ad a b
ad ad ad

مقديشو.. خطوات حكومية جادة على صعيد استعادة الاستقرار بالصومال

الأربعاء 26/يونيو/2019 - 08:52 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة

كشف وزير الأمن الصومالي، محمد أبوبكر إسلو، الأحد 23 يونيو، عن خطة أمنيَّة جديدة لاستعادة الأمن في العاصمة مقديشو، إذ وعد بفتح معظم الطرق في العاصمة، كما أشار إلى أن حكومته ستستخدم أجهزة متطورة لضبط الأمن.

نائبة مفوض الشرطة،
نائبة مفوض الشرطة، زكية حسين

وحث محمد أبوبكر إسلو، سكان العاصمة على التعاون مع أجهزة الأمن الحكومية من أجل التصدي للأعمال المخلة بالأمن.


فيما قالت نائبة مفوض الشرطة، زكية حسين: إن التعاون بين الشرطة والسكان أدي إلى  تحسين الأمن في العاصمة، في حين كثفت القوات عملياتها لتحقيق الاستقرار في المدينة.


والعاصمة الصومالية مقديشو، ذات موقع جغرافي واستراتيجي، ما جعلها مركزًا مُهمًا في حركة التجارة العالمية، إذ تقع على الساحل الغربي للمحيط الهندي، وتمتد مساحتها على أكثر من عشرين كيلومترًا مُربعًا، وتحيط بها مياه المحيط الهندي من الجنوب والشرق، ويحدها إقليم شبيلي الوسطى من الشمال، وإقليم شبيلي السفلى من الشمال الغربي، فيما يبلغ عدد سكانها حوالي مليوني نسمة، ويقدر معدل نمو سكانها بنحو 7% جراء موجات النزوح التي تتجه إليها، فرارًا من المناطق الأخرى الأقل أمنًا، بسبب الصراع الدائر بين الحركات الإرهابية المسلحة والحكومة الصومالية منذ عام 1991.


والصومال أرضٌ خصبةٌ لنشأة وظهور التنظيمات الإرهابية، إذ ظهر فيها حركة شباب المجاهدين الإرهابية من قبل الظهير الاجتماعي المُتمثل في بعض القبائل المتحالفة ضد الأخرى، ودعم التجار والسياسيين لها .


و«شباب المجاهدين»، حركةٌ مُتطرفةٌ ظهرت عام 2006 كإحدى الأذرع العسكرية تحت ما يسمى اتحاد المحاكم الإسلامية في الصومال، التي كانت تُسيطر وقتها على العاصمة مقديشو، وتسعى لإقامة ما يسمى بـ«الخلافة الإسلامية» في البلاد.


وفي بدايتها ساندت شباب المجاهدين اتحاد المحاكم؛ حيث خاضت معارك ضد القوات الحكومية، ثم أعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة الإرهابي في عام 2012، وكانت تضم في صفوفها حينها نحو 9000 عنصر.


وتبنت الحركة، مجموعة من التفجيرات داخل البلاد ومُحيطها في المناطق الحدودية مع كينيا، ووضعتها الولايات المتحدة الأمريكية في قائمة الحركات الإرهابية في فبراير عام 2008، وتتمتع الحركة بنفوذٍ كبيرٍ في الريفِ الصومالي وتُسيطر على بعضِ المناطقِ الشمالية والجنوبية في العاصمة مقديشو.


وكانت تقاريرٌ أمريكيةٌ صادرةٌ في 2013، أكدت تورط كلٍّ من قطر وتركيا في تمويل حركة شباب المجاهدين، وجمعت بفضل هذا الدعم كمياتٍ كبيرةً من الأسلحة والذخيرة، وذلك عن طريق الجمعيات الخيرية، كما تقوم الحركة بعمليات قرصنة على السفن العابرة لمضيق باب المندب بالساحل الأفريقي، ما يتيح لها توافر العوامل المادية لشراء الأسلحة والذخيرة .

مقديشو.. خطوات حكومية

استهداف مقديشو:

وقد زادت عمليات حركة شباب المجاهدين في مقديشو، واستفادت الحركة من حالة الضعف والتراخي التي يُعاني منها قوات الجيش الصومالي، فتمكن عناصر الحركة من السيطرة على منطقة من إقليم شبيلي السفلى المجاور للعاصمة مقديشو، وذلك بعد أن انسحبت منها كتيبة من الجيش الكيني، وتُعد هذه المنطقة محورية، بسبب مرور الطريق الساحلي منها، وهو الطريق الرابط بين مقديشو ومدينة مركا، ولكن تخلي الجيش عنها يكشف عمق الأزمة التي تعاني منها البلاد.


كما شهدت العاصمة أبرز الحوادث الإرهابية فى تاريخ البلاد، ففي أكتوبر 2018 شنت الحركة هجومًا انتحاريًّا استهدف رتلًا عسكريًّا إيطاليًّا وسط العاصمة بسيارة مفخخة، ما أسفر عن إصابة 5، وفي نوفمبر 2018، قامت الحركة بتفجير 3 سيارات ملغومة في فندق بمقديشو، ما أدى إلى مقتل 17 شخصًا على الأقل، وأُصِيبَ آخرون، وفي يناير 2019، قامت الحركة، بقصف مجمع تابع للأمم المُتحدة فى العاصمة، ما أدى إلى إصابة 3 أشخاص.

إستراتيجية مكافحة الإرهاب في الصومال:

وفي دراسة  لمؤسسة RAND، نُشِرَت في عام 2016، قالت: إنه بالرغم من تبديد جهود حركة الشباب في الفترة الماضية، نستنتج أنه فى الفترة من عام 2011 إلى 2016، لم تنهزم الحركة علي الإطلاق بل استعادت نفوذها في بعض المناطق المجاورة للعاصمة، وعلى الحكومة والقادة العسكريين في البلاد اتخاذ خطوات عاجلة، لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية.

وأشارت الدراسة إلى أن استراتيجية التدخل وفق متطلبات الوضع القائم أدت دورًا حيويًّا في تقويض الحركة الإرهابية، وانطوت الاستراتيجية على نشر عددٍ صغيرٍ من عناصر قوات العمليات الخاصة الأمريكية، بهدف شن ضربات مستهدفة وتوفير معلومات استخباراتية وبناء قدرات القوات من الشركاء المحليين لتمكينها من تنفيذ عمليات برية.

وبالرغم من كل ما سبق ذكره، يرى مراقبون أنه لايزال مُمكنًا عكس مجرى تطورات الوضع  في الصومال في ظل غياب الضغوط المتواصلة والثابتة على قوى الإرهاب وانعدام الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولابد من الإشارة إلى أن حركة الشباب الإرهابية لم تتنازل قط عن طموحها بالسيطرة على البلاد، ولاتزال قادرة على بسط سيطرتها مجددًا على الأراضي المتنازع عليه.

الكلمات المفتاحية

"