ad a b
ad ad ad

«خلايا الصواريخ».. أيادٍ إيرانية تعبث بأمن العراق

الجمعة 21/يونيو/2019 - 03:57 م
المرجع
أحمد سلطان
طباعة

قبل نحو أسبوع، كانت الأوضاع داخل معسكر التاجي العراقي الواقع قرب بغداد، تسير بصورة روتينية، كعادتها في ليالي الصيف الحارة، لكن الهدوء لم يستمر طويلًا، فخلال ساعات الظلام سقطت 3 صواريخ كاتيوشا على المعسكر الذي استقبل مؤخرًا عددًا من القوات الأمريكية.


دوت الانفجارات بصورة متتالية داخل المعسكر، بينما فرضت القوات العراقية المسؤولة عن المكان طوقًا أمنيًّا حول المعسكر، ولم تسمح لأحد بالاقتراب منه.


مر اليوم التالي بطيئًا، وسط روتين إجراءات التحقيق المتبعة من قبل القوات العراقية، التي استعانت بالخبراء الأمريكيين، لكن قبل أن يغلق هذا التحقيق سقطت صواريخ من نفس الطراز بالقرب من قيادة عمليات نينوى العراقية في شمال العراق.


ومن الشمال إلى الجنوب واصلت «خلايا الصواريخ» عملياتها الإرهابية، فاستهدفت إحدى الخلايا منطقة حفر نفطية داخل منطقة البرجسية في محافظة البصرة؛ ما أسفر عن إصابة 3 أشخاص.


توصلت الأجهزة الأمنية العراقية إلى أطراف الخيط الذي يقود إلى «خلايا الصواريخ»، بعد معلومات حصلت عليها بخصوص انتماء هذه المجموعات إلى كتائب، ووحدات من الحشد الشعبي الشيعي.


حاول رئيس الوزراء والقائد العام للجيش العراقي عادل عبدالمهدي احتواء الموقف، فأصدر بيانًا مطولًا قال فيه إن بعض التشكيلات المسلحة تستخدام أراضي العراق لأعمال عسكرية ضد أهداف ودول وقوى خارج إرادة الدولة العراقية، مقررًا منع عمل أي قوة مسلحة عراقية أو غير عراقية خارج إطار القوات المسلحة أو خارج إشرافه شخصيًّا.


أصابع إيران

بحسب المعلومات التي تضمنها بيان القائد العام للقوات المسلحة العراقية فإن بعض الميليشيا الشيعية المندرجة تحت قيادة قوات الحشد الشعبي هي المسؤولة عن عمليات استهداف القواعد التي توجد بها القوات الأمريكية، رغم عدم تبني أي جهة للهجوم رسميًّا، وذلك ضمن التوترات التي تمر بها المنطقة، على خلفية الصراع بين الولايات المتحدة وإيران.


ووفقًا لعدد من التقارير السابقة التي نشرها «المرجع» فإن إيران تسعى للاستفادة من أذرعها المسلحة الموجودة في العراق وغيره من الدول؛ لاستهداف القوات الأمريكية الموجودة في المنطقة، ومحاولة إيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوفها؛ لإقناع الولايات المتحدة بالتكلفة الكبيرة للحرب مع إيران.


ويرتبط عدد من التشكيلات المسلحة المندرجة تحت قيادة الحشد الشعبي بنظام الملالي، ومن بينها فيلق بدر، وسرايا السلام وغيرها.


وزار قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني العراق في أكثر من مناسبة، وظهر على الجبهات أثناء المعارك التي دارت بين القوات العراقية وتنظيم داعش.


«العمليات المشتركة» تحاول احتواء الموقف

عقب الهجمات التي شنتها خلايا الصواريخ، كلفت قيادة العمليات المشتركة جميع الأجهزة الاستخبارية بجمع المعلومات، وتشخيص الجهات التي تقف خلف إطلاق الصواريخ والقذائف على عدد من المواقع العسكرية والمدنية في بغداد والمحافظات؛ لتتخذ القوات الأمنية الإجراءات الرادعة ضدها.

وأكدت قيادة العمليات المشتركة في بيان صادر عنها أن القوات الأمنية بكل تشكيلاتها، لن تسمح بالعبث بأمن العراق والتزاماته، وستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه، إرباك الأمن، وإشاعة الخوف والقلق، وتنفيذ أجندة تتعارض مع مصالح العراق الوطنية.


الهاشمي: خلايا الصواريخ تعمل بدون التنسيق مع قيادة الحشد الشعبي

‏من جانبه، اعتبر هشام الهاشمي، الخبير والمستشار الأمني لدى الحكومة العراقية، أن «خلايا الصواريخ» عبارة عن مجموعة خاصة لديها «حماسة مفرطة»، مضيفًا أنهم من الموالين لمحور إيران عقيدةً ومنهاجًا.

وأضاف الهاشمي، في تدوينة له عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن أفراد خلايا الصواريخ يعتقدون أنهم بهذه الأفعال غير المنسقة مع قيادات الفصائل الشيعية العراقية، سيستطيعون تقديم دعم لإيران يرجح كفتها في ميزان تصعيد الخصومة مع أمريكا.


ووصف الخبير العراقي هذه الأفعال بـ«الحماقة»، مشيرًا إلى أنها شكلت ورقة ضغط لأمريكا على إيران، كما خالفت قرارات عادل عبدالمهدي المتعاطف مع الحشد الشعبي.


وأوضح الهاشمي أن إطلاق الصواريخ أوقع قيادت هيئة الحشد الشعبي والقيادة المشتركة العراقية في حرج شديد، وقدم تبريرًا لأمريكا لاستهداف معسكرات وقيادات معادية تعتبر أهدافًا لها في العمق العراقي، مؤكدًا أنهم أثبتوا كذب خطاب الحكومة حول الاستقرار النسبي، ودعوة الشركات الكبيرة للاستثمار في العراق.

"