انتخابات إسطنبول.. طعنة لحزب «أردوغان» وصحوة للمعارضة
الخميس 27/يونيو/2019 - 12:02 م
شيماء حفظي
تتوالى ردود الفعل على نتائج جولة الإعادة في انتخابات المحليات في بلدية إسطنبول التركية، والتي تلقى حزب العدالة والتنمية الحاكم، بها هزيمة قاسية.
أردوغان
وفي أول تعليق منه على نتائج انتخابات إسطنبول، قال الرئيس التركي وزعيم العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان، خلال اجتماع أعضاء الحزب من أجل دراسة نتائج الانتخابات إن حزبه تلقى «طعنة من الخلف».
وأشارت تصريحات أردوغان، إلى مساعي الرئيس التركى السابق، عبد الله جول، ورئيس الوزراء السابق، أحمد داود أوغلو، اللذين يحضِّران لحزب جديد.
وقال أردوغان: إن إسطنبول مدينة مهمة، لكن تركيا ليست مقتصرة على إسطنبول فقط، والحزب موجود في شتى أرجاء البلاد وسيواصل العمل، في محاولة لتخفيف وطأة خسارة المدينة على أتباعه.
ويبدو أن أردوغان، بدأ يستوعب الانشقاقات التي لاحت في أفق الحزب، خاصة بعدما تواردت أنباء عن انفصال 80 عضوًا للانضمام إلى الحزبين الجديدين.
ومثلت تلك الأنباء صدمة لحزب أردوغان، الذي تلقى أكبر هزيمة له منذ تأسيس الحزب في عام 2001، ثم انتخب رئيسًا للوزراء بين عامي 2003 و2014، قبل أن يصبح رئيسًا للبلاد، خاصة أن إسطنبول كانت «حصان» الرهان عند أردوغان، ووصفها بأن «من يفوز بها يفوز بتركيا بأكملها».
إمام أوغلو
وفي جولة إعادة الانتخابات في إسطنبول - بناء على مطالب من حزب العدالة والتنمية - فاز «أكرم إمام أوغلو» برئاسة بلدية إسطنبول بفارق قياسي عن منافسه «بن علي يلدرم» مرشح الحزب الحاكم.
وفاز «إمام أوغلو» ببلدية إسطنبول مرشحًا عن حزب الشعب الجمهوري المعارض في انتخابات المحليات التي جرت في 31 مارس، على حساب مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم، ورئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم، لكن اللجنة العليا للانتخابات قررت إعادة التصويت في إسطنبول في 23 يونيو، بعد طعون تقدم بها حزب العدالة والتنمية بحجة وقوع مخالفات تصويتية كبيرة، ليفوز إمام أوغلو مجددًا وبفارق كبير يصل إلى نحو 800 ألف صوت الأحد الماضي
وعلى الجانب الآخر، قال رئيس الوزراء السابق وزعيم الحزب الحاكم السابق أحمد داود أوغلو إن سكان إسطنبول اتخذوا قرارهم النهائي في انتخابات بلدية إسطنبول المعادة.
وكان «داود أوغلو» وجه انتقادات لأداء حزب العدالة والتنمية بسبب قرار إعادة الانتخابات، ووجه رسالة مفتوحة للشعب التركي قبيل الانتخابات قال فيها: «نحن اليوم نقف على عتبة تاريخية حاسمة.. لقد أعربت عن تقديراتي وهواجسي بشأن بلدنا وحزبنا في المراحل الحرجة التي جرت خلال السنوات الثلاث الماضية، مباشرة إلى رئيسنا، شفهيًّا وخطيًّا، لكنني اخترت ألا أشاركها مع الرأي العام حتى لا تتحول إلى ذرائع لنقاشات سيئة النوايا من قبل أطراف مختلفة».
وأضاف: «لقد أظهرت انتخابات مارس نتائج مهمة، نحتاج إلى دراستها بحكمة وعقلانية، وقد وجهت رسائل مهمة بالنسبة لمستقبل حزبنا وبلدنا للنظر فيها، ومن الأهمية بمكان فهم هذه الرسائل وجعلها ذات أولوية.. وإذا لم يتم استخلاص الرسائل المهمة من التغييرات التي ظهرت في توجهات شعبنا، واتخاذ الخطوات الواجب القيام بها بحزم، فإن مرحلة صعبة تنتظرنا نحن كحزب العدالة والتنمية، وتنتظر بلدنا تركيا أيضًا».
وتابع أحمد داود أوغلو: «يتعين علينا مواجهة حقيقة التراجع في الدعم الشعبي لحزبنا وتقييم ذلك بطريقة حكيمة، وخاصة فيما يتعلق بنتائج رئاسات بلديات أنقرة وإسطنبول، والتي تمثل رموزًا مهمة لحركتنا في التكتل والمضي إلى السلطة، ولطالما كانت تحت إدارة كوادرنا منذ ربع قرن».
وهنا يقف أوغلو، على أعتاب المعارضة أكثر منها إلى جانب حزب أردوغان، ما قد يعطي مؤشرًا على التحدي الذي يواجه أردوغان الآن، وتناقص حلفائه.





