من «سنجاق».. صربيا تحاصر التطرف بقوانين صارمة
الجمعة 07/يونيو/2019 - 07:52 م
أحمد لملوم
تجري محاكمة 7 أشخاص- 3 منهم غيابيًّا- في إقليم سنجاق الواقع جنوب غرب صربيا، بتهمة الانضمام إلى تنظيم داعش، والعمل على تجنيد أشخاص آخرين؛ للانخراط في صفوف التنظيم الإرهابي، ويتميز الإقليم بانتماء أغلب سكانه للإسلام، وأيضًا بسفر عشرات من المنتمين للتيار المتشدد من هناك إلى سوريا خلال ذروة الحرب هناك، وقليل من هؤلاء عاد بعد هزيمة التنظيم الإرهابي، بينما تعتقد السلطات الصربية أن معظمهم إما ماتوا في المعارك، أو فروا من سوريا لدول أخرى، لمواصلة القتال في صفوف جماعات إرهابية أخرى.
قانون جديد
وسنت حكومة صربيا الواقعة في منطقة البلقان بالجزء الجنوبي من أوروبا، ويبلغ عدد سكانها 3.5 مليون نسمة نصفهم مسلمون من عرقية البوشناق، قانون يسمح بمحاكمة من يقاتلون في الحروب والصراعات خارج البلاد العام الماضي، في خطوة لتشديد العقوبات بهدف مكافحة التطرف والإرهاب، غير أن إقليم سنجاق، الذي اقتسمته جمهورية صربيا والجبل الأسود من البوسنة والهرسك في الماضي، يعاني من عدة مشاكل تجعل منه مصدرًا مُحتملًا لتجنيد شبان صغار ينخرطون في سلك الجماعات المتشددة.
إذ أن نسبة البطالة بين الشباب في الإقليم هي الأعلى في صربيا، وهي مؤشر على إهمال يراه سكان الإقليم أنه متعمد في حقه، ويغلب شعور بعدم الانتماء إلى صربيا، والإحساس بالعزلة عن باقي البلاد، ويعزز ذلك حقيقة أن جزءًا من الإقليم يقع في الجبل الأسود وتحده دولتان أخريان، هما البوسنة والهرسك وكوسوفو، وعاصمة الإقليم مدينة نوفي بازار لا يوجد بها مطار أو محطة قطار، وتخدمها طرق سيئة وتحيط بها الجبال، وتصل معدلات الفقر فيها إلى نحو خمسين في المائة، وفقا لمعهد الإحصاء الصربي، ما يجعل الإقليم أكثر المناطق التي تعاني من الحرمان والعزلة في منطقة البلقان.
مستوى التطرف
وفي حوار صحفي مع معمر زوكورليك، وهو أحد أعضاء البرلمان الصربي عن الإقليم، تحدث عن وجود مستوى منخفض من التطرف في سنجاق، لكنه حذر من أن الوضع الاقتصادي السيئ والمشاكل الاجتماعية، وضعف البنية التحتية، عوامل لا تساعد بشكل كبير في مكافحة الأفكار المتطرفة.
ويشهد إقليم سنجاق ظاهرة توزيع مساعدات على الفقراء من قبل منظمات إسلامية يديرها منتمين للتيار السلفي، والتي أصبحت مصدر قلق، ففي تقرير عن منظمة محلية تدعى دي إيه إم إيه، وتختص بمتابعة النشاط المتطرف، أكد أن تلك المنظمات عزلت نفسها عن بقية المجتمع، ويتبنى أعضائها وجهات نظر محافظة للغاية بشأن الدين، ودعم ما يطلق عليه الإسلامويون بالمعارك الجهادية.
ومر الإقليم بمراحل تاريخية عديدة، ففي مرحلة ما بالماضي رغب سكانه في الاستقلال عن صربيا، ما جعل الحكومة الصربية تتعامل مع السكان بريبة وشك، والسكان أنفسهم لا يثقون في الحكومة، ويشعرون بإهمال متعمد لتطوير وتنمية الإقليم، خاصة في صناعة المنسوجات التي يشتهر بها.





