محمود البرعصي.. إرهابي عاد من الموت ليقود «داعش» في ليبيا

حديث «المسماري» جاء بعد ساعات قليلة من نشر ما يعرف بالمكتب الإعلامي لولاية ليبيا الداعشية إصدارًا جديدًا بعنوان «والعاقبة للمتقين»، ظهر فيه أبومصعب الليبي ملثمًا وهو يتحدث أمام جمع من مسلحي تنظيم داعش، ويؤكد تمسك الفرع الليبي بولاية «أبوبكر البغدادي»، الذي يعتبره التنظيم «خليفةً» وزعيمًا لجميع الأفرع الداعشية.

وخلال الفيديو ظهر «أبومصعب الليبي» وهو يحث عناصر التنظيم على مواصلة شن الهجمات الإرهابية، ويتوعد بمزيد من العمليات خلال الفترة المقبلة.

وبخلاف تصريحات اللواء أحمد المسماري، أوضح عدد من وسائل الإعلام الليبية أن الشخص الذي ظهر في الإصدار الداعشي هو «محمود البرعصي» أحد أبرز الإرهابين داخل الصحراء الليبية.

 رحلة «البرعصي» على طريق الدم

بدأ محمود البرعصي رحلته مع تنظيمي أنصار الشريعة الليبي، وداعش عقب الثورة الليبية في 2011، وكان من بين أبرز قادة تنظيم أنصار الشريعة، قبل عام 2014.

وانضم خلال تلك الفترة، إلى ما يُعرف بمجلس شورى ثوار بنغازي، وهو عبارة عن تجمع لعدد من الجماعات الإرهابية الموجودة في مدينة بنغازي الليبية، وكان المجلس محسوبًا على تنظيم القاعدة.

وبث المجلس كلمة للبرعصي أثناء وجوده في بنغازي، قال فيها: «إن الديمقراطية كفر، وإننا ليس لنا قدوة سوى الشيخ أسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري».

وفي يوليو عام 2014، أعلن تنظيم داعش في سوريا والعراق تأسيس ما سمّاه بـ«الخلافة»، واختار زعماء التنظيم أبوبكر البغدادي ليتولى منصب الخليفة.

وبحسب معلومات حصل عليها «المرجع» فإن عددًا من الجماعات الإرهابية الليبية أرسلوا ممثلين عنهم إلى سوريا عقب إعلان خلافة داعش، والتقى الليبيون قيادات داعشية في مجلس الشورى واللجنة المفوضة الداعشية، واتفقوا على إعلان الولاء للبغدادي وتأسيس فرع جديد في ليبيا.

وكان «البرعصي» أحد القيادات الإرهابية الداعمة لبيعة «البغدادي»؛ ولهذا السبب فصلته جماعة أنصار الشريعة منها خلال 2014.

وبعد إعلان داعش، قبوله بيعة الجماعات الإرهابية الليبية في نوفمبر 2014، أكد  رئيس قسم التحقيقات الجنائية بمكتب النائب العام الليبي، الصديق الصور أن محمود البرعصي هو الذي أسس فرع داعش في بنغازي، مضيفًا أنه كان يجتمع بقادة التنظيم الإرهابي داخل ما يسمى «البيت الأبيض».

وعقب سيطرة الجيش الوطني الليبي على مدينة بنغازي، فر «البرعصي» إلى مدينة بني وليد، والتحق بسرايا الصحراء التي أسسها القيادي الدعشي مالك الصادق الحازمي، الذي كان أميرًا لما يعرف بولاية برقة الداعشية في وقت سابق.

وتوارى «البرعصي» عن الأنظار، عقب الهجوم الذي شنته العناصر الإرهابية الداعشية على قسم شرطة العقيلة التابع لمديرية أمن أجدابيا الليبية في يوليو 2018، لكن اللواء أحمد المسماري عاد ليسلط الضوء على أمير داعش «العائد من الموت» في مؤتمره الصحفي مساء الأحد الماضي.