ابتكره أسترالي.. صاروخ «داعش» يطير بصانعه إلى السجن 25 عامًا
بداية القصة
في مكان هادئ خارج مدينة يونغ في نيو ساوث ويلز الأسترالية، كان كهربائي عاطل عن العمل، يدعى حازم ذهب، يعمل في تصميم أنظمة أسلحة من أجل تنظيم داعش.
وخلال محاكمته، تخلى ذهب عن الجماعة الإرهابية ووصفها
بـ«عبادة»، لكن القاضي وجه له تساؤلًا إن كان قد فعل ذلك ليواجه عقوبة
أقل؛ حيث سيصدر الحكم عليه الشهر المقبل بتهمة دعم الجماعة الإرهابية.
وتظهر الصور التي أصدرتها المحكمة العليا في نيو ساوث ويلز -
حيث يخضع ذهب للمحاكمة – تصميمًا لـ6 صواريخ تجريبية في فناء منزله الخلفي، ومحاكاة
بالكمبيوتر لتصاميمه لصواريخ مطبوع عليها راية داعش، وجهاز مُصمم أنشأه لمساعدة
المجموعة الإرهابية على اكتشاف الصواريخ القادمة.
ذهب مزيف
وترد الصور في مجموعة من الحقائق والتي تم إصدارها بعد أن أقر ذهب البالغ من العمر 44 عامًا، بأنه مذنب في تقديم الدعم إلى منظمة إرهابية، وهي تهمة تصل عقوبتها إلى 25 عامًا في السجن.
وألقي القبض على ذهب في عام 2017، عندما اقتحم ضباط الشرطة الفيدرالية مزرعته الصغيرة في الساعات الأولى من الصباح، وذلك عقب تحقيق دام 18 شهرًا في أفراد عائلته الذين غادروا أستراليا للمشاركة في الحرب الأهلية السورية.
وبحسب ما نقله موقع ( daily 10) فإن «ذهب» بدأ من منتصف عام 2014 في استخدام موقع التواصل الاجتماعي تويتر لمشاركة التغريدات والدعاية لتنظيم داعش، وإرسال رسائل إلى مؤيدين آخرين للجماعة الإرهابية باستخدام تطبيقات الرسائل المشفرة.
وبعد 6 أشهر، بحث عن الأسلحة الموجهة بالليزر عبر الإنترنت، وفي النهاية ضاق تركيزه إلى جهاز استقبال للإنذار بالليزر في ساحة المعركة - جهاز يمكن أن يصدر صوتًا ناقوسًا عندما يكتشف الذخائر الموجهة بالليزر القادمة.
وبحسب الصحيفة، استخدم ذهب طابعة ثلاثية الأبعاد لتقديم غلاف للجهاز، والأسلاك المتصلة، والتبديل، والمفاتيح، وبناء الدوائر التفصيلية بالداخل.
تواصل إرهابي
وبحلول فبراير 2015، كان قد أكمل تقريرًا من 288 صفحة يلخص عمله، وأرسله إلى جهة اتصال داعش في الخارج للحصول على ملاحظات ورد فعل، وكتب يقول: «أنا فقط أنتظر المزيد من التعليقات بعد أن ينظر إليها الفنيون.. تمكنت من وضع نموذج أولي مع جهاز استشعار واحد.. اختبرت ذلك باستخدام جهاز إرسال عن بُعد كان لدي هنا وعملت بشكل جيد».
خلال الأشهر التالية، واصل ذهب تحسين تصميمه وجهازه وسجل تسجيل فيديو مدته 57 دقيقة يظهر مخططاته مع تشغيل موسيقى التنظيم في الخلفية.
وبحلول يونيو 2015، حول «ذهب» تركيزه على الصواريخ، التي بدأ التنظيم تصنيعها على نطاق متطور، وبعد استخدام الإنترنت للبحث في دافع الصواريخ، بدأ اختبار صواريخ في فناء منزله الخلفي.
بعدها شرع ذهب في تصميم صواريخ عدة مختلفة، واستخدم برنامج محاكاة الكمبيوتر لاختبار قدراتهم، وكان أحد التصميمات لصاروخ بطول ستة أمتار، يُدعى «المغرب»، والذي تميز بشعار داعش المرسوم على السلاح.
في أغسطس 2015، سجلت مراقبة الهاتف ذهب وهو يتصل ببائع eBay الذي اشترى منه مجموعة لإطلاق الصواريخ، وتم رصد رسم تخطيطي مكتوب بخط اليد موجود على محرك أقراص ثابت، وعندما داهمت الشرطة ممتلكاته واستفسرت عن المعدات أخبرهم: «أنا وابني نفكر في القيام بلعبة البطاقات».
وفي حين تساءل قاضي المحكمة العليا جيفري بيلو كيف كان يمكن لذهب أن يعيش في «فقاعة» عندما تكون هناك «تقارير واسعة الانتشار في كل ذراع ممكنة من وسائل الإعلام حول شرور داعش»، قال المتهم إنه كان مقتنعًا بأنه يأخذ جانب «قوة الخير اعتقدت أنني كنت أفعل شيئًا جيدًا بشكل لا يصدق».
ويقول ذهب: «شاهدت جميع مقاطع الفيديو الدعائية، وشاهدت المجموعة وهي تقدم المساعدات والغذاء للسكان، ولقد شاهدتهم يديرون المستشفيات، وأؤمن تمامًا بما كنت أراه، وأعتقد أنهم كانوا قوة جيدة»، لكنه على الرغم من ذلك أقر بأنه مذنب في إرسال الرسومات والتعليمات إلى أنصار داعش في الخارج.
وأكد للمحكمة أنه يرفض الآن أيديولوجيات داعش، مضيفًا: «أشعر أنني خرجت من سجن وكنت مقيدًا».





