«أردوغان» يواصل مسلسل ضرب جيشه.. المال مقابل الإعفاء من الخدمة العسكرية
السبت 29/يونيو/2019 - 01:28 م
محمد عبد الغفار
يتربص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالجيش، منذ مسرحية الانقلاب التي وضع السيناريو الخاص بها في يوليو 2016، بهدف التخلص منه والسيطرة عليه من خلال أتباعه، وهو ما يساهم في استقرار الحكم له.
لم يكتفِ أردوغان بإلقاء القبض على المئات من أفراد الجيش، بتهمٍ مُختلفة، سواء المشاركة في مسرحية الانقلاب، أو الانضمام لجماعة «فتح الله جولن»، أو التآمر ضد الدولة، لكنه سعى إلى القيام بالمزيد من الإجراءات، التى كان آخرها موافقة البرلمان التركي على قانون جديد يقضي بتخفيض مدة الخدمة العسكرية الإلزامية في الجيش، ما أثار جدلًا واسعًا في البلاد، خاصة وأن هذا القرار سيؤثر بقوة على قوة الجيش ومكانته.
ويقضي القانون الجديد بتقليص مدة الخدمة العسكرية الإلزامية إلى 6 أشهر بالنسبة للجنود وضباط الصف بعد أن كانت عامًا كاملًا، و12 شهرًا لضباط الاحتياط، على أن تزيد المدة أو تنقص وفقًا لقرار رئيس الجمهورية ووفقًا لحاجة البلاد، ولم يوضح القانون الحالات التي يمكن أن تزيد فيها مدة الخدمة بالجيش، ووافق على القانون الجديد 335 نائبًا من أصل 600، بينما رفض 17، وامتنع أو غاب عن التصويت باقي الأعضاء.
كما تضمن القانون الجديد بنودًا أخرى مثيرة، مثل إمكانية حضور المواطن للتدريبات العسكرية لمدة شهر واحد فقط، ثم يتم إعفائه من باقي المدة والمقررة بخمسة أشهر، على أن يدفع «31 ألف ليرة تركية» ما يقارب «5371 دولارًا أمريكيًّا».
ويفتح القرار الجديد الباب أمام عدم انتظام العديد من الشباب الذين ينتمون إلى الطبقات ذات الدخل المرتفع في الخدمة العسكرية، كما يعد حيلة من حزب العدالة والتنمية الحاكم لمواجهة الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها البلاد، ومحاولته جمع أكبر قدر ممكن من الأموال بشتى الطرق.
وأعلن حزب العدالة والتنمية أن القرار الجديد يهدف إلى خفض التكلفة في الجيش، والاعتماد بصورة أكبر على المقاتلين المحترفين بعيدًا عن الشباب الذي لا يُجيد التعامل مع الأسلحة بسرعة، وتكون عملية تدريبه صعبة ومعقدة، ولكن يبدو أن الحقيقة تُخالف ما أعلنه الحزب، إذ تعتمد العديد من الدول حول العالم على نظام الخدمة العسكرية الإلزامية، وهو ما يؤكد أن أردوغان ونظامه يهدفون إلى تحقيق آمال ورغبات أخرى غير معلنة.
ويأتي هذا القرار استمرارًا للمعاملة السيئة التي ينتهجها أردوغان ضد الجيش التركي، إذ اعتقل وفصل بصورة تعسفية 2049 عسكريًّا خلال العام الماضي 2018، بواقع 1122 من القوات البرية، و432 من القوات البحرية، و795 من القوات الجوية، كما سحب الرتبة العسكرية من 176 عسكريًّا متعاقدًا في القوات التركية.





