صفقة «إس 400».. «أردوغان» يتحدى وواشنطن تتأهب لفرض عقوبات على أنقرة
الأحد 16/يونيو/2019 - 06:06 م
أحمد سامي عبدالفتاح
لا يزال التوتر هو سيد الموقف بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين تركيا، على خلفية إبرام الأخيرة صفقة صواريخ «إس 400» مع روسيا.
ورغم أن دولا أخرى مثل اليونان قامت بشراء «إس 300» من روسيا إلا أن الموقف الأوروبي مع تركيا يعد أشد قوة؛ لأن فاعلية الجانب التركي في حلف الناتو تعد أكبر من اليونان، خاصة أن تركيا تعد الجيش الثاني الأكبر في الناتو من حيث العتاد.
إجراءات واشنطن المضادة ذهبت إلى عدة اتجاهات مرتبطة بالجوانب العسكرية، أولها إيقاف تدريب الطيارين الأتراك على المقاتلة «إف 35» التي تعد الأحدث في العالم في الوقت الراهن، مع العلم أن الشركات التركية قد ساهمت في صناعة هذه الطائرة عندما بدأ المشروع منذ سنوات عدة.
وجاءت الخطوة الثانية بوقف التصنيع والصفقة التي كانت مقررة، وقد راهنت تركيا مرارًا أن الولايات المتحدة لن تستبعد تركيا من مشروع تصنيع المقاتلة؛ لأن ذلك يعني تأخير تسليم المقاتلات للدول الأعضاء.
ولا تزال الولايات المتحدة تحاول إشراك دولة جديدة من أجل تعويض تركيا، وقد بدأت واشنطن بالهند، إذ عرضت عليها الدمج في مشروع الطائرة مقابل وقف شراء منظمة «إس 400» الروسية.
وعلى صعيد متصل، لا يزال الدعم العسكري الأمريكي مستمر للتنظيمات الكردية المسلحة التي تصنفها أنقرة إرهابية، كما أوقفت الولايات المتحدة محادثاتها مع تركيا بخصوص العمليات العسكرية التي تريد تركيا البدء فيها بشرق الفرات؛ خاصة «تل رفعت» التي تحتل أولوية لدى الجانب التركي في الوقت الحالي.
ويعد الموقف بالغ الصعوبة بالنسبة لتركيا، إذ تخشى أن يتطور الأمر، ويقوم الكونجرس الأمريكي بتطبيق قانون CAATSA الذي تم إقراره في 2017 من أجل معاقبة أعداء الولايات المتحدة، الأمر الذي لن تقوى تركيا على احتماله في الوقت الراهن، خاصة مع تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد.
كما يعد التراجع التركي عن إجراء الصفقة انكسارًا لسياسة الرئيس رجب طيب أوردغان، الأمر الذي ربما يفقد حزبه الحاكم «العدالة والتنمية» شعبيته، خاصة أن الخلاف مع الولايات المتحدة قد يكلف تركيا العديد من المخاطر الاقتصادية والأمنية، والتراجع عن الصفقة سيظهر «العدالة والتنمية» بمظهر العشوائي في إدارة السياسة الخارجية، وتراهن تركيا على إنجاز مشروع طائراتها المقاتلة، كما تراهن تركيا على شراء طائرات سوخوي 57، وسوخوي 35، لتعويض إف 35.
وعلى النقيض من ذلك، يعتقد حزب «العدالة والتنمية» أن التراجع عن إجراء الصفقة لن يُسهم في تحسين الوضع الاقتصادي المتردي، كما أنه سيدفع الولايات المتحدة لفرض شروط أكثر؛ من أجل تقويض استقلالية السياسة الخارجية التركية.
وكانت قناة «إن.تي.في» نقلت الأحد 16 يونيو، عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه يتوقع بدء وصول منظومة إس-400 الصاروخية إلى تركيا في النصف الأول من يوليو.
وتدرك تركيا جيدًا أن الولايات المتحدة ستكون مضطرة لاتخاذ إجراءات قاسية ضدها؛ من أجل منع باقي الدول من اتخاذ خطوات مماثلة، وشراء السلاح من روسيا.





