رغم الرعاية التركية له.. «أنقرة» تتهم صحيفة أمريكية بالترويج للإرهاب
اتهم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، بالترويج لجماعة إرهابية بعد نشرها مقالًا صادرًا عن أحد مؤسسي حزب العمال الكردستاني «جمال بايك»، الذي تدرجه أنقرة تحت قوائم الإرهاب، دعا فيه «بايك» إلى حل سياسي للقضية الكردية داخل حدود تركيا.
وقالت وزارة الخارجية التركية: إن حزب العمال الكردستاني استفاد من المقال كأداة للدعاية؛ ما يتعارض مع قرارات سابقة للولايات المتحدة بحظر الترويج للجماعات الإرهابية عبر المؤسسات الإعلامية.
كما أشارت الخارجية إلى أن الحزب صُنف على أنه منظمة إرهابية من قِبل العديد من الدول، بما فيها الولايات المتحدة.
وحمل مقال «واشنطن بوست» عنوان «الآن هي لحظة السلام بين الأكراد والدولة التركية دعونا لا نضيعها»؛ وقال «بايك» فيه: «تركيا والأكراد في مرحلة حرجة، ولدينا الآن الفرصة لحل النزاع وتحويله إلى سلام دائم، والفرصة قد لا تأتي مرة أخرى».
كما أشار إلى أن حزب العمال الكردستاني حاول التفاوض مع الحكومة التركية، وفشلت تلك المحاولات، لعدم التزام «العدالة والتنمية» الحزب الحاكم في البلاد.
ولفت «بايك» إلى أن تركيا كثفت من عملياتها ضد أهداف حزب العمال الكردستاني في العراق وسوريا، وشنت هجمات على مناطق سورية استولت عليها قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصارًا بـ«قسد»، والمدعومة من الولايات المتحدة، بعدما هزمت تنظيم «داعش» الإرهابي.
وأضاف أن اعتقال وسجن زعيم حزب العمال الكردستاني «عبدالله أوجلان» الذي اعتقلته المخابرات التركية بمساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1999 بكينيا، تزامن مع وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، داعيًا إلى تخفيف ظروف اعتقال زعيم الحزب من سجنه في جزيرة إيميرالي.
وخلال الأسابيع الماضية نفذت القوات التركية عمليات ضد مواقع الأكراد في البلاد؛ إذ أطلق الجيش عملية تستهدف المسلحين الأكراد شمالي العراق، إضافة إلى أنها قتلت نحو 58 من مقاتلي حزب العمال الكردستاني كجزء من العملية.
وفي هذا الشأن، قال كرم سعيد، الخبير في الشؤون التركية، في تصريح لـ«المرجع»: إن حل القضية الكردية في تركيا من الممكن أن يلعب دورًا حاسمًا في تحقيق السلام بالشرق الأوسط، لكن «أردوغان» يرفض ذلك، مضيفًا أن حل تلك المسألة سيكون له أثر كبير على الوضع الكردي في المنطقة؛ خاصة في سوريا التي يرتبط معظم أكرادها بحزب العمال الكردستاني عبر حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يرأسه صالح مسلم.
وفي الوقت ذاته، أشار الخبير في الشؤون التركية، إلى أن حل المسألة الكردية يمثل قلقًا لأنقرة؛ إذ يمكن أن يتطور الوضع إلى كيان مستقل، ولذلك هدّدت تركيا سابقًا بأنها ستدخل الشمال السوري عسكريًّا.





