعل أبرزهم «مرعي زغبية»، وهو من أخطر الإرهابيين في المدنية، والشريك الثاني لهشام العشماوي، وتم إلقاء القبض عليه مع العشماوي، فمن الممكن أن  تكون عناصر التنظيم فعلت ذلك كنوع من أنواع الانتقام، والسبب الثالث هو الرغبة في إثبات أنها موجودة على الساحة القتالية في ليبيا.

خبراء يفندون أسباب
وفي تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أيد هذا الأمر المحلل السياسي الليبي، مجدي إسماعيل، إذ قال إن الشكوك تحوم بشكل كبير حول تنظيم القاعدة؛ خاصة أن التنظيم بدأ منذ الشهور الأخيرة من عام 2018 يتراجع بشكل كبير أمام داعش، لذلك فيحاول حاليًّا استرجاع جزء من عافيته، وقد يكون هو من نفذ حادث مقبرة الهواري ظهر أمس الخميس.

ومن جانبه، قال هشام النجار، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، إنه سواء القاعدة أو داعش فكلاهما يخدم حاليًّا الأجندة القطرية التركية، والعملية جاءت لتعلن عن حضور هذه الميليشيات في بنغازي كرسالة مضمونها أنها لا تزال قادرة على تنفيذ عمليات على الرغم من سيطرة الجيش على المدينة.

وأكد النجار في تصريح لـ«المرجع»، أن هذه العملية تعكس حرص الميليشيات وداعميها على تفريغ انتصارات الجيش من مضمونها وقيمتها، والأهم أن العملية سبقت الدخول الكامل للجيش لطرابلس؛ حيث هناك مؤشرات قوية على قرب حسم المعركة، وسيطرة الجيش على طرابلس بعد أن صار على مشارفها، والميليشيات بهذه العملية تريد صرف الأنظار عن تلك التطورات بفتح جبهات فرعية، ومناوشة الجيش في جهات مختلفة.
"