شلل المرافق واختلاق الأزمات.. خطة «أردوغان» في إسطنبول لإسقاط أوغلو
بدأ أنصار العدالة والتنمية (الحزب الحاكم في تركيا الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان)، اختلاق مشكلات لإفشال مهام أكرم إمام أوغلو بمنصب رئيس بلدية إسطنبول الكبرى الجديد، بعدما فشل الحزب في حصد المنصب.
تهديد صريح
وفاز أوغلو، مرشح المعارضة، أكرم
إمام بمنصب رئيس بلدية إسطنبول الكبرى في انتخابات 23 يونيو الماضي، بفارق 800 ألف
صوت تقريبًا عن مرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلدريم، في جولة إعادة فشل فيها الحزب
الحاكم في تعديل خسارته الأولى.
وكان أردوغان قد هدّد إمام أوغلو قبل إجراء الانتخابات بأنه لن يستطيع
العمل حتى إن فاز برئاسة بلدية إسطنبول، وأن أعضاء حزب العدالة والتنمية يشكّلون الأغلبية
في مجلس البلدية.
وبعد هذا التهديد الذي ألمح فيه أردوغان، إلى أن أعضاء حزبه يخططون لعرقلة
صدور قرارات من المجلس حتى يفشل إمام أوغلو في مهمته وتسوء سمعته أمام سكان إسطنبول،
ربما حصل أتباع الرئيس على الضوء الأخضر للتنفيذ.
مخطط الإرباك
وبحسب ما نقلته صحف محلية تركية، فإن أزمة المواصلات كانت بداية
«خطة عرقلة أوغلو»، التي سينفذها حزب العدالة والتنمية، بعدما ضغط على الزر
لخلق مشكلات عديدة.
وبدأت الأزمات في وسائل المواصلات في اليوم التالي للانتخابات، إذ بدأت
خطوط الحافلات والمترو والترامواي والحافلات المفصلية تعمل بشكل جزئي حسب مخطط العمل
في عطلات نهاية الأسبوع، بالرغم من أن يوم الاثنين كان بداية الأسبوع.
وتعمد سائقو المترو الانطلاق بقطاراتهم دون تشغيل أجهزة التكييف، بالرغم من ارتفاع درجات الحرارة في إسطنبول، زاعمين أن المكيفات عاطلة لا تعمل، وإلغاء خطوط الحافلات المتجهة إلى مطار إسطنبول من البلدات المختلفة، بشكل مفاجئ، وحدوث خطأ مفاجئ في نظام محاسبة الركاب الخاص بكارت إسطنبول، ليتم تحصيل أموال زائدة من المواطنين.
عرقلة متعمدة وإسقاط مقصود
وتحذر صحف معارضة، من أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من المفاجآت بهدف
سبيل عرقلة رئيس بلدية إسطنبول الجديد الذي بات الاسم الأبرز في المشهد السياسي التركي
في الآونة الأخيرة.
ويسعى حزب أردوغان لإسقاط أوغلو، ليس فقط من أجل صدارة الحزب الحاكم في
مواجهة حزب المعارضة، لكن أيضًا لتحجيم دور رئيس إسطنبول الجديد الذي يُهدد عرش أردوغان.
وبحسب محللين، فالانتخابات التركية المحلية التي أجريت في يونيو الماضي،
كشفت أن الشعب التركي منزعج من الحزب الحاكم، وبالتحديد من رئيس الجمهورية رجب طيب
أردوغان، ومن شكل إدارة البلاد، وأنه يبحث عن بدائل.
ووضع إمام أوغلو، قدمه على الأرض بشكل فعال في مواجهة أردوغان، رغم أن الكثير من الأشخاص لم يكونوا على علم بإمام أوغلو قبل 6 أشهر من الآن بأنه سينجح في كسب ناخبي الحزب الحاكم، حتى أن محللين أتراكًا يعتبرون أنه «عندما يأتي الأوان سيكون مرشحًا لرئاسة الجمهورية».





