ad a b
ad ad ad

«البوكمال» السورية.. بين فوضى الميليشيات والمواقف الدولية

الخميس 13/يونيو/2019 - 09:59 م
مدنية « البوكمال»
مدنية « البوكمال» السورية
آية عز
طباعة

تشير تصرفات قادة وعناصر الميليشيات الإيرانية في مدنية «البوكمال» بالوقت الحالي، إلى حالة التوتر التي تعيشها تلك الميليشيات، فتحديدًا قبل يومين طالبت الميليشيات الإيرانية أهالي المدينة بالتجمع لمشاهدة عملية إعدام أحد الأشخاص، الذي ادعت تعاونه مع تنظيم داعش، ونصبت منصة عالية في حي «السكري»، مثل تلك التي تُنصب في إيران عند إعدام المعارضين السياسيين.


إضافةً إلى ذلك  تعرض ثلاثة من قادة الميليشيات الإيرانية للقتل، خلال الأيام القليلة الماضية على يد مجهولين، كما انفجرت عبوة ناسفة بسيارة للميليشيا في حي «السويعية»؛ ما أدى إلى مقتل أربع عناصر منها.


وضمن هذه التوترات طردت الميليشيات ما تُعرف بـ«وحدات الدفاع الوطني»، ونصبت حواجز على مداخل البوكمال، للسيطرة على كافة التحركات في المدينة، إضافةً إلى أنها ألقت القبض على نحو 20 عنصرًا من تلك الوحدات، من البوكمال و الميادين والعشارة و صبيخان والقورية.

 الحرس الثوري الإيراني
الحرس الثوري الإيراني
وكل هذه الإجراءات لم تطمئن عناصر « قاسم سليماني»، فقاموا بتركيب كاميرات مراقبة نهارية وليلية في مناطق سيطرتهم، خاصةً في الشوارع الرئيسية وقرب مقراتهم التي منعوا التصوير في محيطها بأي شكل من الأشكال، مهددين بإعدام أي شخص يحاول ذلك.

كما باتت الميليشيا الإيرانية تُفتش الهواتف المحمولة لأي شخص يمر على حواجزها؛ للتأكد من عدم وجود صور لمقراتها العسكرية.

مخاوف من تقدم « قسد»
وفي السياق ذاته، هناك مخاوف إيرانية من عملية عسكرية وشيكة لقوات سوريا الديمقراطية المشار إليها إعلاميًّا بـ«قسد» على البوكمال، وتزداد هذه المخاوف منذ أن أدرجت الولايات المتحدة الامريكية «الحرس الثوري» الإيراني على لائحة الجماعات الإرهابية.

وعقب هذا الأمر قامت طهران بتعزيز وجودها في البوكمال، من خلال وجود 400 عنصر منهم 250 من الحرس الثوري، و100 من الميليشيات العراقية الإيرانية، ونحو 50 عنصرًا أفغانيًّا.
سوريا وإيران
سوريا وإيران
تصادم سوري إيراني
واصطدم هذا النفوذ الإيراني خلال الفترة الماضية مع قوات الجيش السوري الوطني الموجودة في أطراف البوكمال، والتي شنت عمليات عسكرية على الميليشيات، إذ استطاع الجيش خلال الأيام السابقة أن يفرض سيطرته على بلدة «تل ملح» في ريف حماة، وبعض المناطق الأخرى، وذلك بحسب ما جاء في وكالة أنباء « سانا» السورية الوطنية.

وفي السياق ذاته، أكدت صحيفة «سفابودنايا براسا» الروسية، أن الخلاف بين الميليشيات الإيرانية والجيش السوري الوطني، أدى لحدوث معارك طاحنة في البوكمال، أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى خلال الساعات السابقة، إذ وقع ما يقرب من 240 قتيلًا خلال تلك المواجهات.

وأضافت الصحيفة الروسية، أن الميليشيات الإيرانية تحاول إخفاء كل ما يتعلق بما جرى في المدينة، مبينةً أن الصراع مع إيران بات على أكثر من جهة.
«البوكمال» السورية..
ومن جانبه قال سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية: «إن المخاوف الإيرانية في وسوريا، جاءت بسبب السخط الأمريكي عليها وعلى قادتها، وهذا الأمر يزعجها للغاية، خاصةً وأن المنطقة التي تسيطر عليها، محاطة بقوات الجيش السوري الوطني و قوات سوريا الديمقراطية، الذين من الممكن أن يشنوا هجوم عليها في أي وقت، خاصة وأن عناصرها يتعرضون يوميًّا لعمليات اغتيالات كثيرة».

وأكد اللاوندي في تصريح لـ«المرجع»، أن مدينة البوكمال تعتبر بالنسبة لطهران من أهم المدن السورية؛ لأنها قريبة من بعض المدن العراقية التي ينتشر فيها المذهب الشيعي ومن منطقة نهر الفرات السورية، لذلك من الممكن أن تستغلها في نشهر المذهب الشيعي، إضافةً إلى تلك الميليشيات الإيرانية في البوكمال وضعت يديها على نحو 60 % من بيوت سكان المنطقة النازحين بخلاف المحال التجارية وبعض المراكز التجارية، فكل هذه الأمور تعجلهم يخشون من فقدان السيطرة على تلك المدينة.
"