ad a b
ad ad ad

العنف القبلي.. منفذ ولوج جماعات الإرهاب إلى أفريقيا

الخميس 13/يونيو/2019 - 10:53 ص
المرجع
أحمد لملوم
طباعة

قتل نحو مائة شخص على الأقل في قرية «سوبان-كو» وسط جمهورية مالي الواقعة في غرب أفريقيا، والتي يعيش بها عرقية «الدوجون» في هجوم شنه مسلحون مساء الأحد 9 يونيو، ضمن دوامة العنف القبلي في وسط مالي، حيث تعيش مجموعات عرقية متنوعة.

العنف القبلي.. منفذ

وقال مسؤول محلي لوكالة الأنباء الفرنسية: «قتل المهاجمون أغلب سكان، القرية وتعدادهم نحو 300 نسمة، إذ قدم المسلحون إلى المكان وبدأوا بإطلاق النار والنهب والحرق، وهذه الاعتداءات الانتقامية بدأت عندما ظهرت مجموعة متشددة يهيمن عليها أفراد من عرقية الفولاني بقيادة الداعية أمادو كوفا في المنطقة وبدأت باستهداف مجموعتي بامبارا ودوجون».


وكان «كوفا» قد انضم مارس الماضي إلى ماتعرف بجماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، التي تشكلت مؤخرًا وتعد أبرز تحالف إرهابي في منطقة الساحل الأفريقي، وهي على ارتباط بتنظيم القاعدة.


وأعلنت بعثة الأمم المتحدة في مالي منتصف مايو الماضي، سقوط 488 قتيلًا على الأقل جراء الهجمات التي استهدفت عرقية الفولاني في منطقتي موبتي وسيجو بوسط البلاد، وفي هجوم اعتبر الأكثر دموية، قتل نحو 160 شخصًا من الفولاني مارس الماضي في مدينة أوجوساجو قرب الحدود مع بوركينا فاسو على أيدي صيادين من قبيلة الدوجون.


ويسكن وسط مالي عرقيات الفولاني والدوجون والبامبارا، والفولاني جماعة عرقية مسلمة تمارس الرعي وتصل أعدادهم في غرب ووسط أفريقيا إلى نحو 38 مليون نسمة، أما الدوجون فجماعة عرقية يبلغ عدد أفرادها 88 ألفًا وتعتنق ديانةً تقليديةً تؤمن بتعدد الآلهة، وتتمركز هذه الجماعة في معظمها قرب الحدود مع بوركينا فاسو ويركز أبناء هذه العرقية على العمل كمزارعين.

العنف القبلي.. منفذ

فيما تشكل "البامبارا" أكبر جماعة عرقية في مالي ومعظم أفرادها فلاحون ويعتنق العديد منهم الإسلام، رغم أن آخرين منهم يتبعون مُعتقدًا تقليديًّا.


والخلاف الناشب بين هذه الجماعات الثلاث قديم العهد، ويتعلق في الغالب بنزاعات حول الأرض والماء، وفي الماضي كان يتم حل الخلافات من خلال جلسات عرفية بين زعماء هذه العرقيات، بيد أن احتواء القتال صار أصعب الآن، بعدما زادت الصراعات تعقيدًا مع تزايد أعداد السكان من الدوجون، ما شكل ضغطًا على مناطق الرعي التابعة للفولاني، كما ساهم في زيادة التوترات تغير المناخ الذي جعل الدوجون يتجهون إلى مناطق جديدة تعيش فيها عرقيات أخرى بحثًا عن الماء والعشب لمواشيهم.


وتستغل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين الإرهابية، هذه الصراعات العرقية، لتوسيع نشاطها في البلاد، وهي ليست الجماعة الإرهابية الوحيدة التي تسعى لتمديد نفوذها في مالي مستغلة الصراعات العرقية، فهناك أيضًا ما تسمي بـ«جماعة أنصار الإسلام»، والتي تأسست عام 2016 وتلقت دعمًا من تنظيمي القاعدة وداعش في الصحراء الكبرى.


ووفقًا لتقرير حديث لمجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، تمكنت هذه الجماعات الإرهابية من تأسيس قواعد لها وسط مالي، تشن منها غارات على القرى والبلدات المجاورة، مستهدفة قوات الأمن والأشخاص المرتبطين بها ويزودونها بالمعلومات، وترى الجماعات الإرهابية المظالم في أوساط عرقية الفولاني فرصة من أجل جذب أعضاء جدد وتعظيم نفوذها في البلاد.

الكلمات المفتاحية

"