ad a b
ad ad ad

«داعش» يختطف الغجر.. هدف خاطئ أشعل التوتر الأمني بين ماليزيا والفلبين

الأربعاء 19/يونيو/2019 - 06:53 م
المرجع
آية عز
طباعة

تتعرض المنطقة البحرية الواقعة بين جنوب الفلبين والشطر الماليزي من «بورنيو» إلى عمليات خطف كثيرة، إذ أعلنت الشرطة الماليزية، صباح اليوم الأربعاء 19 يونيو، أن جماعة يشتبه في ارتباطها بتنظيم داعش خطفت عشرة صيادين من الغجر قبالة سواحل جزيرة «بورنيو» واقتادتهم إلى جنوب الفلبين، وذلك في أحدث عملية خطف تشهدها هذه المنطقة المضطربة.


وأكدت الشرطة في بيانها، أن عملية الاختطاف تمت خلال إبحارهم على متن قاربين قبالة سواحل ولاية «صباح» الواقعة شرقي ماليزيا.


وأشارت، إلى أن الخاطفين يشتبه في انتمائهم إلى جماعة «أبو سياف» المبايعة لـ«داعش» في جنوب الفلبين.

«داعش» يختطف الغجر..

بؤرة الإرهاب في الفلبين

تعد منطقة جنوب الفلبين بؤرة لتجمع العناصر الداعشية عقب الهزيمة التي لحقت بهم في سوريا والعراق، ففي خلال العامين السابقين أكدت تقارير فلبينية، أن «داعش» اتجه صوب الجنوب وخلال عام 2017 استطاع أن يُجند نحو 500 عنصر يحملون جنسيات مختلفة، منهم عرب وشيشانيون وباكستانيون وإندونيسيون وماليزيون.


وفي العام ذاته استولى التنظيم على مدينة «ماراوي» (مدنية تقع في جنوب الفلبين) وبها 200 ألف نسمة، وهي عاصمة ولاية «ديل سور»، واستعرضوا في شوارعها بأسلحتهم وأعلامهم السوداء، وحرقوا بعض المباني الحكومية، إضافةً إلى كل ذلك أنهم أطلقوا سراح المسجونين، واحتجزوا الرهائن والقساوسة داخل إحدى الكنائس؛ لاستخدامهم كدروع بشرية في المعارك التي دارت بينهم وبين الشرطة، وذلك بحسب تقارير الصحف الفلبينية.


كما أنه في مارس 2017 سيطر «داعش» على ما يقرب من 1500 مبنى حكومي في مدينة مراوي، واستخدموها كمعسكرات تدريب ومخازن للأسلحة.

«داعش» يختطف الغجر..

الإرهاب في الفلبين.. من رفع السلاح إلى الملاذ الآمن

تعود بداية الإرهاب في الفلبين إلى عام 1991 وظهر الإرهاب بشكل سافر في البلاد خلال هذا العام؛ حيث رفعت ما تُعرف بـ«جماعة أبوسياف» السلاح في وجه الحكومة؛ بغرض إقامة ما أسمته حينها «دولة إسلامية» في جنوب الفلبين، و«أبو سياف» تلك عبارة عن جماعة إرهابية تأسست على يد متشددين منشقين عن «الجبهة الوطنية لتحرير مورو الإسلامية».


واستمرت «أبو سياف» وغيرها من الجماعات تُمارس الإرهاب لسنوات طوال، ما جعل الجنوب الفلبيني ساحة للإرهاب ومستودعًا للأسلحة والذخائر؛ ما وفر ظروفًا مثالية أتاحت وسهل فيما بعد دخول «داعش» لجنوب الفلبين، واتخاذها- من قبل التنظيم- لاحقًا ملاذًا آمنًا لجميع العناصر الإرهابية من مختلف الجنسيات.


وفي منتصف عام 2016، حدثت انشقاقات كثيرة داخل الجماعة، عقب مبايعة الجماعة لتنظيم «داعش»؛ حيث أعلن المدعو «إيسنيلون هابيلون» القيادي في الجماعة مبايعته لـ«أبوبكر البغدادي»، وتنصيب نفسه أميرًا لما يُعرف بـ«ولاية الفلبين»، في الوقت الذي رفض فيه عدد من قيادات الجماعة مبايعة «داعش».

«داعش» يختطف الغجر..

هدف خاطئ

ومن جانبه قال محمد جمعة، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية المسلحة: إن هناك أزمة في الوقت الحالي بين الفلبين وماليزيا وتوترات أمنية على منطقة «بورنيو»، والجماعات المسلحة المنتمية لـ«داعش» وعلى رأسها جماعة أبو سياف، وتقوم تلك الجماعات بعمليات الخطف؛ حتى تتخذهم رهائن لتطلبهم من الدولة عليهم فدية.


وأكد جمعة، أن المختطفين هذه المرة أخطأوا في الهدف؛ لأن الذين اختطفتهم من الغجر والحكومة الماليزية لن تدفع فيهم «قرش واحد».


وأشار الباحث في شؤون الحركات الإسلامية المسلحة، إلى أن جنوب الفلبين يعتبر الملاذ الآمن للجماعات المتطرفة ولعناصر «داعش».

"