كشف تقارير عديدة عن فساد المراجع الشيعية الإيرانية، وإدراتها لعمليات
الاتجار في الهجرة غير الشرعية، وذلك حكم محكمة في فرنسا على إمام مسجد إيراني لمدة
عامين في السجن لمساعدته على تهريب المهاجرين.
وحكمت محكمة فرنسية على رجل يبلغ
من العمر 29 عامًا في السنغال كان يصلي في نفس المسجد بالسجن لمدة تسعة أشهر وحُرم
من حق زيارة مدينة كالية في شمال فرنسا، لافتةً إلى أنّ إمام المسجد الإيراني أغمي عليه
بعدما سمع عقوبته من قبل المحكمة الفرنسية.
صحيفة « لوفيجارو» الفرنسية أوضحت تفاصيل عملية إدارة إمام المسجد الإيراني في
فرنسا لتنظيم تهريب المهاجرين الإيرانين من فرنسا إلى بريطانيا، بمقابل مادي؛ حيث
تم اعتقال رجلين من القائمين على التهريب في أبريل الماضي بعد القبض على 6 أو 7 قوارب صغيرة، كما تم العثور على سترات النجاة وقارب قابل للنفخ على ساحل في
شمال البلاد.
تهريب الأفراد
وبعدما فتح مكتب المدعي العام الفرنسي تحقيقًا مع إمام المسجد الذي يحمل الجنسية الإيرانية اعترف بوجود اتصال بمجموعات التهريب المنظمة ومنح حق بيع أي قارب، وذلك بعد أن عثرت الشرطة الفرنسية على زورقين وثلاثة محركات للقوارب وعدد من سترات الإنقاذ في منزل رجل الدين الإيراني الذي اعترف مع شخص آخر بشراء سبعة قوارب بين ديسمبر 2018 وأبريل 2019.
وذكر المتهمان أنهما اكتشفا فيما بعد أنهما كانا يستخدمان القوارب لأغراض الاتجار غير المشروع عبر بحر المانش، وهو جزء من المحيط الأطلسي الذي يفصل بريطانيا عن فرنسا ويربط بحر الشمال بالمحيط الأطلسي.
يذكر أن فرنسا تضم نحو 300 ألف شيعي، يوجد نحو نصفهم في العاصمة باريس وضواحيها في حين يتوزع النصف الآخر على مناطق فرنسية أخرى، أهمها مدن وضواحي ليون وتولوز ومونبيلييه وليل ومرسيليا وغيرهان بحسب إذاعة «مونت كارلو» وهو ما يجعل هؤلاء هدفًا استراتيجيًّا للنظام الإيراني والذي يسعي لتكوين خلايا له وفقًا لتقارير المعارضة الإيرانية «مجاهدي خلق» التي اتهمت نظام الملالي بالسعي لتشكيل خلايا إرهابية عبر تجنيد الشيعة في الدول الأوروبية.
وفي أكتوبر 2018 أغلقت حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بشكل رسمي، مركز جمعية الزهراء الشيعي، الواقع في منطقة جراند سانت شمالي البلاد، لمدة 6 أشهر إضافةً إلى تجميد أصوله، بتهمة «نشر الفكر الشيعي الراديكالي على المستوى الأوروبي» وفقًا لصحيفة « lci» الفرنسية.
وأسس المركز يحيى القواسمي، رئيس حزب ضد الصهيونيّة ورئيس الاتحاد الشيعي الفرنسي، «فرنسي الجنسية، جزائري الأصل»، وهو شيعي نشط ويرتبط بعلاقات واسعة مع المسؤولين الإيرانيين.
كما لعب المسؤول ورجل الدين الإيراني مهدي روحاني، والذي عمل رئيسًا للطائفة الشيعية لمدة عشرين عامًا، في فرنسا، دورًا مهمًّا في تأسيس المركز الإسلامي الإيراني في باريس، الذي أصبح أداة لنشر أيديولوجية الجمهورية الإسلامية، فيما لعبت سفارة إيران، دورًا مهمًّا من خلال نشر عدد من الأنشطة تجاه السكان الشيعة والسنة في فرنسا، بحسب مركز المزماة للدراسات والبحوث.
وقد ذكر تقريرٌ للمعارضة الإيرانية أن مركز الزهراء يشكل ستارًا وغطاءً لتحركات استخباراتية لنظام الملالي، في استهداف المعارضين وتنفيذ أعمال إرهابية في فرنسا وأوروبا؛ حيث يشتبه بتورطه في عملية استهداف المؤتمر السنوي لمجاهدي خلق في 30 يونيو 2018 العاصمة الفرنسية باريس التي اعتقل على أثرها الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي في ألمانيا وتم تسليمه إلى بلجيكا بتهمة التخطيط لاستهداف مؤتمر المعارضة الإيرانية، بحسب موقع «إيران آزادي».
كما ذكر تقرير نشره موقع راديو «الغد» التابع للمعارضة الإيرانية بالخارج، أن مركز الزهراء، الذي تم إغلاقه من قبل السلطات الفرنسية على خلفية تورط الاستخبارات الإيرانية بالتخطيط لاعتداء قرب باريس.
كما اتهمت تقارير فرنسية المركز بتمويل التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها حزب الله اللبناني، بحسب صحيفة «عكاظ» السعودية.
وفي أكتوبر 2018 طردت باريس دبلوماسيًّا إيرانيًّا سراً؛ ردًّا على مؤامرة فاشلة لتنفيذ هجوم بقنبلة استهدف تجمعًا للمعارضة الإيرانية في مدينة «فيلبينت» قرب باريس في نهاية يونيو 2018، وفقا لما كشفته مصادر دبلوماسية وأمنية فرنسية، لوكالة «رويترز».
كما جمدت السلطات الفرنسية الأصول المملوكة لمخابرات طهران واثنين من الرعايا الإيرانيين، الذين يعتقد أنهما ضالعان بشكل رئيسي في التخطيط للعملية الإرهابية.
وفي هذا الصدد، رأت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن «باريس تشن حملة تطهير لاقتلاع الإرهاب الإيراني من البلاد، بعملية مداهمات تزامنًا مع تجميد أصول عملاء المخابرات الإيرانية في فرنسا لمدة 6 أشهر»، مشيرةً إلى أن ذلك يعد رسالة مفتوحة لإيران كرد على محاولة التعدي على الأراضي الفرنسية.