الصين تتحدى عقوبات «ترامب» النفطية وتتعاون مع إيران
في الوقت الذي كانت تنسحب الدول وتتبرأ من علاقتها بإيران، كانت الصين تزيد استثماراتها في أسواق طهران ودشنت مشروع قطار من منطقة منغوليا الداخلية داخل الصين إلى الأراضي الايرانية بعد إعلان ترامب انسحابه من الاتفاق النووي في مايو من العام الماضي.
وأعلن مبعوث الصين للمحادثات النووية لإيران
في فيينا، أمس رفض بلاده للعقوبات الأمريكية على شراء النفط الإيراني، مشيرا إلى
أن بلاده ترغب في شرائه دون اي اعتبار للعقوبات المفروضة.
وقال مبعوث الصين فو تسونغ المدير العام لإدارة الحد من التسلح بوزارة الخارجية بالصين، «نحن نرفض فرض العقوبات من جانب واحد.. بالنسبة لنا أمن الطاقة مهم واستيراد النفط مهم لأمن الطاقة الصيني وأيضًا لمعيشة الشعب..نحن لا نقبل هذا ما يسمى سياسة الولايات المتحدة الصفرية».
وأوضح أن جميع الدول المشاركة في المحادثات لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني أعربت عن أسفها إزاء انسحاب الولايات المتحدة و «سياسة الضغط» الأمريكية.
وكان الرئيس الصيني، شي جين بينغ، أعلن أن بلاده ستعمل على تطوير علاقاتها مع إيران بشكل مطرد، بغض النظر عن تغير الوضعين العالمي والإقليمي، وفقا لما ذكرته وكالة «شينخوا» الصينية للأنباء.
وقال شي ذلك خلال اجتماع عقده مع الرئيس الإيراني، حسن روحاني، على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة بيشكيك عاصمة قرغيزستان منتصف الشهر الجاري.
ونقلت وزارة الخارجية الصينية عن شي قوله: «بغض النظر عن التغيرات في الوضعين العالمي والإقليمي تنوي الصين، بالتعاون مع إيران، بذل جهودها لدعم التطور المستقر للعلاقات الصينية الإيرانية القائمة على الشراكة الاستراتيجية الشاملة».
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«المرجع» أن إيران كانت طوال الوقت تصدر النفط في السوق السوداء لكن بثمن بخس؛ مبينًا أن 30% من ثمن كل شحنة كان يذهب لسماسرة النفط وكان يتم تصدير ما يقارب نصف مليون برميل يوميًّا.
وتابع: أن إنتاج النفط لم يتوقف لأن معدات شركات النفط لو توقفت لتعطلت عن العمل واحتاجت إلى إعادة تجهيز وصيانة لذلك يتم تخزين كميات كبيرة في مخازن برية وبحرية، لافتًا إلى انه بالرغم من أن طهران ليس لديها قدرة على غلق مضيق هرمز لكنها تستطيع تهديد الملاحة من حين لآخر كما وقع في حوادث الاعتداء على ناقلات النفط حين قفز سعر البرميل من 59 إلى 62 دولارا، وهناك تهديدات إيرانية صريحة برفع سعر البرميل إلى 100 دولار، فالحرس الثوري يمكنه وقف إنتاج النفط في جنوب العراق مثلًا عبر إشعال الموقف في تلك المحافظات كما حدث من قبل أو إثارة القلاقل في مناطق إنتاج النفط في نيجيريا أو في اي دولة نفطية مما سيؤثر على الإنتاج العالمي.





