بعد تبنيه عمليات إرهابية.. «داعش» يُفخخ منطقة الساحل الأفريقي «تفاصيل»
الجمعة 21/يونيو/2019 - 06:58 م
أحمد عادل
تعيش منطقة الساحل الأفريقي حالة من الغليان جراء العمليات الإرهابية التي تنفذها التنظيمات الموجودة في تلك المنطقة، وكان «داعش» من بين التنظيمات التي تحاول وضع موطئ قدم والانتشار؛ خاصًة بعد انتهاء وجود التنظيم في سوريا والعراق، ومنذ إعلان زعيم التنظيم «أبوبكر البغدادي» في حديثه أواخر أبريل الماضي، والذي ظهر فيه بعد غياب لمدة 5 سنوات، إقامة ما تسمى ولاية وسط أفريقيا، ومن بعدها ينفذ التنظيم الإرهابي الكثير من العمليات في تلك المنطقة.
وأعلن تنظيم داعش الإرهابي، في العدد الجديد من مجلة النبأ، الصادر أمس الخميس، عن تبني العديد من العمليات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي، لعل أبرزها إسقاط مروحية لإحدى القوات الأجنبية على الحدود بين مالي والنيجر؛ ما أسفر عن مقتل عدد من قوات الجيش المالي والقوات الأجنبية، بعدما اشتبكوا مع عناصر من التنظيم الإرهابي.
وأضاف التنظيم أنه استهدف بعبوة ناسفة آلية تابعة للقوات الأمريكية في دولة النيجر؛ ما أدى إلى مقتل جنديين أمريكيين، كما أفاد التنظيم أن عناصره نفذوا عملية أخرى في دولة مالي، من خلال تصفية أحد قادة الحركة الوطنية لتحرير أزواد الناشطة في دولة مالي، وتبنى داعش الهجوم الإرهابي على الجيش النيجيري، وتدمير دبابتين و4 عربات مدرعة، وآلية رباعية الدفع في شمال شرق البلاد؛ ما أسفر عن مقتل 32 من القوات النيجيرية، وذلك عن طريق أحد أفرع داعش، وهي جماعة بوكوحرام.
وتبنى تنظيم داعش الهجوم الذي شنته بوكوحرام يوم الأحد الماضي على ثكنة عسكرية تابعة للجيش النيجيري في بلدة غجيرم شمالي نيجيريا، وقتلوا 12 فردًا من القوات النيجيرية، وإصابة آخرين، وفي هجوم آخر على الجيش الكاميروني في مدينة فوتوكول الحدودية مع دولة نيجيريا، والذي شنته العناصر يوم الإثنين الماضي، وأسفر عن مقتل 17 جنديًّا؛ جراء هجوم شنته مؤخرًا جماعة بوكوحرام، وكان آخر العمليات الإرهابية التي نفذها داعش، هو تبنيها الهجوم على المدنيين في قرية بيليهيدي شمال بوركينا فاسو، راح ضحيته 15 مدنيًّا، وفق ما أعلنه الجيش البوركينابي.
وتعاني قوة الساحل من نقص في التمويل والتدريب، والافتقار للتجهيزات.
وتسعى القوى الإقليمية والدولية التي تترأسها الولايات المتحدة الأمريكية، الحد من انتشار ودحر إرهاب التنظيمات المسلحة، والتي تأسست في عام 2014، ومعروفة باسم قوات الـ«G5»، وتضم بوركينا فاسو، ومالي، وموريتانيا، وتشاد، ونظرًا لكون غرب أفريقيا بمناجمها ومواردها القيمة محورًا مهمًا للدول الكبرى، كما أن استقرارها الأمني نقطة مفصلية لاستقرار عدد من الدول الأخرى.
وفي 2017 أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أن بلادها ستمنح 1.7 مليار يورو لدعم مجموعة دول الساحل في حربها على الإرهاب، كما افتتحت فرنسا في أكتوبر 2018 أكاديمية؛ لتدريب قوات الأمن في كوت ديفوار على استراتيجيات مكافحة الإرهاب الجديدة، وبالإضافة إلى ذلك تتكاتف الكثير من الجهود؛ لتوفير الأمن في المنطقة.
وقالت الدكتورة أميرة عبدالحليم، الباحثة في الشأن الأفريقي، إن الأوضاع الأمنية المتردية والحدود الهشة، أهم أسباب تمدد تنظيم داعش الإرهابي في منطقة الساحل الأفريقي.
وأكدت أميرة في تصريح خاص لـ«المرجع» أن تنظيم داعش الإرهابي منذ فترة ليس ببعيدة -خاصًة بعد إعلان وجوده في ولاية غرب أفريقيا- يحاول فتح جبهات جديدة مع الدول المعادية له، واستقطاب عناصر له في تلك المنطقة؛ من أجل تنفيذ حلمه بإقامة دولة الخلافة المزعومة على الأراضي الأفريقية، وذلك بعد كلمة البغدادي التي قالها أبريل الماضي.
وأوضحت الباحثة في الشأن الأفريقي، أن تنظيم داعش الإرهابي، له هدف آخر بجانب هدفه الأساس، وهو سرقة ونهب الثروة الأفريقية من النفط والغاز، والبحث عن العديد من المصادر لتمويل عناصر التنظيم الإرهابي؛ لما تمتلكه تلك المناطق من احتياطيات ضخمة من النفط والغاز؛ ما يجعل المنطقة مطمعًا للتنظيمات المتطرفة.





