ad a b
ad ad ad

«أطفال الروهينجا».. أرض خصبة للاستقطاب ونمو الإرهاب

الإثنين 17/يونيو/2019 - 11:42 ص
المرجع
أحمد لملوم
طباعة
هربًا من الاضطهاد في ميانمار، فرَّ نحو مليون لاجئ من مسلمي الروهينجا إلى بنغلاديش المجاورة، وهم يعيشون الآن في مخيم كوتوبالونج، أكبر مخيم للاجئين في العالم بحسب الأمم المتحدة، معظم هؤلاء اللاجئين تحت سن 18 عامًا، وهو جيل قد يكبر دون الحصول على تعليم لائق؛ ما يجعلهم أكثر عرضة للأفكار المتطرفة.
«أطفال الروهينجا»..
ويعتبر الاضطهاد الذي تعرض له هؤلاء الأطفال في ولاية الراخين دافعًا للخوض في طريق التطرف، فالعنف والقمع اللذان يتعرض لهما الشخص لا يذهب أثرهما بعيدًا، بل يُخزن في نفسه، إضافة إلى ضعف التعليم الممنوح والخدمات المقدمة، وقلة الفرص المتاحة لهؤلاء الأطفال، وبمرور الوقت يصبح بعضهم جاهزًا تمامًا لممارسة للإرهاب.

وتعود بداية الأحداث في ولاية راخين إلى أغسطس 2017، عندما شنَّ الجيش حملة عسكرية على المناطق التي يعيش فيها مسلمو الروهينجا، وتتهم منظمات دولية الجيش بارتكابه جرائم ترقى إلى التطهير العرقي.

وقبل هذه الحملة العسكرية كان مسلمو الروهينجا يعانون من عدم توافر احتياجاتهم وحقوقهم الأساسية، كالرعاية الصحية، والتعليم، وفرص العمل، إذ ترفض الحكومة منحهم الجنسية والاعتراف بهم كمواطنين، وتقول إن أصول الروهينجا تعود إلى مهاجرين غير شرعيين من المسلمين البنغال الذين استقروا في البلاد دون وجه حق، وهو ما يرفضه الروهينجا بشدة، معتبرين أنفسهم السكان الأصليين لولاية راخين.

وميانمار دولة ذات أغلبية بوذية، كانت تُحكم من قِبل قادة عسكريين لعقود، عقب استقلالها من الاحتلال البريطاني عام 1948، وبدأ الجيش اتخاذ خطوات في عملية تحول تدريجي في البلاد منذ عام 2010.
«أطفال الروهينجا»..
وتولى حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية الذي تتزعمه الحائزة على جائزة نوبل للسلام، أونج سان سو كي السلطة عام 2015، وتعرضت سو كي لوابل من الانتقادات من جماعات حقوق الإنسان؛ بسبب الجرائم التي ارتكبت خلال الحملة العسكرية.

وهذا الأسبوع أفرجت الحكومة في ميانمار عن سبعة جنود مسجونين بتهمة قتل عشرة رجال وصبية من الروهينجا، حسبما قال اثنان من مسؤولى السجون، واثنان من زملائهم السابقين فى السجن، بعد أن قضوا أقل من عام واحد من مدة السجن لعشر سنوات؛ بسبب أعمال القتل التي أدينوا بها.

ودعت الأمم المتحدة حكومة سو كي مرارًا بتحسين الظروف المعيشية في ولاية راخين؛ من أجل سلامة عودة من فرَّ من أقلية الروهينجا المسلمة إلى بنجلاديش، واتخاذ إجراءات جدية في منح الجنسية لهم.

وتقول الصحفية المتخصصة في شؤون الجماعات الإرهابية، إيكاترينا سيرجاتسكوفا، في مقال بمجلة فورين أفيرز الأمريكية: إن التنظيمات الإرهابية لا تضيع أي فرصة تتاح أمامها لإحداث أضرار، والعنف الذي تعرض له أطفال الروهينجا قد يكون فرصة لهم يمكن استغلالها.

الكلمات المفتاحية

"