لتدمير الحياة.. تركيا تحرق الحقول السوريَّة
لاتزال أطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الشمال السوري قائمة ومتزايدة، ولم يكتف الجيش التركي بشن عمليتي «غصن الزيتون» و«درع الفرات»، حيث أتحاتا فرصة احتلال مناطق واسعة في الشمال، سواء كان احتلالًا عسكريًّا أو ثقافيًّا.
ولكنه عمل على تدمير أوجه الحياة الطبيعية كافة للشعب السوري في تلك المناطق وغيرها، وذلك كجزء من الحرب النفسية التي تشنها تركيا ضد المواطنين، بهدف خنق أي سبل للمواجهة والمقاومة لديهم.
ومن ضمن تلك الجرائم عمليات الحرق شبه
اليومية التي تتم بصورة في مناطق سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي «روج آفا»، في
شمال شرق سوريا، وأتت تلك الحرائق على 7 آلاف فدان منذ منتصف شهر مايو 2019 في منطقة
عفرين، وفقًا لما نشرته وكالة أنباء هاوار الكردية.
محاصيل
محترقة
وعلى الرغم من إعلان صحيفة النبأ الأسبوعية
التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، في 31 مايو 2019، عن مسؤولية التنظيم عن عمليات حرق
المحاصيل الزراعية في المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية «قسد» في شمال
شرق سوريا، وتحديدًا في مناطق الرقة والحسكة وريف حلب، مدعية أنها أراض تابعة لمسؤولين
ومقاتلين في صفوف قسد.
إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض
للنظام التركي، نشر في 8 يونيو 2019، فيديو مصور من كاميرات مراقبة، فردًّا من قوات
حرس الحدود التركية وهو يضرم النيران في الأراضي الموازية للحدود التركية السورية،
وذلك عن طريق ذراع طويلة.
ولا يكتفي الجانب التركي بذلك، ولكنه يطلق
النيران على قوات الحماية المدنية التي تسعى للوصول إلى تلك المنطقة وتحجيم الحرائق، بدعوى أنهم يقتربون بصورة مبالغ بها من
الحدود.
وتشابه المواقف ما بين تركيا وتنظيم داعش
يطرح تساؤلات متكررة حول العلاقة ما بين التنظيم الإرهابي ونظام الرئيس التركي رجب
أردوغان، وهل نفذ التنظيم الإرهابي خلال الفترة الماضية أجندة تركية عبر حرق الأراضي
السورية؟
يذكر أن هذه العملية ليست الأولى من نوعها
التي يقوم بها الجيش التركي في سوريا، حيث أحرق قواته محاصيل الزيتون والكروم في عفرين
خلال عملية غصن الزيتون التي شنها في المنطقة، مما يدل على أنها سياسة تركية متكررة.





