ad a b
ad ad ad

مرصد الإفتاء يفنِّد أسباب لجوء التنظيمات الإرهابية لـ«التجنيد العائلي»

الثلاثاء 07/أغسطس/2018 - 04:53 م
دار الإفتاء  المصرية
دار الإفتاء المصرية
أحمد عادل
طباعة
في إطار فضح التنظيمات الإرهابية، وما تفعله من محاولات مستميتة لتمسكها بالحياة الدموية التي أدمنتها، وللعودة إلى الساحة العالمية من جديد، أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية دراسةً جديدةً يفند فيها أسباب لجوء التنظيمات الإرهابية لآلية التجنيد العائلي، خصوصًا بعد تلقيها ضربة قاصمة في سوريا والعراق بتجفيف منابع التمويل المالي والبشري، و«التجنيد أو الإرهاب العائلي»، يتم عبر تجنيد عناصر جديدة من داخل الأسرة الواحدة، خاصة بعد عمليات التزاوج التي أتمها تنظيم داعش الإرهابي أثناء وجوده داخل سوريا والعراق.

وأضاف المرصد في دراسته أن هناك عددًا كبيرًا من التقارير الدولية يشير إلى وجود علاقات قرابة تجمع الإرهابيين الأجانب، وتمتد وتتشعب تلك العلاقات إلى داخل الدول القادمين منها؛ ما يسهل على التنظيمات تجنيد أفراد الأسرة الواحدة بمنتهى اليسر.

واستدلت الدراسة بوقائع ملموسة قريبة للعيان، ومنها العملية الإرهابية التي وقعت في مايو 2018 بإندونيسيا؛ حيث استهدفت أسرة إندونيسية مكونة من 6 أفراد «أب-أم- 4 أبناء» 3 كنائس بمدينة «سورابايا»؛ ما أدى إلى مقتل 12 شخصًا، وإصابة 40 آخرين، وفي اليوم التالي للهجوم استهدفت أسرة أخرى مكونة من 5 أفراد مقرًّا للشرطة بهجوم انتحاري؛ ما أسفر عن إصابة العشرات.

كما شهدت أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية منذ سنوات عدة العديد من العمليات الإرهابية التي نفذها أبناء الأسرة الواحدة، في أبريل 2013 شهدت الولايات المتحدة تفجير ماراثون بوسطن، الذي نفذه الشقيقان جوهر؛ ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص، وإصابة 264 آخرين، وشهدت فرنسا في يناير 2015 هجومًا إرهابيًّا على صحيفة «شارلي إيبدو»، الذي نفذه الأخوان كواشي، الذي أودى بحياة 12 شخصًا، وإصابة 11 آخرين.

أما في المنطقة العربية، ففي يوليو 2015، أعلنت السلطات السعودية القبض على 3 أشقاء، يُعتقد أنهم على صلة بالهجوم الانتحاري الذي استهدف مسجدًا للشيعة في الكويت، والذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، كما تمكنت قوات مكافحة الإرهاب بتونس في فبراير 2016 من القبض على 3 إرهابيين أشقاء (فتاة وشابين)، كان أحدهم مصابًا بطلق ناري في منطقة سجنان بولاية بنزرت شمالي البلاد.

وحذَّرت الدراسة من صعوبة التحديات الأمنية لمواجهة ظاهرة الإرهاب العائلي؛ نظرًا لما ينطوي عليه هذا النوع من التجنيد من الكتمان المبالغ فيه والسرية الشديدة، خاصةً أن التنظيمات الإرهابية قد أحدثت آليات جديدة تساعد على التغلغل داخل البُنى الاجتماعية، ولكن ما تم استحداثه في الفترة الأخيرة هو قيام أبناء الأسرة أو العائلة الواحدة بالمشاركة في تنفيذ عملية إرهابية كبرى.

فيما أثارت عمليات «الإرهاب العائلي» العديد من التساؤلات حول أسباب انتشار هذه الظاهرة، هل هي اجتهاد شخصي على درجة قرابة بالأفكار الإرهابية مع إمكانية أن يقود ذلك أشخاص آخرون إلى الاهتمام بهذه الأفكار عينها؟ وهل يعني انتشار هذه الأفكار إيمان كل أفراد العائلة والأسرة بها وبنفس الدرجة؟ ولماذا تلجأ الجماعات الإرهابية إلى هذا النوع من التجنيد؟

ولفتت الدراسة النظر إلى أن تفسير تصاعد ظاهرة «الإرهاب العائلي» خلال الفترة الأخيرة يمكن أن يعود إلى الاعتبارات الاجتماعية والسياسية والأمنية، فيمكن القول إن السياسات العنصرية والتمييز وعدم الاندماج والتهميش داخل المجتمع، كلها دوافع تعجل ببعض ضحاياها -هم وذووهم أحيانًا- للالتحاق بالجماعات المتطرفة.
"